الوداد البيضاوي يعلن تعيين بنعبيشة مديرا تقنيا للنادي    مديرية الجديدة توضح في بلاغ رسمي توازن الوضعية التعليمية بمدرسة الروداني    التوافق يطغى على أشغال لجنة برلمانية بدأت مناقشة تعديلات مشروع القانون التنظيمي للإضراب    بوريطة: وقف إطلاق النار في لبنان تطور إيجابي لكن يتعين احترامه    مؤشر "مازي" يرتفع ببورصة الدار البيضاء    أخنوش يمثل جلالة الملك في قمة «المياه الواحدة» في الرياض    اختتام اجتماع عسكري بين المغرب وفرنسا    التوفيق: ترميم المساجد أغلى من بنائها        البواري: القطاع الفلاحي يواجه تحديا كبيرا ومخزون السدود الفلاحية ضعيف        الفنان المغربي المقتدر مصطفى الزعري يغادر مسرح الحياة    إسرائيل تهدد ب "التوغل" في العمق اللبناني في حال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار    حكومة أخنوش تقرر إعفاء معاشات المتقاعدين من الضريبة على الدخل    "الاعتداء" على مسؤول روسي يعزز دعوات تقنين النقل عبر التطبيقات الذكية        مطالب بفتح تحقيق في التدبير المالي لمديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية    طائرة خاصة تنقل نهضة بركان صوب جنوب أفريقيا الجمعة القادم تأهبا لمواجهة ستينبوش    دبي توقف إمبراطور المخدرات عثمان البلوطي المطلوب في بلجيكا    الأمم المتحدة: كلفة الجفاف تبلغ 300 مليار دولار سنويا    إنتخاب عبد الحميد أبرشان رئيسا جديدا لمقاطعة طنجة المدينة    رحيل الفنان المغربي مصطفى الزعري    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    الفنان المسرحي الكبير مصطفى الزعري ينتقل إلى جوار ربه    التامني: استمرار ارتفاع أسعار المواد البترولية بالمغرب يؤكد تغول وجشع لوبي المحروقات    النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام تستمر في إضرابها الوطني للأسبوع الثالث على التوالي    حدث نادر في تاريخ الكرة.. آشلي يونج يواجه ابنه في كأس الاتحاد الإنجليزي    أكادير…توقيف شخص يشتبه ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في تنظيم الهجرة غير المشروعة    المضمون ‬العميق ‬للتضامن ‬مع ‬الشعب ‬الفلسطيني    تصريحات مثيرة حول اعتناق رونالدو الإسلام في السعودية        رحيل أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن 91 عاما    جبهة دعم فلسطين تسجل خروج أزيد من 30 مدينة مغربية تضامنا مع الفلسطينيين وتدين القمع الذي تعرض له المحتجون    حماس وفتح تتفقان على "إدارة غزة"    أمريكا تقيد تصدير رقائق إلى الصين    فن اللغا والسجية.. الفيلم المغربي "الوترة"/ حربا وفن الحلقة/ سيمفونية الوتار (فيديو)    مزاد بريطاني يروج لوثائق متسببة في نهاية فرقة "بيتلز"    فريق طبي: 8 أكواب من الماء يوميا تحافظ على الصحة    ترامب يهدد الشرق الأوسط ب"الجحيم" إذا لم يٌطلق سراح الأسرى الإسرائليين قبل 20 يناير    فيديو: تكريم حار للمخرج الكندي ديفيد كروننبرغ بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش    مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة .. المغرب يؤكد استعداده للانخراط في أي جهد دولي يهدف لتهيئة الظروف الملائمة لإحياء مسار السلام    كيوسك الثلاثاء | سرطان البروستات يقتل ألفي مغربي سنويا    أسعار الذهب ترتفع مع تزايد التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية    وزيرة: ليالي المبيت للسياحة الداخلية تمثل 30 مليون ليلة    مهرجان مراكش للسينما يواصل استقبال مشاهير الفن السابع (فيديو)    مزور: التاجر الصغير يهيمن على 80 في المائة من السوق الوطنية لتجارة القرب    برلين.. صندوق الإيداع والتدبير والبنك الألماني للتنمية يعززان شراكتهما الاستراتيجية    القضاء يحرم ماسك من "مكافأة سخية"    شعراء وإعلاميون يكرمون سعيد كوبريت    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    دراسة: تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة قد يزيد من خطر الإصابة بمرض الصدفية    وجدة والناظور تستحوذان على نصف سكان جهة الشرق وفق إحصائيات 2024    فقدان البصر يقلص حضور المغني البريطاني إلتون جون    التغيرات الطارئة على "الشامة" تنذر بوجود سرطان الجلد    استخلاص مصاريف الحج بالنسبة للمسجلين في لوائح الانتظار من 09 إلى 13 دجنبر المقبل    هذا تاريخ المرحلة الثانية من استخلاص مصاريف الحج        







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج الحدود
البوذية ديانة المشاهير
نشر في المساء يوم 27 - 04 - 2008

لماذا تملك البوذية كل هذه الجاذبية؟ وما السر الذي يكمن خلف انجذاب النجوم والمشاهير إلى تبنيها كفلسفة ودين في الحياة؟ هل للأمر علاقة بانفتاحها وتسامحها، أم بانسداد أفق في كل ما يتعلق بالروح في المجتمعات الغربية؟ لقد صارت البوذية مع الوقت الديانة الموضة، وصار الدالاي لاما الرهبان «السوبر ستار» في العالم، بصلعته اللامعة وهندامه الزعفراني، ونضاله السلمي للدفاع عن حقوق التيبت.
وهو الزعيم الروحي والدنيوي لبلاد لا وجود لها وشعب لا يتعدى الستة ملايين في مواجهة ما يزيد على مليار صيني.. ممثلون أمريكيون وفنانون في عدد من بلدان العالم يصرحون دون مواربة بتخليهم عن دياناتهم، متبنين هذه الديانة التي يزداد أتباعها يوما بعد يوم، والذين يبحثون عن السكينة والراحة والتأمل أكثر من بحثهم عن الإيمان، الذي لا يعتبر مسألة مهمة في هذا المعتقد.
ستيفن سيغل البوذي القوي
حاز ستيفن سيغل على مكانة عظمى في المدرسة البوذية التيبيتية، حيث منحه زعيمها الروحي منصب «التولكو»، وهو ما يعني الشخص الذي تحل فيه روح اللاما التيبتي الأكبر، وقد تعزز هذا الموقع بالثقة التي وضعها فيه اللاما العاشر، والذي أوصاه بابنته التي استقرت في واشنطن بحكم التحاقها بالجامعة متخصصة في العلوم السياسية، حيث كانت تحت حماية الممثل الأمريكي.
زاوج ستيفن سيغل بين مواهب كثيرة من بينها التمثيل وكتابة السيناريو والإخراج والغناء، إلا أنه اكتسب شهرته بالأساس من أدواره الكثيرة في السينما، وخاصة أفلام الأكشن.
إلى جانب ذلك عرف ستيفن سيغل أيضا بدفاعه عن البيئة والحيوانات، واختياره أن يكون نباتيا.
في فترة شبابه كان ستيفن سيغل يعيش مع والديه في مدينة «فولرتون»، وهناك بدأ يتعلم رياضات فنون الحرب تحت إدارة معلم كراطي معروف التي تفوق فيها إلى درجة كبيرة قبل أن يشغله عمله الفني عن مداومة التداريب.
بعد ذلك سيذهب ستيفن سيغل إلى اليابان مشغولا دائما بهاجس الثقافة الآسيوية وبعدها الروحي على الخصوص، وهناك سيلتقي بأحد تلامذة معلمه السابق في الكراطي، وسيعود الاثنان إلى الولايات المتحدة ليفتحا مدرسة للأيكيدو.
تمثل أول ظهور سينمائي له سنة 1982 في فيلم إثارة بعنوان «التحدي»، واكتسب شهرته عندما بلغ السادسة والثلاثين من عمره بفضل فيلم «نيكو»، حيث تكرست شهرته كواحد من أبرز ممثلي الأكشن في هوليود سنوات التسعينات، وفي عام 1994 سيقوم بإخراج فيلم «حقل ملغم» والذي سيلعب فيه أيضا دور البطولة، مثيرا فيه خطابا بيئيا انتبه له المهتمون بالسينما.
