قال رضا الرياحي لاعب الدفاع الجديدي إن المباراة التي خاضها فريقه أمام الرجاء الأحد الماضي ستظل محفورة في ذاكرته، وأوضح في حوار ل«المساء» أنه شعر بالصدمة عندما كان فريقه متأخرا بثلاثة أهداف لصفر، ثم عندما وجه الجمهور اتهاماته للمكتب المسير واللاعبين بالتلاعب في نتيجة المباراة. وأبرز رضا أن هذه ليست أول مرة يجد فيها الفريق الجديدي نفسه في مثل هذه الوضعية، إذ سبق وعاش سيناريوها مماثلا في الموسم الذي حقق فيه الصعود أمام الفتح الرباطي إذ كان منهزما بأربعة أهداف لصفر ونجح في إدراك التعادل. - هل كنت تتوقع السيناريو الذي حدث في مباراتكم أمام الرجاء البيضاوي؟ < نهائيا، ولا أعتقد أن أيا من اللاعبين ولا المتتبعين كانوا يتوقعون سيناريوها بهذا الشكل، فالمباراة بكل تأكيد ستظل محفورة في الذاكرة، فأن تكون منهزما بثلاثة أهداف لصفر ثم تعود في النتيجة، فأعتقد أنه أمر مثير للدهشة. - وأي قراءة تضعها للمباراة؟ < لقد كان المتوقع بالنسبة إلينا ولفريق الرجاء أن تكون المباراة صعبة، وأن لا يكون سهلا الوصول إلى الشباك، غير أن تمكن فريق الرجاء من إحراز ثلاثة أهداف في العشرين دقيقة الأولى جعل لاعبيه يعتقدون أن المباراة سهلة وأنه سيكون بمقدورهم الفوز دون الحاجة إلى بذل جهود أكبر. - ما الذي كان يدور في ذهنك عندما أصبح فريق الرجاء متقدما بثلاثة أهداف لصفر في العشرين دقيقة الأولى؟ < الحقيقة أحسست بالصدمة مثل بقية اللاعبين، سيما أن الأمر يتعلق بثلاثة أهداف وفي زمن قصير، وازدادت الحيرة أكثر لما بدأ الجمهور في كيل السب والشتم للاعبين والمكتب المسير اعتقادا منه أن الأمر يتعلق بشراء لذمم اللاعبين والمكتب المسير، لذلك كان مطلوبا منا كلاعبين أن نبذل الجهد بسخاء وأن نحاول الوصول إلى الشباك في محاولة لتذويب الفارق ولم لا تعديل النتيجة. - وكيف نجحتم في العودة في المباراة؟ < بعد صدمة الثلاثة أهداف الأولى، بدا كما لو أن هناك خيطا ناظما بين اللاعبين، لذلك بادرنا إلى الهجوم في محاولة لإحراز هدف يعيد الثقة للنفوس، وعندما جاء الهدف الأول قلت إن كل شيء ممكن وأنه بإمكاننا هز شباك الرجاء مرات أخرى، سيما أنه جاء في وقت ملائم بالنسبة إلينا وجعل الشك يدب إلى نفوس لاعبي الرجاء، ولأننا لم ننزل أيدينا وكنا ندرك أن هذه المباراة مهمة بالنسبة إلينا وللجمهور الدكالي فقد حالفنا التوفيق وتمكنا من إحراز هدف ثان ثم هدف التعادل. - هل سبق وعشت سيناريوها مماثلا لما وقع أمام الرجاء؟ < هذه ليست المرة الأولى التي يجد فيها فريق الدفاع الجديدي نفسه في هذه الوضعية، ففي الموسم الذي حققنا فيه الصعود إلى المجموعة الوطنية الأولى كنا منهزمين أمام الفتح الرباطي بأربعة أهداف لصفر، ومع ذلك نجحنا في إدراك التعادل بأربعة أهداف لمثلها بل وكنا قريبين من الفوز، وعدد من اللاعبين الذين شاركوا في هذه المباراة خاضوا اللقاء أمام الرجاء كلاما وحمال وصعصع والضيفي... ثم إن فريق الدفاع الجديدي من بين الفرق التي لا تنزل يديها في المباريات وفي عدد من المرات كنا متأخرين بهدف أو هدفين ومع ذلك كنا نبادر إلى الهجوم وننجح في تحقيق نتيجة إيجابية. - معنى هذا أنكم استحضرتم مباراة الفتح عندما كنتم متأخرين بثلاثة أهداف لصفر؟ < بالتأكيد وقد كانت حافزا لنا على العودة في نتيجة المباراة، بل إننا قلنا إن ما نعيشه اليوم أمام الرجاء ليس جديدا علينا كلاعبين، ولا على فريق الدفاع الجديدي، لأنه عندما ستعود إلى تاريخ مباريات الفريق ستجد أنه في عدد من المرات كان يعود في النتيجة. - وهل ذكرت اللاعبين بمباراة الفتح؟ < لا ولكن جميع اللاعبين الذين شاركوا في مباراة الفتح، تذكروا وقائعها وكيف أننا كنا منهزمين برباعية ثم عدنا في النتيجة، وعندما انتهت المباراة وبدأنا نسترجع تفاصيل ما حدث، أكد جميع اللاعبين أنهم تذكروا مباراة الفتح وأنها أعطتهم الأمل في إمكانية العودة في المباراة. - وبين شوطي المباراة ماذا قال لكم المدرب كريستيان لانغ؟ < قال لنا إن ما قمنا به في الشوط الأول كان مبهرا، لأنه من الصعب على أي فريق أن يكون منهزما بثلاثة أهداف لصفر ويتمكن من إدراك التعادل، و أننا نشكل مجموعة منسجمة، قبل أن يؤكد لنا بأننا سنفوز في المباراة، فلم يكن من اللاعبين إلا أن بدأوا في التصفيق. - ونجحتم في تحقيق الفوز في الشوط الثاني؟ < بالطبع، عندما تعادلنا أصبح تحقيق الفوز هو هدفنا في الشوط الثاني، وقد كانت معنوياتنا مرتفعة وكنا متحمسين لبدء المباراة من جديد، وفعلا فقد سيطرنا على المباراة في شوطها الثاني وأحرزنا الهدف الرابع وكان بإمكاننا تعميق الفارق، واستطيع القول أن فريق الرجاء سهل بدوره مأموريتنا فمثلما أن الفريق الجديدي يلعب بشكل ممتع دون رقابة لصيقة على اللاعبين أو غلق المنافذ، فإن فريق الرجاء لعب بالطريقة ذاتها في الشوط الثاني دون رقابة على اللاعبين أو سد المنافذ، وهو الأمر الذي منح للجمهور مباراة من الطراز الجيد. - بعد تسجيلكم للهدف الأول قام كريستيان لانغ بإخراج الضيفي وإدخال أوصياغ؟ < كان لانغ يسعى إلى الزيادة في الكثافة الهجومية للفريق، وبما أن الضيفي وسط ميدان دفاعي أكثر مما هو هجومي، فإنه دفع بأوصياغ وقد ساهم بدوره في تحقيق الفريق لنتيجة إيجابية. - في رأيك ما هو الخطأ الذي ارتكبه فريق الرجاء وجعله يفرط في المباراة؟ < إذا كنت تقصد المدرب، فلا أعتقد أنه أخطأ، لأنه من الصعب على أي مدرب في العالم أن يتقدم في النتيجة بثلاثة أهداف لصفر في العشرين دقيقة الأولى وخارج ميدانه ثم يبادر إلى القيام بالتغيير، أتصور أن عزيمتنا كانت أكبر وأن سيناريو المباراة هو الذي لم يكن متوقعا. - كيف تفسر تذبذب نتائج فريق الدفاع الجديدي في الشطر الثاني من البطولة؟ < لا أعتقد أن هناك تذبذبا في النتائج، ولكن الأمر يتعلق بمرحلة فراغ عاشها الفريق، مثلما حدث لفرق الجيش واتحاد الخميسات واولمبيك خريبكة، ولولا ذلك لكان أمر اللقب قد حسم ولما عرفت البطولة التشويق الذي تعيشه اليوم. ومع ذلك فأنا أقول إنه لو نجحنا في تحقيق الفوز في مبارياتنا أمام المغرب الفاسي والفتح الرباطي والنادي القنيطري بملعب العبدي، لكنا قريبين من الفوز باللقب، أعتقد أن النقاط التي ضيعناها في هذه المباريات كانت مهمة. - وبالنسبة للفريق هل لازال حلم الفوز بلقب البطولة واردا؟ < عمليا أصبح الأمر صعبا، وإن كان حسابيا كل شيء ممكن سيما أننا نملك مباراة مؤجلة أمام أولمبيك خريبكة. بالتأكيد سنبذل جهدا أكبر في ما تبقى من مباريات، لأن المفروض أن نحقق رتبة أفضل من الموسم الماضي، لنضمن مشاركة خارجية سواء على المستوى العربي أو الإفريقي، فقد بدأنا الموسم بشكل جيد، وسيكون رائعا لو ننهيه بطريقة جيدة تفرح الجمهور الدكالي. - لكن المباراة المقبلة أمام المغرب التطواني تبدو صعبة؟ < بالتأكيد سيما أن الفريق التطواني يشرف عليه المدرب الوطني امحمد فاخر، وأتمنى أن نكرر سيناريو ما قمنا به الموسم الماضي، ولو أن المباراة ستدور فوق أرضية عشبها اصطناعي. - وبالنسبة لكأس العرش؟ < أعتقد أن فريق الدفاع الجديدي يستحق أن يحرز لقبا، وأتصور أن كأس العرش شكل الانطلاقة بالنسبة لعدد من الفرق لتحرز الألقاب، كما هو الحال مع فريق أولمبيك خريبكة مثلا. لدينا مباراة في ربع النهاية إما مع أولمبيك خريبكة أو انبعاث سيدي مومن، والفوز فيها سيكون المنعرج نحو اللقب، لأنه حان الوقت ليدخل الفريق الجديدي خانة الفرق المتوجة بالألقاب. - بشكل عام كيف تقيم مستوى البطولة الوطنية؟ < أعتقد أن البطولة الوطنية تطورت نحو الأفضل، وهو أمر طبيعي لأننا لا يمكن أن نظل في نفس النقطة، فاليوم هناك تنافس كبير والحسم في أمر اللقب مؤجل إلى آخر دورة. فالمتابعة الإعلامية المكثفة للمباريات والنقل التلفزيوني ساهم في المستوى الحالي الذي يعرفه الدوري المغربي. - وأي حكم تصدره على العشب الاصطناعي؟ < لقد خضت فوق أرضيته مباراة واحدة أمام مولودية وجدة، وهو يتيح اللعب بشكل سريع، لكن بعد نهاية المباراة يحس اللاعب بالعياء، وإذا كانت لديك إصابة سابقة فيمكن أن تحس بآلامها، أعتقد أن العشب الطبيعي أفضل من الاصطناعي، علما أن البعض يتحدث عن إمكانية تسببه في أمراض للاعبين، لذلك فيجب الحسم من طرف المختصين في موضوع العشب الاصطناعي. - وكيف تتابع مخاض تعيين مدرب المنتخب الوطني؟ < إنه مسلسل حقيقي بكل المواصفات، فقد تأخر تعيينه كثيرا. - وهل تفضل مدربا وطنيا أم أجنبيا؟ < أنا لست ضد المدرب الأجنبي، ولكن بلغة الأرقام فإن المدرب الوطني هو الذي حقق نتائج جيدة مع المنتخبات الوطنية، فجمال فتحي بلغ مع المنتخب الوطني للشبان نصف نهاية كاس العالم، والزاكي خاض نهائي كأس إفريقيا بتونس في 2004، دون أن ننسى رشيد الطوسي الذي فاز بلقب كأس إفريقيا للشبان بفاس وبلغ ثمن نهاية كأس العالم. إذا فالمدرب الوطني هو الأصلح، وشخصيا كنت أتمنى أن تسند المهمة لجمال فتحي الذي حقق نتيجة جيدة أمام بلجيكا، أو لبادو الزاكي، ولكن القرار النهائي بيد الجامعة.