منذ سنة 1995 ارتبط يوسف الراحي بالفتح الرباطي وتحول من مجرد محب إلى مسؤول ارتقى بسرعة درجات المسؤولية، على الرغم من حمله لبطاقة انتماء إلى الدارالبيضاء إلا أن الرجل اختار طواعية الفتح، قبل أن يعلن استقالته من اللجنة المسيرة ويكشف ل«المساء» عن أسباب إخفاق الفتح في الانعتاق من حبال المؤخرة. - ما هي الأسباب التي كانت وراء تردي أوضاع الفتح الرباطي لكرة القدم؟ < يمكن اختصار الأسباب في عبارة سوء التدبير وهو المعضلة الحقيقية للفريق الرباطي العريق، الذي لا يستحق هذه الرتبة بكل صدق، علما أن الفريق لا يعاني من الخصاص المالي بفضل دعم صندوق الإيداع والتدبير، وخير دليل على ما أقول الأجواء التي تم توفيرها في الدورات الأخيرة على مستوى الحوافز المالية، وأيضا الحافلة الفاخرة التي وضعها المكتب المديري رهن إشارة الفروع والتي تم اقتناؤها بما يزيد عن 270 مليون سنتيم، بصراحة الإمكانيات متوفرة والنتائج غائبة والسبب هو تدبير هذه الإمكانيات. - أين يتجلى سوء التدبير الذي تتحدث عنه؟ < أولا توقيف أجود اللاعبين الذين كان بإمكانهم دعم المجموعة الفتحية بالنظر للتجارب التي في حوزتهم، كالقيدوم الزياتي والهداف طارق السعيدي وخالد باخوش، إلى جانب سوء العلاقة مع اللاعبين الأجانب الذين تم استقطابهم في بداية الدوري المغربي كالمدافع العراقي علاء الذي لا زال يبحث عن سبب لتسريحه وأيضا اللاعب الإسباني، دون أن ننسى تعليق منح كل من أكازو والفوقي، وهذه النماذج تدل على سوء تدبير الجانب البشري من طرف الرئيس. - تتهم الرئيس علما أن تدبير الفتح يتم عبر مكتب مسير متعدد الأفراد؟ < لا الرئيس يتخذ قرارات انفرادية والعديد من المسيرين ينتظرون الفرصة للاستقالة بعد حالة التذمر التي يعيشون على إيقاعها، ثم إن الرئيس يصر على أن يسير خلف توجهات رئيس فريق ينتمي للقسم الأول يعتبر بوصلته، إضافة لفتاوي لاعب فتحي سابق ظل منذ 15 سنة بعيدا عن الفريق، بل إن الكاتب العام والأمين وهما من مفاتيح الفريق ونقط الضوء في النادي قد يستقيلون إذا ظل الوضع بهذا الشكل. - أنت أيضا تهدد بالاستقالة؟ < أنا بادرت إلى دق ناقوس الخطر ونحن في بداية الموسم الرياضي وكشفت عن خطورة الوضع، بعد أن تبين لي ولكل الغيورين على الفريق بأن الفتح يسير على سكة أخرى قد تقوده نحو الهاوية، لكن لا حياة لمن تنادي، فالجو كان دوما مشحونا وأنا أتحمل كامل المسؤولية في القرار القاضي بتجميد عضويتي. - كنت وراء جلب مجموعة من اللاعبين للفريق أنت تتحمل جزءا من المسؤولية؟ < نعم كنت وراء جلب اسماعيل واجغو وهو من أفضل اللاعبين الآن في الدوري المغربي، إضافة لأحمد صلاح ويوسوفو وهؤلاء من دائمي الفريق، أما العطلاتي فقد لعب مبارتين واختفى وعلاء العراقي تعرفون أن إبعاده ترك خللا في دفاع الفريق. - والمكتب المديري لماذا يتفرج على هذه الوضعية؟ < المكتب المديري يعرف الوضع الراهن جيدا ويعرف أن الخلل يوجد في طريقة تدبير شأن الفرع، بدليل أن تشكيلة المكتب المديري لا تضم مسيري كرة القدم، أعتقد أن المكتب المديري يوفر الإمكانيات القادرة على تحقيق الأهداف المتوخاة من فريق عريق له تاريخ وله جمهور غاضب. - الخلل يكمن أيضا في الجانب التقني؟ < تصور أن مدرب الفتح أقدم في المباراة التي جمعتنا بالرجاء البيضاوي على تغيير غريب، ففي الدقيقتين 91 و94 أدخل لاعبين لم يلمسا الكرة ولم يغيرا شيئا في واقع الحال، الغريب أن الرئيس لم يسأل المدرب عن سر هذا التغيير العجيب الذي لو حصل مع فريق آخر لكانت المساءلة في حجم الحدث، ثم ما معنى أن يصمت المدرب ولا يبدي اعتراضا على توقيف لاعبين أساسيين قبل انتهاء البطولة بثمان دورات. - لماذا لا تقدم الاستقالة في الجمع العام؟ < أنا أجمد عضويتي كي لا أقتسم مع الرئيس أخطاءه، لكنني سأحضر الجمع العام كمنخرط وأكشف عن حقائق كثيرة تؤكد بأن الرئيس لم يكن يدبر أمر النادي باحترافية، وأنا أعلن عن قراري أجد نفسي حزينا لأن الجمهور الفتحي يعيش حالة من التذمر بعد أن احتفل في مثل هذا التاريخ من العام الماضي بصعوده المبكر لقسم الصفوة.