توفي أول أمس السبت بالرباط أحمد بنسودة، أحد أقدم مستشاري الملك الراحل الحسن الثاني، بعد معاناة مع المرض عن سن يناهز 88 عاما. وكان بنسودة أحد أهم ركائز نظام حكم الحسن الثاني، وقد لعب دورا كبيرا خاصة في السياسة الخارجية للمغرب تجاه منطقة الشرق الأوسط، إذ، مباشرة بعد دخوله في دواليب الدولة بعيد الاستقلال، عينه الحسن الثاني سفيرا للمغرب في بيروت. ونجح بنسودة في نسج علاقات جيدة مع مختلف الفاعلين السياسيين في الشرق الأوسط، وتعرف مبكرا على ياسر عرفات ومختلف أطراف الساحة الفلسطينية، إضافة إلى نسجه علاقات خاصة مع عدد من قادة الدول العربية في الشرق الأوسط، وبذلك أصبح مرجعا للحسن الثاني في سياسة المغرب تجاه المنطقة. ولد بنسودة سنة 1920 بفاس، وانخرط في الحركة الوطنية وعمره لا يتجاوز 13 عاما، ودرس في جامع القرويين، وكان معروفا في فترة شبابه بحبه للشعر، قبل أن ينخرط في العمل السياسي. وفي سنة 1959، بعد الاستقلال انضم إلى حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية المعارض، إلى جانب كل من المهدي بنبركة وعبد الهادي بوطالب، لكنه اختار، فيما بعد، العمل إلى جانب الحسن الثاني. عرفت جنازة أحمد بنسودة، المستشار السابق للراحل الحسن الثاني، حضورا رسميا مكثفا سواء على صعيد الشخصيات المدنية أو العسكرية، فقد حضر الجنازة كل من مستشاري الملك محمد معتصم ومزيان بلفقيه وعباس الجراري. ومن الحكومة حضر كل من وزير الداخلية شكيب بن موسى ووزير الأوقاف أحمد التوفيق، إضافة إلى عبد الوهاب بن منصور مؤرخ المملكة والجنرال حسني بنسليمان القائد الأعلى للدرك الملكي، وياسين المنصوري، مدير المخابرات العسكرية، كما حضر مسؤولون سابقون مثل علال سي ناصر، المستشار السابق للراحل الحسن الثاني، وعبد الهادي التازي أحد أبرز الوجوه الدبلوماسية المغربية إضافة إلى والي الرباط حسن العمراني. وعلمت «المساء» أن وجود الأمير مولاي رشيد بالولايات المتحدةالأمريكية حال دون حضوره الجنازة.