احتجت 27 هيئة سياسية وحقوقية ونقابية وجمعوية بتيزنيت على القمع التعسفي الذي طال وقفة التضامن مع يومية «المساء» المنظمة يوم الثلاثاء المنصرم أمام المحكمة الابتدائية، ضد الحكم القضائي الجائر الصادر في حقها، ونددت الهيئات، المجتمعة مساء نفس اليوم بمقر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتيزنيت، بالاعتداء على مراسلي الصحف الوطنية والجهوية وممثلي الهيئات المدنية بالضرب والجرح والعنف والإيذاء العمدي، وذلك رغم التزامهم بحدود اللياقة والأدب وقيامهم بالإجراءات المسطرية المعمول بها في مثل هذه الحالات قبل أربعة أيام من موعد الوقفة التضامنية. وخلال الاجتماع تطرق الحاضرون إلى القمع الذي طال المتظاهرين، وخاصة ما يتعلق بالاعتداءات الجسدية التي تعرض إليها بعضهم، والمتمثلة في الاعتداء على «الحسين أرجدال»، مراسل جريدة الأفق الجديد، بالضرب والجرح الذي ترتبت عنه إصابته بجرح غائر على مستوى الأذن اليسرى، وإصابته بكدمات قوية في القفص الصدري والرقبة، سلمت له على إثرها شهادة طبية تثبت العجز في 15 يوما قابلة للتمديد، بعد معالجته بقسم المستعجلات وخياطة الجرح الغائر بست «غرز»، فيما أصيب الزميل «محمد بوطعام» مراسل يومية الأحداث المغربية وأمين مال نادي الصحافة بجروح متفاوتة على مستوى الأطراف العليا والعنق، سلمت له شهادة طبية حددت العجز الطبي المؤقت في 10 أيام، أما «إبراهيم أكنفار» مراسل يومية «الصباحية» ورئيس نادي الصحافة، فقد أصيب بخدوش على مستوى الأنف والعنق واليد اليسرى، وسلمت له شهادة طبية حددت مدة العجز في 5 أيام. ولم يسلم ممثلو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من تعنيف رجال القوات المساعدة، الذين أسمعوهم -حسب البيان الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه- وابلا من الكلام النابي وأسقطوا أحد أعضائها أرضا، كما تمت مصادرة هاتف وجهاز إرسال «عبد العزيز الأبيض» مراسل إذاعة (راديو بلوس) الجهوية، وإعادته في وقت لاحق بعد حذف الصور الملتقطة للوقفة، إضافة إلى مصادرة وحجز اللافتات التعبيرية ونسخ من جريدة «المساء» وتمزيقها أمام الملأ، كما شكلت سلسلة بشرية من القوات العمومية منعت المواطنين من دخول ومغادرة المحكمة، كما انتهكت ذات القوات وبعض أعوان السلطة الحاضرين حرمة المحكمة وذلك عندما عمدوا إلى وضع المحجوزات داخلها، والتجوال داخلها بكل حرية، بل وتحويلها إلى «ثكنة» حسب تعبير البيان المشترك، كما أعلن المجتمعون تضامنهم اللامشروط مع جميع المعتدى عليهم، ودعوا إلى تأسيس جبهة محلية للدفاع عن الحريات العامة والحقوق الأساسية للمواطنين، كما دعوا كافة الفعاليات والهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية بالإقليم إلى الانخراط في هذه المبادرة المرتقبة في غضون الأيام القليلة المقبلة. يشار إلى أن الهيئات الموقعة على البيان الاستنكاري والتضامني هي: المكتب الإداري لنادي الصحافة، المكتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية، الاتحاد المحلي الفيدرالي (ف.د.ش)، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، المكتب المحلي لحزب النهج الديموقراطي، جمعية أنامور، جمعية مستقبل أفراك، الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية، المكتب الإقليمي لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، المكتب الإقليمي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الجامعة الحرة للتعليم، المكتب الإداري للمنظمة المغربية للكشافة والمرشدات، نقابة سائقي ومستغلي سيارات الأجرة الكبيرة (إ.و.ش.م)، جمعية السلام لتنمية قصبة تيزكي، النقابة الوطنية للتجار والمهنيين فرع سيارات الأجرة الكبيرة، المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي وأعوان الجماعات المحلية، مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم، النقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش)، المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم (إ.و.ش.م)، جمعية الآفاق الثقافية، ودادية النسيم السكنية، المكتب الإقليمي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، شبيبة العدالة والتنمية، المكتب الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي، المكتب المحلي للحزب الديمقراطي الأمازيغي... هذا، ولا تزال لائحة التوقيعات مفتوحة في وجه كافة الهيئات الراغبة في الانضمام لهيئة التنسيق المساندة للمعتدى عليهم وليومية «المساء»، وذلك في أفق الإعلان عن تأسيس جبهة محلية لمواجهة الاعتداءات وتنسيق الجهود بين مختلف الفاعلين في الميدان.