أعلن فتح الله ولعلو، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، ترشحه لمنصب الكاتب الأول للاتحاد في المؤتمر المقبل المقرر أواسط يونيو. فلم يمض سوى يوم واحد على إعلان عبد الواحد الراضي ترشحه لمنصب الكاتب الأول للاتحاد حتى بادر ولعلو، بدوره، بإعلان ترشحه لنفس المنصب، لكن هذا الأخير اختار طريقة مختلفة عن طريقة الراضي الذي أعلن دخوله سباق الترشيح من خلال حوار نشرته جريدة الاتحاد الاشتراكي أمس. فقد استدعى فتح الله ولعلو مجموعة من الصحافيين إلى بيته في حي الرياض بالرباط، وتلا أمامهم ورقة من أربع صفحات حملت عنوان: «لماذا أرشح نفسي لقيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية؟». اللقاء حضره عضو واحد فقط من المكتب السياسي هو محمد الأشعري وزير الثقافة السابق، إضافة إلى مناضلين اتحاديين مقربين من ولعلو. وزير المالية السابق اقترح في الورقة ما سماه «تعاقد»، يمكن على أساسه محاسبته في نهاية ولايته في حالة انتخابه، لكن الأفكار التي عبر عنها بقيت عامة، ولا تقدم أجوبة دقيقة عن اختيارات الاتحاد الكبرى في ما يخص الموقف المتذبذب للحزب من المشاركة في الحكومة والإصلاح السياسي والدستوري وتقييم الانتقال الديمقراطي. وتحدث ولعلو عن نهاية عهد «الزعامات التاريخية» في الحزب، واعتبر أن آخرها كان هو عبد الرحمان اليوسفي، وقبله عبد الرحيم بوعبيد والمهدي بنبركة، وكان ملفتا عدم إشارته إلى محمد اليازغي، الكاتب الأول المستقيل. وبخصوص توجهاته في ما يتعلق ببناء الحزب، جاء في الورقة أنه سيعمل على «إعطاء العمل الحزبي مضمونا عمليا ووطنيا لصيقا بحياة المواطنين»، كما أكد على «استعادة ثقة المواطنين في العمل السياسي»، وأعلن أنه يلتزم بأن «يجعل من الاتحاد الاشتراكي حزبا حديثا، منظما، ولكن في نفس الوقت حزبا مرتبطا بجذوره الاجتماعية الشعبية، وفيا لهويته الاشتراكية»، كما التزم ب«اعتماد التنظيم الجهوي قاعدة لتجديد العمل الميداني الحزبي»، وأكد تشبثه بالدفاع عن «قيم الاستقامة والكفاءة والاستحقاق والاختيار الحر للمناضلين». ووقف ولعلو على ما حققه التناوب التوافقي من إيجابيات على المستوى الاقتصادي، وعلى المستوى المادي الملموس من خلال تطور البنيات التحتية، لكنه شدد على أنه لا يجب الاعتماد على «هذه المنجزات لندعي أن بلادنا قطعت مع مظاهر النكوص الديمقراطي»، وأضاف: «لا يمكن أن نبتهج بإنجازاتنا إلى حد نتغافل معه عن كل ما هو لايزال قائما في بلادنا من امتيازات وثراء فاحش وفقر مدقع، وارتشاء وإهدار للمال العام»، وأضاف أنه لا يمكن أيضا «أن نستعمل الإنجازات للتستر على اضطراب الحياة العامة من خلال تهميش المؤسسات، والقفز على المراقبة الشعبية، وتركيز السلط السياسية والاقتصادية». وخلال أجوبته عن أسئلة الصحافيين، حذر ولعلو من «التقنوقراط»، وقال إن عملهم ينطوي على «مخاطر»، وأضاف: «لقد عملت مع كثير منهم عندما كنت في الحكومة، وهم أشخاص جديون، لكن منظومة التقنوقراط تؤدي إلى تبخيس السياسة لأنهم غير مراقبين سياسيا». ولم يكشف ولعلو الأسماء التي ستكون معه في اللائحة التي سيرأسها، لكنه قال: «أنا أنتظر تجاوب الاتحاديين مع إعلان ترشحي، وسوف نتشاور مع من هم مستعدون للانضمام إلى اللائحة ممن هم مقتنعون بالأفكار التي أطرحها».