يخوض أكثر من 50 معتقلا من التيار السلفي الجهادي، بسجن عكاشة بالدار البيضاء، إضرابا مفتوحا عن الطعام تجاوز عدد أيامه 47 يوما. ونقل أمس أحد المضربين، ويدعى عبد السلام كيلي إلى مصحة السجن في غيبوبة تامة لتلقي الإسعافات الأولية، فيما يقول مصدر من داخل السجن إن اثنين من المضربين وهما ابراهيم ابروك وعبد الهادي الزولي حالتهما الصحية خطيرة جدا، الأول تبول الدم والثاني فقد 25 كيلوغراما من وزنه وبدا كما لو أنه هيكل عظمي. وعلمت «المساء» من مصدر مطلع أن مصطفى حلمي، الذي عينه الملك محمد السادس مؤخرا مديرا مكلفا بالعمل الاجتماعي والثقافي للسجناء وإعادة إدماجهم، التقى مساء الجمعة المنصرم لجنة من أربعة سجناء عن المضربين عن الطعام وأثار معهم قضية وقف الإضراب، غير أن المعتقلين تشبثوا بمواصلة الإضراب ما لم تتم الاستجابة إلى مطالبهم المتمثلة في رفع المضايقات التي يتعرضون لها من طرف إدارة السجن، منذ حادث فرار السجناء التسعة من سجن القنيطرة في ال7 من أبريل الماضي. وحسب المصدر نفسه فقد أثيرت في هذا اللقاء قضية الاستفادة من العفو، وهو ما رد عليه مصطفى حلمي بالقول: «سيكون خيرا، لكن نطلب منكم أن تتعاونوا معنا». وتثير قضية الاستفادة من العفو خلافات حادة بين معتقلي السفلية الجهادية، فبينما يرى البعض منهم أن الأهم هو أن يغادروا السجن ولهذا حرر بعضهم رسائل إلى الملك يطالبون فيها بالعفو، كحالة المعتقل نور الدين الغرباوي، يرى آخرون أن المطالبة بالعفو الملكي هي إقرار بأنهم متورطون في أعمال إرهابية والحال، كما يقولون، أنهم أبرياء من هذه التهم. وشملت لائحة مطالب معتقلي السلفية الجهادية، في اجتماعهم مع مبعوث حفيظ بنهاشم المندوب العام لإدارة السجون، مطالب أخرى متعلقة بتحسين وجبات الأكل وتمكينهم من القاعة الكبرى الموجودة داخل السجن لمزاولة الأنشطة الرياضية، كما كان سائدا قبل حادث الفرار بسجن القنيطرة. وكان حلمي يرد على هذه المطالب بأن كل ما هو قانوني سيتم احترامه وستتم الاستجابة له