نيرفانا.. الخلاص بالموت
يرتبط اسم فريق الروك الأمريكي «نيرفانا» باسم المغني «كورت كوبان» الذي انتحر عام 1994 في بيته، حيث تم العثور على بندقية بالقرب منه ورصاصة في الرأس.
اسم «نيرفانا» يحيل على مبدأ بوذي معروف يعني إخماد الرغبة في سبيل الوصول إلى الراحة والسعادة الكاملة، وهو مفهوم أصبح رائجا في الغرب واتخذ أبعادا أخرى منها بلوغ النشوة الكبرى أو ما يقترب من الحلول بلغة الصوفية، كما أن فيلسوفا مثل شوبنهاور وظفه غير ما مرة، إضافة إلى استعماله في التحليل النفسي.
يقال إن «كورت كوبان» ترك وصية بحرقه، حيث قسم رماده إلى ثلاثة أجزاء، ذر الأول منها في معبد بوذي ورمي الثاني في نهر «ويشا» بولاية واشنطن، أما الثالث فقد احتفظت به زوجته «كورتني لوف».
في سنوات التسعينات جمعت مجموعة «نيرفانا» حولها ملايين المعجبين في كل أنحاء العالم، وزاد انتحار عضوها النجم من شعبيتها، إذ تعرض عدد من الشباب لصدمات نفسية ومنهم من قلدوه في انتحاره من أجل الالتحاق به وعيش نفس التجربة.
ترك «كورت كوبان» رسالة يشرح فيها دوافع انتحاره ومواقفه من الموت والحياة والبشر، أما الشخص الذي بعثت إليه فهو بوذا وهو صديق افتراضي خلقه هذا الفنان، كتب فيها أن في «أفظع جريمة يمكنني أن أفكر فيها هي خداع الناس بالادعاء أني ما زلت أتمتع مائة في المائة، فعندما نكون في الكواليس وعندما تنطفىء الأضواء وتبدأ هتافات الجمهور المسعورة فإن ذلك لا يؤثر في... لقد حاولت كل ما في وسعي كي أتمتع بهذه الأشياء، ويجب أن أؤكد أني تمتعت بها، صدقني يا إلهي لقد تمتعت بها لكن ليس بشكل كاف.
تمتعت كوني أثرت على العديد من الناس، وعلي أن أكون واحدا من أولئك الأنانيين الذين لا يقدرون قيمة الأشياء إلا في الوقت الذي لا تعود فيه موجودة... هناك طيبة في قلب كل واحد منا وأعتقد ببساطة أني أحب الناس كثيرا، رغم أن ذلك يجعلني حزينا.
لا يمكنني أبدا تصور فكرة أن ابنتي ستصبح فنانة روك بئيسة تعمل على تخريب ذاتها وذات ميول انتحارية كما هو حالي الآن.
أشعر بالتقدير والاعتراف، لكني ومنذ أن كان عمري سبع سنوات بدأت أكره الكائن البشري عموما... أنا شخص متقلب جدا وغير مستقر، خال من أي رغبة، تذكروا إذن: إنه من الأفضل الاحتراق على نار قوية بدل الموت ببطء على نار هادئة....».
قبل أن يقدم «كورت كوبان» على الانتحار تم إنقاذه عدة مرات من الموت المحقق لتعاطيه المخدرات التي كان يتناولها بجرعات زائدة، ورغم أن اعتناقه للبوذية لم يذكر كثيرا أثناء الحديث عن سيرته، لكنه كان يربط مجموعة من تصرفاته بتعاليمها، وذكر رموزها الكبرى ومبادئها، وفي النهاية اختار الانتحار كخلاص عوض انتظار خلاصه الروحي عن طريق النيرفانا.
ريشار جير.. البوذي الوسيم
سافر ريشار جير نهاية السبعينات إلى آسيا، وهناك شاهد بأم عينيه القمع الذي يتعرض له أهل التبت البوذيون ومعاناتهم في ظل نظام قمعي لا يرحم ولا يؤمن كثيرا بالأقليات الدينية والإثنيات المطالبة بحقوقها، وفي سنة 1982 سيرتد عن المسيحية معتنقا بوذية التيبت، ريشار جير من أهم أصدقاء الدالاي لاما الرابع عشر ويصفه بأنه زعيم روحي ومرشد بمقدار كونه أستاذا وأبا وأخا، وقد عمل على خدمة القضية التيبتبة موظفا شهرته الكبيرة ونجوميته، حيث يظهر في كل مرة تتعرض فيها التيبت للاضطهاد كأهم مناصر لحقوق هذا الشعب، كما هو الحال مثلا في الأحداث الأخيرة التي تناقلت أخبارها كل وسائل الإعلام، حين خرج ريشار جير في مظاهرة اعترضت طريق الشعلة الأولمبية.
