ذكر خوسي شاميثو، محامي الشعب الأندلسي، أن المغرب «لا يتعاون بشكل حقيقي وكامل مع جارته إسبانيا في مجال مكافحة المخدرات». وأوضح شاميثو، في محاضرته «المخدرات والحدود»، التي ألقاها يوم السبت الماضي بقاعة الجماعة الحضرية بتطوان، أنه توجد في المغرب شبكات وقواعد مهمة لتجارة وتهريب المخدرات تربطها علاقات مباشرة بالإسبان والإنجليز، فيما يمتد ارتباطها بشكل أقل إلى بعض المناطق في فرنسا. وأضاف محامي الشعب أن السلطات والمختصين بملف تهريب المخدرات «يجهلون من يقف وراء هذه الشبكات»، مستشهدا بحالة بارون المخدرات محمد أحمد الطيب الوزاني الملقب ب«النيني»، حيث قال إن لديه شكوكا عديدة حول قضيته، ولا يعرف من يقف خلفه، «من المستحيل على شاب أن يقوم بتوزيع وتهريب كل تلك الأطنان من المخدرات دون التواطؤ مع أطراف عدة والتنسيق مع شبكات تهريب المخدرات الدولية التي لها ارتباطات بالمافيا»، يقول شاميثو. وأكد محامي الشعب معرفة الأجهزة الأمنية بدخول عناصر شبكات تهريب المخدرات إلى المغرب، واجتماعهم بنظرائهم المغاربة للتنسيق في ما بينهم حول قنوات ومسالك تهريب المخدرات إلى إسبانيا، والتي بدأت مؤخرا تصل عبر خليج مضيق جبل طارق أو عبر منطقة سان لوكار دي باراميدا بإسبانيا، ليتم توزيعها انطلاقا من مدينة إشبيلية إلى مناطق إسبانية أخرى، حيث استشهد بالعمليات الأخيرة التي تم ضبطها في المنطقة عن طريق البحر أو جوا بطائرات خفيفة أو طائرات الهليكوبتر. وفي سؤال ليومية «المساء» بخصوص «كارتل» المخدرات في المغرب، أشار خوسي شاميثو إلى أن بارونات تهريب المخدرات المغاربة لا يقيمون ارتباطات مباشرة في ما بينهم داخل المغرب، بل هناك شبكتان أو ثلاث لها ارتباطات بالخارج أكثر منها بالداخل، «هم رجال أعمال وأصحاب عمارات وتجزئات سكنية كبرى، يستثمرون في العقار داخل المغرب أو في منطقة كوستا ديل بمدينة مالقة أو اليكانتي»، يوضح شاميثو، مضيفا أنه يجهل من يقف وراء كل ذلك، «هل هي تنظيمات مختلطة أم هي تنظيمات لها علاقة بالمافيا الإيطالية التي تباشر وتتدخل في تهريب المخدرات المغربية». واختتم محامي الشعب بالأندلس محاضرته، أمام مجموعة من طلبة جامعة عبد الملك السعدي بتطوان وآخرين إسبان، بالقول بأن الجميع يؤكد أنه ضد تجارة وتهريب المخدرات، لكن أغلبية الدول ترحب بعائدات هذه التجارة التي تضخ أرباحها مباشرة في أبناكها بالعملات الصعبة، «يرفضون تجارة المخدرات، لكنهم يرحبون بالأرباح التي تأتي من ورائها. إن المستفيدين الكبار من تجارة المخدرات هم الأبناك، فعن طريقها يتم تبييض عائدات تجارة المخدرات»، مضيفا أنه «من المستحيل تقدير حجم الأموال التي تضخ فيها». وجاءت مداخلة محامي الشعب الأندلسي بتطوان في إطار أوراش دراسية مشتركة تقيمها مجموعة البحث النقدي الحضاري وحوار الحضارات التي يشرف عليها كل من محمد عبد الواحد العسري وفريدة بنعزوز عن جامعة عبد المالك السعدي بتطوان ومؤسسة دراسات التحولات الدولية بمدينة قرطبة بإسبانيا. للإشارة، فقد تم في الشهور الأخيرة حجز أزيد من 14 طنا من المخدرات في منطقة خليج قادس لوحدها، وهي من بين الشحنات التي تصل إلى الشواطئ الأندلسية انطلاقا من شمال المغرب.