وصف نوبير الأموي، الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بعض أرباب المقاولات المغربية ب«الهيبوش»، أي صغير القمل، مشيرا في هذا السياق إلى أن نقابته بصدد إصدار كتاب سيطلقون عليه «الكتاب الأسود» ردا على الكتاب الذي أصدرته الباطرونا وأطلقت عليه اسم الكتاب الأبيض، وسيتضمن مجمل ما اعتبره خروقات قام بها هؤلاء في حق الالتزامات التي وقعوها مع المركزيات النقابية وأخلوا بها. وأكد الأموي، في لقاء صحفي مصغر بمقر الكونفدرالية بالبيضاء صبيحة أمس الأربعاء، أن دواعي الإضراب العام كانت قائمة منذ سنوات ومازالت، وأن مسألة تنفيذه متوقفة على ما ستأتي به حكومة عباس الفاسي من ردود بخصوص المهلة التي منحهم إياها قبل فاتح ماي القادم، مشددا على أن قواعد النقابة هي صاحبة قرار الإضراب العام من أجل رفع المعاناة عنها. وأوضح الأموي أن الواقع الحالي صار لا يطاق وأنهم أقبلوا على هذه الخطوات من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وقال الأموي إن انتخابات 1997، التي أسفرت عما سمي بالتناوب التوافقي، عرفت تزويرا لا مثيل له، لكن الاستحقاقات التي ستليها ستفوقها بكثير، مشيرا، في السياق ذاته، إلى أن إدريس البصري كان يقوم بالتزوير بدون استعمال ممحاة. وحول خلفيات تأخر إعلان انسحابهم من مجلس المستشارين طلية هذه المدة رغم هذه العوامل التي ذكرها، أوضح الأموي أن السؤال الذي يجب أن يطرح في هذا الصدد هو: ما هي القيمة المضافة التي حملتها هذه الغرفة؟ مشيرا إلى أن بعض أعضاء هذه الغرفة قد تحولوا إلى ألد الأعداء للمواطنين، مبرزا أنه سبق لهم أن طالبوا بضرورة تعديل الدستور بما يستجيب لتطلعات المواطنين. وبخصوص أسباب مهادنته لحكومة إدريس جطو طلية المدة التي قضتها وعدم رفع الفيتو في وجهها، بخلاف ما أقدم عليه مع حكومة عباس الفاسي، أجاب الأموي: «أقولها بصوت عال: جطو عرفناه كرجل أعمال، بصفته مديرا لشركة أوديربي، حيث كانت لنا بعض المشاكل هناك، وعرفناه بعد ذلك كوزير للتجارة والصناعة حيث واجهنا مشاكل معقدة، وكانت له مسؤولية في قطاع المعادن، حيث تدخل لحل مشكل كان قائما، وقد تعرض بسبب هذا التدخل لنوع من المساءلة من طرف الحسن الثاني الذي استدعاه بعد وشاية من إدريس البصري الذي عاب عليه التدخل في قضايا كان يعتبرها تدخل في نطاق اختصاصاته. وقال الأموي إن جطو، بالنسبة إليه، يظل خير رجل حيث «كان يلتزم بما يتم الاتفاق عليه»، أما في عهد حكومة الفاسي، فإنهم لم يلمسوا منها، إلى حد الآن، ما يشير إلى أنها جادة في تنفيذ التعاقدات والوعود المبرمة. وحول ما إذا كانت ستترتب عن موقف انسحاب المستشارين التسعة من الفريق الكونفدرالي من مجلس المستشارين مقاطعة النقابة لاستحقاقات 2009، اعتبر الأموي أن هذا الأمر يبقى سابقا لأوانه، مؤكدا أن قرار الانسحاب من هذه الغرفة هو قرار لا رجعة فيه، قائلا: «جربنا هذه الوسيلة وجاب الله فيها التيسير»، وأضاف أن أعضاء فريقه النيابي قد استجابوا لهذا القرار ولم يخالفه أي منهم، وهو موقف، حسب الأموي، من شأنه أن يعيد المصداقية ويقوي الثقة في أجهزة النقابة في زمن التردي والمسخ، حسب قوله. وانتقد الأموي بشدة عمل الحكومة الحالية، التي قال إنها لا تفعل أي شيء مقابل المبادرات الكثيرة التي يقوم بها الملك الحالي محمد السادس، مشيرا إلى أن حكومة الفاسي «لا تقوم إلا بالقيل والقال»، كما انتقد التركيبة المؤلفة لها قائلا: «لم نعد نعرف من ينتقد من»، وأضاف: «للحقيقة، لم نر من محمد السادس إلا خيرا».