في سنة 1987 أسس ريشار جير «دار التيبت» في نيويورك، وهي منظمة مختصة في الحفاظ وترميم التراث الثقافي والروحي في التيبت.
لقد تسبب هذا الدعم اللامشروط للقضية التيبتية لريشار جير في الكثير من المتاعب، كما حدث أثناء حفل توزيع جوائز الأوسكار عام 1993 والذي ألقى فيه الممثل الأمريكي كلمة تتضمن انتقادا للصين، واعتبر تدخله حينها في غير محله وتسبب له في حرمانه من الجائزة.
ومن جهة أخرى دعا ريشار جير في السنة الماضية إلى مقاطعة الألعاب الأولمبية في بكين، وهو يستعد منذ مدة لإنجاز فيلم عن حياة بوذا من إخراج سيخار كابور.
وإلى جانب التزامه بقضية التيبت يعتبر ريشار جير من أشد المدافعين عن حقوق الإنسان في أمريكا الوسطى وجسد ذلك بتنقلاته الكثيرة بين دول مثل الهوندراس ونيكاراغوا والسالفادور.
جينفر أنيستون.. الملاك البوذي
ومن الغيرة ما يجعل بعض النجمات بوذيات. هذا هو الخبر الذي تداولته بعض صحف التابلويد عن الممثلة الأمريكية جينفر أنيستون، مفسرة أن الدافع الذي يكمن خلف اعتناقها للبوذية هو مشاهدتها لصور تجمع بين براد بيت وأنجلينا جولي التقطت لها أثناء عطلة قضياها في كينيا.
القطيعة مع براد بيت إذن قد تكون خلف هذا التحول في حياة النجمة الجميلة جينفر أنيستون، حيث نشرت تلك الصحف أخبارا تقول إنها ملأت إحدى غرف إقامتها بتماثيل لبوذا وحولتها إلى قاعة للتأمل.
إلا أن الملحق الصحافي للممثلة نفى الأمر جملة وتفصيلا، مؤكدا أن ما قيل برمته هو خبر مصطنع ولا أساس له من الصحة، لكن الممثلة بينت أنها لم تعتنق هذه الديانة لتجاوز آلام القطيعة مع الحب.
نالت جنيفر أنيستون شهرتها الواسعة من خلال دورها في مسلسل «فراندز»، حين مثلت شخصية راشيل غرين، كما شاركت في عدة أفلام هوليودية مثل «روك ستار» و«ذو غود غورل» و«بولي وأنا».
تنتمي جينفر إلى أسرة مارست الفن، فوالداها بدورهما ممثلان، فبعد أن قضت العائلة سنة في اليونان قررت العودة إلى الولايات المتحدة مستقرة في نيويورك، حيث تمكن الأب من الحصول على دور له في مسلسل تلفزيوني بعنوان «أيام وحيوات».
والد جينفر أنيستون ذو أصول يونانية وبالضبط من جزيرة كريت، أما أمها فهي من أصول إنجليزية.
تزوجت جينفر أنيستون سنة 2000 من النجم العالمي براد بيت، وفي عام 2005 تم الطلاق بينهما، لترتبط بعد ذلك في علاقة حب مع الممثل «فانس فوغن» حين التقيا أثناء تصوير فيلم «القطيعة»، لكن هذه العلاقة لم تستمر طويلا بدورها.
مارتن سكورسيزي.. بوذا الكبير
إنه واحد من أهم المخرجين في تاريخ السينما الأمريكية.
مارتن سكورسيزي من أصول سيسيلية بإيطاليا، ولد عام 1942 بولاية نيويورك.
اهتم بالسينما في سن مبكرة، لكنه توجه خلال فترة من حياته إلى الدين قبل أن يعود بسرعة إلى الفن السابع، عشقه الأول، حيث مارس مهنة أستاذ سينما إلى غاية 1970.
