انفصل الإطار الوطني امحمد نجمي عن الطاقم التقني لفريق شباب الريف الحسيمي، وقرر الانسحاب في صمت بعد أن اكتشف أن مخططه الرامي إلى إعادة تأهيل الفريق تقنيا قد أصبح عرضة للضياع. في هذا الحوار يعرض نجمي لمسببات الانفصال من طرف واحد، ويؤكد ل»المساء» استحالة استكمال مشروع بدأه قبل ثلاثة أشهر، في ظل سوء فهم من طرف أحد المسيرين، ووجود ما أسماه بسوء النية في التعامل مع مشروعه. قال المدرب السابق للرجاء البيضاوي إنه يغادر الفريق الريفي مكرها، بعد أن راهن على تحقيق حلم كبير تحول مع مرور الوقت إلى سراب. - لماذا يغيب نجمي عن الطاقم التقني لفريق شباب الريف الحسيمي؟ أعتبر غيابي موقفا رافضا للوضع الحالي، ولأنني اكتشفت أن الخطة التي رسمتها مع مسيري الفريق من أجل بناء ناد كبير يليق بالمدينة بدأ يتحول إلى سراب. - كيف؟ < في البداية اتصل بي مجموعة من المسيرين الغيورين على الفريق الريفي وعلى رأسهم إلياس العمري وأيضا الرئيس الحالي حموتي، اتفقنا على الارتباط وحددنا شروطه في جو من المسؤولية والوضوح، قبل أن يتشكل المكتب المسير من عناصر شابة من مدينة الحسيمة، سررت لهذا الاختيار لأن الرئيس فوض العديد من صلاحياته لأبناء الحسيمة مما يجعلنا قريبين من مصدر القرار، إلى هنا كانت الأمور تسير بشكل جيد، بل إننا جميعا اقتنعنا بأن الرهان الجديد هو الصعود إلى قسم الصفوة وليس تنشيط البطولة وتفادي النزول إلى قسم الهواة. - أين حصل الخلاف إذن؟ < من أجل تحقيق الهدف الذي تحدثنا عنه، التزمت قبل الشروع في التحضير للبطولة، بانتداب ثلاثة لاعبين على الأقل لتعزيز الفريق، على أن يفاوض المكتب المسير الريفي مسؤولي الرجاء من أجل انتداب اللاعب أعراب بشكل نهائي، إلى هنا كانت الأمور عادية، لكننا تأخرنا في التحضير للموسم الكروي، وبدا لي من خلال أول مباراة أمام الرشاد البرنوصي أننا تأخرنا وأن الصعود يحتاج إلى عدد آخر من اللاعبين لملء بعض المراكز الشاغرة التي نعاني من نقص فيها، قلت لأعضاء المكتب المسير إنني بحاجة إلى تسعة لاعبين فقالوا توكل على الله، أنا من اختار اللاعبين الذين تم انتدابهم وكلهم وقعوا للفريق مجانا أي دون أن تتسلم فرقهم الأصلية ولو سنتيما واحدا، بل إن اللاعب الإيفواري فرانك قد اتصل بي من أبيدجان وسألني عما إذا كنت سأشرف على تدريب الفريق وحين قلت له نعم أكد لي بأنه لن يوقع لغير شباب الريف الحسيمي رغم أن له عرضا من فريق بلجيكي، اللاعب الذي تم شراؤه من فريق الدريوش هو الزبير الذي يعتبر طاقة واعدة وقدم المكتب 60 ألف درهم لشرائه، علما أن النادي قد وعدني بتخصيص مبلغ 800 ألف درهم كغلاف مالي لتعزيز الفريق باللاعبين الجدد.. - هل اختلف معك المسيرون حول هذه النقطة؟ < وافقوا بالطبع لأننا بدأنا التحضيرات بشكل متأخر، وكان علينا أن نستدرك هذا العائق بانتداب لاعبين جاهزين بنسبة كبيرة، خسرنا المباراة الأولى أمام الرشاد البرنوصي لأننا اعتمدنا على عناصر شابة، وبعد ذلك التحقت بناء أسماء تمزج بين الموهبة والخبرة كدحان والساوي وتيرمينا وفرانك، لكن هذه المجهودات قابلها نوع من الفتور من طرف أحد المسيرين. - كيف؟ < أولا لم أتقاض راتبي الشهري لمدة ثلاثة أشهر، وظل التماطل هو لغة التواصل، فمنذ أن بدأت عملي بالحسيمة نلت فقط مبلغا ماليا كدفعة أولى من منحة التوقيع، بل إن اللاعبين ظلوا يعيشون على الوعود ولم يتوصلوا بمستحقاتهم إلا في الآونة الأخيرة، علما أن حموتي وإلياس قاما بمجهودات كبيرة لتحقيق رهان أبناء المنطقة، للأسف اكتشفت أن اللاعبين عانوا من الظلم، لأنهم ظلوا ينتظرون متأخراتهم المالية إلى غاية يوم الخميس الماضي، بل إن أحد المسؤولين جاء إلى الملعب خلال إحدى الحصص التدريبية وشرع في توزيع منح مباراتنا أمام سطاد الرباطي، قبل أن أطلب منه توقيف العملية من أجل تنظيم العلاقة بين النادي ومختلف المتدخلين، من خلال فتح حساب بنكي لكل لاعب وتحويل المستحقات المالية عبره، وإنشاء إدارة مجهزة بوسائل الاتصال، هذا هو حلمي الذي يتقاسمه معي إلياس ووحموتي وعدد من المسيرين الغيورين على الفريق، والذي يدعمهم والي الجهة مهيدية. -إذن استقلت من تدريب الفريق؟ بالتأكيد لأنه في الحقيقة وقع تراجع عن العديد من الأمور التي اتفقنا حولها. - مثلا؟ < أنتظر تسوية رواتبي الشهرية، لمدة طويلة وأضطر إلى الاتصال بأحد المسؤولين الذي يماطلني إلى أن شعرت بأنني أستجدي حقوقي، علما أنني مجرد مدرب دوري ينحصر في الملعب، أصبحت أبحث عن حلول لمشاكل اللاعبين بعد أن خصموا من منح كل واحد منهم ألف درهم، وحين سألت هذا المسؤول عن سبب هذا الاقتطاع قال لي إنها واجبات التغذية. - هل فكرت في الاستقالة بسبب صعوبة التوفيق بين وظيفتك كمدرس ومهمتك كمدرب؟ < قبل أن أجالس مسؤولي الحسيمة قلت لإلياس العمري، الذي أحيي فيه غيرته على الفريق، إن النادي مطالب بإيجاد حل لوضعيتي كموظف بوزارة التربية الوطنية، ووعدني بالاتصال بالوزارة لمنحي حق الاستيداع الإداري، طيب كنت أقضي أيامي موزعا بين الحسيمة والدار البيضاء، إذ مباشرة بعد انتهاء المباراة أركب القطار عائدا إلى مسقط رأسي لألتحق بعملي صباح اليوم الموالي. - ما هي النقطة التي أفاضت الكأس؟ <النقطة التي أفاضت الكأس هي يوم اتصلت بالمسؤول الذي فوض له أمر تدبير شؤون النادي، وسألته عن مصير رواتبي الشهرية، فصدمني برد غريب حين قال لي إن سبب التماطل يعود لتخوفه من مغادرة النادي فور توصلي بمستحقاتي كان العذر بالنسبة لي أقبح من ذنب حينها أيقنت بأنه من الصعب الاستمرار مع شخص يفكر بهذه العقلية، فودعت اللاعبين الذين قلت لهم إن أسبابا شخصية وراء رحيلي.