«الماجيدي لم يتردد في وصف رئيس أونا بالغبي...» جاء هذا على لسان أحد مقربي الكتابة الخاصة للملك، كما أوردت مجلة «تيل كيل.» العبارة مثقلة بالدلالات ومعبرة عن نوعية التدبير الذي يسود أكبر مجموعة اقتصادية بالمغرب. لكن الذي لم يقل هو من عيّن سعد بنديدي، ومن «انتزعه» من عثمان بنجلون وأين مسؤولية هذا العبقري الذي «اقتنص» رجلا «يعد من الكفاءات الوطنية المشهود لها» كما تم تقديم بنديدي عند تعيينه؟ هناك أشخاص لديهم قدرة غريبة على النسيان أوالتناسي. فسعد بنديدي، الذي قد يكون ارتكب خطأ تقديريا في استراتيجية تنمية فرع «وانا»، يبقى مع ذلك بشراً قد يصيب وقد... يخيب. لكن لا يمكن أن يصبح الرجل في أقل من ثلاث سنوات مجرد «غبي» بعد أن كان من «الكفاءات النادرة».. والعبارات هنا هي التي تم استعمالها من طرف الذين استقدموه ذات يوم من مجموعة عثمان بنجلون.. وهم أنفسهم الذين انقلبوا عليه في المجلس الإداري الشهير. إن عالم المال والأعمال .. غابة لا تعرف العواطف، لكنها لا تتجاهل العقلانية والأخلاقيات. لقد عاينا فضائح مالية عالمية، بعشرات ملايير الدولارات وأخطاء قاتلة لرؤساء أبناك عالمية. ولم نسمع قط مساهماً يصف رئيس بنك ب«الغبي». لقد بقينا على جوعنا.. كما يقول الفرنسيون. كنا ننتظر من الماجيدي أن يرد على الكثير من التساؤلات كأن يقول للمغاربة كيف يؤدي عن لوحاته الإشهارية لمجلس مدينة الدارالبيضاء 12 ألف درهم سنويا في حين يؤدي منافسوه 60 ألف درهم! نريد فقط أن نعرف كيف يؤدي منافسوالماجيدي خمس مرات التعريفة ومع ذلك نتحدث عن مجلس المنافسة و.. ودولة الحق والقانون. نريد كذلك أن نعرف بماذا سيفكر أي مستثمر يريد الإقدام على توظيف أمواله بالمغرب وهويسمع مثل هاته الأشياء. وبما أن انتظاراتنا كانت كثيرة من لقاء الماجيدي مع الإعلام (ولا يهم أي منبر يختار)، فإن خيبتنا كانت أكبر. خيبة تقاس بحجم الأسئلة والتساؤلات التي بقيت عالقة .. مادامت لم تطرح! وبغض النظر عن مسألة اللوحات التي تبقى راهنية مادام المتضررون منها يعانون حتى اليوم من هذا الحيف، هناك حكاية الحصول على أرض بتارودانت والتي قال بخصوصها الماجيدي إنها تمت بعد الحديث مع مسؤول سام بالأحباس! لكن المهم لماذا لم تفوت بسعر السوق وتم اشتراؤها بسعر يقل تسع مرات عن السعر الحقيقي؟ من هوالخاسر إذن؟ لا شك أن الخاسر، سواء تعلق الأمر بحكاية اللوحات أوبقصة أرض تارودانت، هو دافع الضرائب الذي يمول قصراً.. اقتصاد الريع. وعلى ذكر الضرائب، فقد ذكرت مجلة «تيل كيل» أن علاقة مدير الضرائب نور الدين بنسودة بالماجيدي لا يسودها الود «لأن مدير الضرائب ضاق ذرعاً بمطالبة الماجيدي بامتيازات ضريبية». ما قدوفيل .. هذه هي لوحة القيادة.. كلشي باين!