أثناء تلك الفترة عمل سكورسيزي على تجريب الإخراج السينمائي من خلال بعض المحاولات الخاصة بالأفلام القصيرة، ثم مساعد مخرج بعد ذلك خاصة في فيلم «وودستوك»، قبل أن ينجز فيلمه الأول الطويل عام 1969.
سيتخذ مارتان سكورسيزي قرار الرحيل إلى هوليود وبعد إنجازه لفيلم تحت الطلب سيشرع في كتابة سيناريو»مان ستريت» الذي خرج إلى القاعات سنة 1973، حينها التقى مخرجين بارزين في تلك الفترة الذهبية من تاريخ السينما الأمريكية من بينهم جورج لوكا وستيفان سبايمارتان إلبيرغ وفرنسيس فورد كوبولا وبريان دو بالما، حيث قدمه هذا الأخير لروبير دونيرو الذي سيصبح الممثل الرئيسي في»مان ستريت»، وستتوطد العلاقة بينهما مثمرة أعمالا أخرى ناجحة ك«تاكسي درايفر» الذي نكتشف فيه الممثلة جودي فوستر إلى جانب روبير دي نيرو، وهو الفيلم الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان عام 1974.
وبالمقابل لم يكن مسار سكورسيزي كله مكللا بالنجاح، فقد عانى هذا المخرج الكبير من الفشل في بعض تجاربه وخاصة في «نيويورك نيويورك»، قبل أن يعود إلى سابق تألقه ويجتاز تلك ألأوقات العصيبة فنيا من خلال «الإغواء الأخير للمسيح» و«كازينو»....
إلى جانب ارتباطه بروبير دي نيرو الذي يكن له احتراما كبيرا، بدأ ساركوزي في مرحلة أخرى يعتمد على نجم صاعد هو ليوناردو دي كابريو بدءا من عصابات نيويورك عام 2002 و«أفياتور» سنة 2005.
يانيك نوا.. البوذي الملون
أن تكون بوذيا قد يخول لك امتلاك قلوب الجميع، وربما هذا ما جعل الفرنسيين يختارون يانيك نوا كالشخصية الأكثر شعبية في فرنسا.
لقد استطاع يانيك نوا بطل رياضة التنس ذو الأصول الكاميرونية أن يحبس أنفاس الفرنسيين عام 1983 حين فاز ببطولة رولان غاروس مانحا فرحة كبرى للجمهور الذي سانده كثيرا، حيث تحول هذا الحدث إلى ما يشبه العيد الوطني.
بعد سنوات المجد ارتأى يانيك نوا ألا ينهي شعبيته تلك وقرر اقتحام مجال آخر هو الغناء.
هناك صورة يحاول يانيك نوا رسمها حول شخصيته ومواقفه، في مديحه للاختلاط وتهجين الثقافات ومناهضته للعنصرية، فهو كائن هجين بامتياز وثمرة ثقافتين مختلفتين، فالوالد من أصول كاميرونية ولاعب كرة قدم سابق في فريق «سودون» الذي فاز معه بكأس فرنسا، أما الأم ماري كلير فهي فرنسية.
عندما كان عمر نوا لا يتجاوز الثلاث سنوات هاجرت أسرته إلى الكاميرون وبالضبط إلى مدينة ياوندي، وهناك كبر بطل التنس الفرنسي تتملكه رغبتان وهوايتان هما كرة المضرب وموسيقى الريغي، وكان مثاله الأبرز هو المغني الراحل بوب مارلي الذي منح للشباب في تلك الفترة نموذج للعيش يجمع بين الأمل وحب السلام.
في سن السابعة عشرة فاز يانيك نوا بأول بطولة له في ويمبلدن والخاصة بالشباب، ومنذ سنة 1978 أصبح يلعب مع الكبار ويواجه أبرز الأبطال في ذلك الوقت مثل لندل وكنورز وفيلاس... إلا أن التتويج الأكبر سيكون عام 1983 حين فاز نوا برولان غاروس جامعا في لعبه بين الفرجة والقوة، مقدما أثمن هدية للفرنسيين الذين يعتبرون هذا الدوري من مآثر فرنسا متفوقا على السويدي فيلاندر، وقد حقق هذا الإنجاز الذي كان ينتظره شعب بأكمله منذ 37 سنة.
