«أريد 5 أيام من العطلة.. إني أنتظرك أمام المقهى». هذه المكالمة الهاتفية القصيرة مشفرة ومعناها أن المتحدث يريد 5 لفافات من الكوكايين أو الهيروين. لقد انتشرت في مدينة مرتيل وفي عدة مدن بالشمال، وبشكل غير مسبوق، خدمة توصيل لفافات الهيروين أو الكوكايين عبر الدراجات النارية إلى غاية الزبناء أو ما يطلق عليه خدمة «التيلي كوكايين». الخدمة الجديدة، التي انطلق العمل بها منذ أشهر بمرتيل، انتعشت بشكل كبير في شهر رمضان، حيث يختص بها أشخاص ذوو وزرات صفراء، زاعمين أنهم من ضمن جيش حراس السيارات الذين تعج بهم المدينة الساحلية. يقوم الزبون بمهاتفة بعض الوسطاء من أصحاب «الجيلي الأصفر» والذين لا يغادرون أماكنهم، حيث يتوجه الوسيط إلى أقرب مخدع هاتفي ليجري المكالمة الهاتفية المشفرة مع صاحب السلعة، حيث لا تكاد تمر بضع دقائق حتى تحل دراجة نارية يمنح سائقها اللفافات المطلوبة بعد أن يتسلم المبلغ المالي من الوسيط، ثم يغادر المكان بسرعة البرق. إن توزيع لفافات المخدرات الصلبة حسب الطلب عبر الهاتف أو عن طريق ما يطلق عليه خدمة «التيلي هيروين» أو «اليتلي كوكايين» لا يقتصر على وسط مدينة مرتيل فقط بل يمتد إلى غاية المركبات السياحية المجاورة، في كل من كابونيغرو والكولف، وبعض الحانات الواقعة بين مرتيل والمضيق. ويتقاضى الوسيط في خدمة «التيلي هيروين» في مرتيل 5 دراهم عن كل جرعة يطلبها عبر الهاتف مع تأدية ثمن المكالمة الهاتفية. وحسب ما عاينته «المساء»، فغالبا ما تتم هذه المكالمات عبر بطائق الهاتف الثابت للدفع المسبق، المقدمة إليه من طرف صاحب اللفافات، والذي لا يتم التعرف عليه، بل يكتفي بدوره بمكالمة الموزع عبر الدراجة النارية ليرشده إلى مقدار الطلب ومكان تسليمه وثمن اللفافات الذي يتراوح حاليا ما بين 600 و800 درهم للكوكايين، وبين 30 و40 درهما للهيروين. وفي شهر رمضان تنتعش تجارة الهيروين بشكل كبير، حيث تعرف المنطقة ارتفاعا خطيرا لظاهرة تعاطي المخدرات، خصوصا وأن ظاهرة إقبال الشبان عليها تعد معزولة.