أكثر من 500 شاب وشابة يتبضعون يوميا جرعاتهم من الهيروين في منطقة «كهف الريسوني» بمدينة تطوان. لقد اتسعت خريطة تجارة واستهلاك الكوكايين والهيروين، وانتعشت بشكل غير مسبوق حتى صارت أنشطة باعتها تخضع للمداومة ولا تعرف الكساد ولا المحاربة، ما عدا في بعض الأحيان، حيث يتم اعتقال عدة أشخاص بحوزتهم بعض الجرعات، فيما يبقى الأباطرة الكبار في منأى عن الضبط والتفكيك. لقد تفاجأت جريدة «المساء» بعد قضائها يوما كاملا بين حي الصنوبر والإشارة ومنطقة كهف الريسوني، وهي نقطة من بين نقاط متعددة، بالعدد الهائل من التلاميذ والمتشردين والمنحرفين المدمنين على هذا المخدر القوي والذين يشكلون صفوفا طويلة لتلبية حاجياتهم من المخدر واستهلاكه في نفس المكان، لعدم قدرتهم على مقاومة الانتظار. يترواح ثمن جرعة واحدة من الهيروين بتطوان ما بين 25 و20 درهما، بينما أغلبية مستهلكيه الذين عاينتهم الجريدة هم شبان من مختلف الأعمار، كما لاحظنا أثناء تواجدنا بالحي المذكور قدوم سيدة بابنتها إلى نقطة البيع، إضافة إلى شخص مرفوق بطفلة صغيرة قدم للتزود بجرعات متعددة قبل أن يمتطي سيارة أجرة وهو في حالة من الانتشاء بعد استنشاق مخدره في الحين. تضاعف عدد المدمنين الشباب بتطوان بشكل خطير، حيث يتراوح عدد المتعاطين للمخدرات القوية من الهيروين والكوكايين مابين 9 آلاف و11 ألف مستهلك، تتراوح أعمارهم ما بين 11 و25 سنة، وذلك حسب تقديرات الأطباء المختصين والمهتمين بالظاهرة. التتمة في الصفحة السياسية.