تتمة الصفحة الأولى: بينما يعتبر حي «كهف الريسوني» بتطوان منطقة خضراء، لا تطالها دوريات أمنية أو حملات لمحاربة تجار المخدرات القوية من كوكايين وهيروين، «لقد اشتكينا الأمر عدة مرات لجهات أمنية لكن دون جدوى»، تقول بعض الأسر التي لم تعد تحتمل العيش هناك خوفا على مستقبل وحياة أبنائها بسبب ارتفاع معدل الجريمة. أغلبية المدمنين هم أشخاص منحرفون، بعضهم يقضي يومه في السرقة واعتراض سبيل المواطنين من أجل ضمان ثمن الجرعة، فيما تتعاطى النساء التسول أو ممارسة البغاء بين شارع الوحدة وساحة الفدان، كحالة الشابة «س» التي تقضي يومها في التسول بين شارع الوحدة وزاوية الباشاوية. ويقول العديد من مستهلكي الهيروين والكوكايين الذين التقتهم «المساء» إنهم يلجأون إلى المخدرات لنسيان الواقع الصعب الذي يعيشونه، فيما يفضل الشبان الميسورون شراء جرعات من مخدر الكوكايين. أحد تجار الهيروين، «أحمد» (24 عاما)، الذي لم يكمل دراسته الجامعية، قال إنه مجرد مستخدم عند شبكة، حيث يقوم ببيع الجرعات للمدمنين، لإعالة أفراد أسرته، مضيفا أن البارونات الكبار يمنحوهم مبلغ 5000 درهم مقابل نقل كيلوغرام من الهيروين من الدارالبيضاء إلى تطوان. الانتعاش القوي الذي تعرفه تجارة المخدرات القوية بتطوان أصبح يثير تخوف العديد من الأسر على مستقبل أطفالهم وبناتهم، في الوقت الذي يغتني فيه البارونات الكبار مستفيدين من عدم محاربتهم وضبطهم. «لا تصل إلى هنا أية دوريات أمنية، باستثناء سيارة مرقمة بالخارج يمتطيها ضابطان أمنيان تدخل المنطقة مرة كل يوم»، يقول محدثنا. في غياب حملة فعالة من طرف الأجهزة الأمنية للمخدرات بتطوان، يبقى المستفيد الأكبر دائما هم البارونات الكبار الذين لا يتوانون عن شراء صمت وتواطؤ «المراقبين»، في الوقت الذي تتحطم فيه آمال ومستقبل أسر بكاملها جراء إدمان أفرادها عليها. سبق لتقرير أمريكي في مجال مكافحة المخدرات أن نبه إلى انتقال «كارتيل» الهيروين إلى شمال المغرب بعد محاصرته في منطقتي جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية، حيث أكد مسؤولو الهيئة الأمريكية لإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية وجود ارتباط وثيق بين الإرهاب والمخدرات وأن المخدرات القوية أضحت من أهم العائدات لتمويل الشبكات الإرهابية النشطة، وبالتالي فإن ذلك يشكل مصدر خطر جديد على المنطقة. مسؤول أمني بتطوان ذكر أنهم لا يستطيعون محاربة الظاهرة نظرا للعدد الهائل من المدمنين، «واش بغيتي نبداو ناكلو بعضنا، إنهم مدمنون ولا يمكن منع المخدر عنهم» يقول المسؤول.