وللمفارقة فإن يانيك نوا لم يستثمر مجده الرياضي كما يجب، مظهرا لامبالاة واضحة ورغبة في التغيير كانت تسكنه، مبديا عدم استعداده لتركيز الإعلام عليه ولكل هذه الشهرة التي أصبح يتمتع بها، فحول طريقة لعبه أكثر فأكثر، لتصبح مع الوقت مقتصرة على خلق الفرجة والجو الاحتفالي غير مهتم إطلاقا بالنتيجة، مكرسا كل وقته للسهر وكرع كؤوس الخمر والتدخين، ومقدما المفاجأة تلو الأخرى، هناك حيث لا ينتظره أحد.
بعد سنوات ممارسة طويلة سيجرب للمرة الأولى نقلة نوعية في مساره متحولا إلى مدرب، وهو رهان ناجح توج بالفوز مع منتخب الإناث، كما قاد المنتخب الفرنسي للفوز بكأس ديفس سنة 1991 وهي نتيجة انتظرها الفرنسيون منذ 1932.
لا يتردد يانيك نوا في التعبير عن عشقه الكبير للحياة، كما أنه يوظف شهرته الكبيرة في الدفاع عن التيبت وعن رفاقه البوذيين، إضافة إلى دعمه لمجموعة قضايا نبيلة مساهما في تأسيس جمعيات مثل «أطفال الأرض»، كما أنه دائم الحضور في السهرات الفنية الخيرية.
ستينغ.. حكمة الغناء
- «هل أنت بوذي؟
< في أعماق نفسي لا أعرف من أكون، أنا فنان موسيقي مخلص.
- غالبا ما تحدثت أنك لست رجل دين ولا متصوفا، مع ذلك فإن قراءة كلمات أغانيك توحي بعكس ذلك؟
< يجب أن تعرف أنني كنت دائما مهتما ومسكونا بالجانب الرمزي للأشياء وبقوة الرموز.
إن تربيتي كاثوليكية ورمزية الكنيسة الكاثوليكية جد قوية وتتضمن الموت والدم والشعور بالذنب والتعذيب والجحيم... إنها قاعدة أساسية ومصدر للإبداع الفني... إن ما حاولت القيام به مثلا في ألبوم عن والدي هو إضفاء طابع أسطوري على موته حتى أتمكن من قبوله واستيعابه ووضعه في شاشة كبيرة ومنحه بعدا رمزيا وبطوليا وبهذه الطريقة أسمح لنفسي بفهمه بشكل جيد.
من هذا المنطلق لا أعرف إذا كنت متدينا أو غير متدين، البعض يقول إنني أمارس نوعا من نقيض المسيحية، وهو ما لا يملك أي معنى إطلاقا.
إن بعض أغاني قريب من المسيحية والبعض الآخر يوجد في خانة البحث عن الرموز القديمة مثل البحر والنهر في استمراريتهما وأبديتهما، هذه الرموز التي تحتفظ بها الديانات القديمة تعرف غيابا في الديانات الجديدة مثل المسيحية والتي حسمت في أن الرب لا يوجد في الطبيعة... فإذا كان الرب موجودا خارج كل وجود طبيعي يجب في هذه الحالة طرح السؤال عن مكان تواجده، وفي هذه الحالة يمكن تخريب الأرض دون الخوف من اقتراف الخطيئة».
هذه بعض مواقف المغني والموسيقي البريطاني الكبير، والذي أكد أكثر من مرة ارتباطه بالفلسفة البوذية.
قبل أن يبرز اسم ستينغ عاش هذا الفنان تجربة مميزة في أواسط السبعينات رفقة مجموعة «بوليس» قبل أن يتخذ قرار خوض مشروع مختلف وفردي.
من جهة أخرى وظف ستينغ شهرته في خدمة مجموعة من القضايا الإنسانية، حيث ساهم في خلق مؤسسة للحفاظ على غابة الأمازون، كما أنه يلتزم سنويا هو وزوجته بتنظيم حفل فني لمساعدة المحتاجين.
وفي سنة 1998 شارك ستينغ في جولة فنية كبرى نظمتها منظمة العفو الدولية، وعرفت عدة محطات كبوينس إيرس بالأرجنتين ونيو دلهي وباريس ولندن، وشاركه في ذلك فنانون كبار مثل بروس سبرانغستين وتريسي شابمان وبيتر غابريال ويوسو ندور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.