بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط جدار برلين لم يجد رؤساء الدول العظمى من شيء يشغلون به بالهم ويملأون به الفراغ السياسي إلا البحث عن زوجات جميلات وفي مقتبل العمر، وقبل أن يفكر أي واحد منهم في المرأة التي سيقع عليها الاختيار لتكون شريكة حياته يضع شرط توفرها على صور مثيرة في «غوغل»، بهدف نبيل يتمثل في تمتيع الفضوليين بلقطات عارية للسيدة الأولى، ولتحسين صورة بلاده أمام أنظار المبحرين في شبكة الأنترنت. هذا بالضبط ما سيفعله الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين الذي ينوي الزواج بفتاة تمتلك أسلحة فتاكة ليواجه بها الإمبريالية الأمريكية ولخلق توازن رعب جديد مبني على زرع الغيرة بين الزعماء ومن منهم يقدر على مجاراة الآخر في امتلاك أجساد طازجة وذات دمار شامل. ولتهييء نفسه لهذه الثورة البلشفية الثانية قام بوتين بإحداث قطيعة مع زوجته الأولى لتجديد دماء روسيا، حيث من المرتقب كما تداولت ذلك بعض الجرائد، أن ينظم حفل زفافه بالفاتنة ألينا كاباييفا في يونيو المقبل، وهي بطلة أولمبية سابقة في الجمباز الإيقاعي من مواليد 1983، لكنها اعتزلت بعد أن تم ضبطها متورطة في تناول المنشطات. بعد انتهاء مسارها الرياضي وظفت ألينا خفة حركاتها وتمكنت من الحصول على مقعد في مجلس الدوما وترأست اللجنة البرلمانية لسياسة الشباب. وحين وجه سؤال لوالدها ليؤكد مدى صحة خبر زواجها بالرئيس، سأل الأب عما إذا كان الأمر يتعلق ببوتين أو ميدفديف، وبعد أن أكدوا له أن الأمر يتعلق بالأول لم يتردد في التعبير عن فرحه بهذه البشرى بالقول «سأكون سعيدا في هذه الحالة، وفي الواقع إن بوتين يشبهني كثيرا، لكن عليه أن يأخذ حذره تجاه ألينا فهي جد نحيفة»، متذكرا ربما الأحزمة الكثيرة التي حصل عليها رئيس روسيا السابق في رياضة الجيدو. في وقت سابق وقبل أن تسرق ألينا قلب بوتين كان العاشق الولهان متيما ببطلة روسيا في التنس الجميلة ماريا شارابوفا وكان حريصا على متابعة مبارياتها، كما أنه كان يقوم بتهنئتها كلما فازت بدوري معروف. مثل بوتين قرر المستشار الألماني الأسبق هلموت كول، وعراب الوحدة الألمانية الذي يقترب من عقده الثامن، الزواج من امرأة في الأربعينات من عمرها، مؤكدا بالملموس أن الحب لا سن له وأنه يمكن للمرء أن يقع في حبائله وهو طريح سرير في مستشفى بمدينة هايدلبرغ، حيث اكتشف الأطباء إصابته برضوض في الجمجمة بعد تعرضه للسقوط. في سنة 2001 انتحرت زوجة هلموت كول السابقة، ليربط أربع سنوات بعد ذلك علاقة بموظفة في وزارة الاقتصاد، منحها بعدا رسميا بمرافقته في زياراته لرؤساء سابقين مثل غورباتشوف وكلينتون. لقد تأكد هلموت كول من أن هذه السيدة ستكون رفيقة حياته وأن قدرا محتوما سيجمع بينهما حين كانا سنة 2004 يقضيان عطلتهما في سيرلانكا ونجيا بأعجوبة من إعصار تسونامي، فاعتبر العاشقان ذلك دليلا على أن العناية الإلهية ترعى حبهما وتقويه، وألا شيء سيحول دون الوقوف أمام قصتهما الرومانسية، معلنين عن خبر زواجهما بشكل رسمي رغم كيد العذال. دولة كبيرة أخرى هي فرنسا اختار رئيسها نيكولا ساركوزي أن تكون أخبار علاقاته بالنساء وزيجاته هي التي تتصدر صفحات الجرائد، والذي أصبح كل الزعماء في العالم يتخذونه نموذجا مثاليا كلما فكروا في الزواج وقطع علاقتهم الدبلوماسية بقريناتهم السابقات، كما فعل بوتين وهلموت كول، كما أن ساركوزي كان السباق للارتباط بامرأة من كوكبة النجوم تباع صورها، الملتقطة لها وهي عارية تماما، في المزاد العلني ويشتريها أغنياء للتعبير عن إعجابهم بسيدة فرنسا الأولى، أما الفقراء فيمكنهم التملي في مفاتنها المعروضة في «غوغل» بالمجان. وعكس هؤلاء جميعا يبدي الرئيس الباكستاني برويز مشرف تمنعا وصدودا ولا يبالي بالجميلات اللواتي يتغزلن به ويخطبن وده، وآخرهن ملكة جمال باكستان، التي ترى فيه رجلا في غاية الجاذبية وتحلم باللقاء به، كما أنها تعتبره «يتمتع بحضور قوي وجاذبية خاصة تجعل النساء يفقدن عقولهن»، لكن فارس إسلام أباد ورغم كل هذا المديح فهو يعف ويحرص على عدم الوقوع في الغواية، منشغلا بالحفاظ على منصبه وبالقاعدة وبخصومه السياسيين الذين يتربصون به، أما الجميلات فهو يعرف أنهن مسخرات للإيقاع به.