- كيف تقرؤون انسحاب برلمانيي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل من مجلس المستشارين؟ < أعتقد أن قرار انسحاب برلمانيي الكونفدرالية من الغرفة الثانية لا يحتاج إلى مجهود كبير لكي نفهم خلفياته. وأعتقد أن القراءة الأولية لهذا القرار مرتبطة باقتراب عيد العمال في فاتح ماي. فقد اعتدنا على مثل هذه التحركات داخل النقابات عند اقتراب محطة فاتح ماي رغم أن الكونفدرالية تعلل قرار انسحابها من مجلس المستشارين بكون هذا المجلس لا يقوم بأي دور. وهذا الأمر، في نظري، غير صحيح لأن المجلس له دور كبير في مجال التشريع وليس مؤسسة عاطلة كما يروج ذلك البعض، بل هناك إنتاج منتظم. وفي هذا السياق، تمكنا من المصادقة على 6 مشاريع قوانين خلال الدورة الربيعية التي افتتحناها الثلاثاء المنصرم. ثم إن القول بأن المجلس لا دور له ليس مبررا للانسحاب منه، لأن البرلمان مهمته هي التشريع ومراقبة الحكومة وتمثيل المغرب في إطار العلاقات الخارجية. أما في ما يخص ربط الانسحاب من المجلس بقضية ارتفاع الأسعار، فكان المطلوب أن ننتظر نتائج الحوار الاجتماعي المفتوح حاليا مع الحكومة. - هل تعتقد أن قرار انسحاب الكونفدرالية الديمقراطية للشغل من الغرفة الثانية من شأنه أن يعجل بتعديل دستوري يلغي هذه الغرفة؟ < لا علاقة لقرار الانسحاب من الغرفة الثانية بقضية التعديل الدستوري، إذ لا يمكن أن نلغي الغرفة الثانية فقط لأن 9 أشخاص انسحبوا منها. ثم إن تعديل الدستور له مسطرة قانونية معروفة. ولا ينبغي أن ننسى أن الغرفة الثانية هي مؤسسة دستورية تم إحداثها بموجب دستور 96 الذي تم التصويت عليه بالإجماع من طرف الشعب المغربي، كما أن جميع مشاريع القوانين لا تصبح سارية المفعول إلا إذا صادق عليها البرلمان بغرفتيه الأولى والثانية. - هناك من يرى في انسحاب برلمانيي الكونفدرالية من الغرفة الثانية ورقة سياسية للضغط على الحكومة، فيما يرى آخرون أن القرار خطوة لاستعادة النقابة لإشعاعها. ما هو تعليقك على هذه الآراء؟ < لا تعليق لدي على هذه الآراء لأني شخصيا فوجئت بقرار الانسحاب، ومع ذلك لازلت أنتظر من الأخ الأموي أن يعلن تراجعه عن قرار الانسحاب. وأؤكد أني أقوم حاليا بعدة مجهودات ليتم هذا التراجع لأن مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات. ولنا أمل في قيام الأخ الأموي المعروف بالدفاع عن مصالح الطبقة الشغيلة بمراجعة قراره لأن مصلحة الوطن لها الأولية خصوصا في هذه المرحلة السياسية الدقيقة التي تجتازها البلاد حتى نتمكن من مواجهة الإكراهات والتحديات المطروحة علينا. *رئيس مجلس المستشارين.