فرار 9 سجناء من السجن المركزي بالقنيطرة أول أمس، عبر حفر ممر تحت أرضي، حدث غير مسبوق ولا يحدث إلا في الأفلام. لكن عندما نعرف أن القاسم المشترك بين هؤلاء الفارين جميعا هو أنهم حوكموا في إطار خلية أمير الدم يوسف فكري، الذي قال أمام هيئة المحكمة إنه قتل الموثق أسدي تقربا إلى الله، فإن إمكانية الفرار من السجن كانت واردة بعد أن فقدوا الأمل في إيجاد حل آخر. وهذا ما جاء في رسالتهم المكتوبة على جدران الزنزانة: «نعتذر لكم عن الإزعاج، هذا هو الحل الوحيد». وتقدم «المساء» هنا مسارات معظم هؤلاء الفارين وكيف وجدوا أنفسهم خلف القضبان. يوسف فكري: «أمير الدم» يعود من جديد إلى الواجهة ثمة رابط كبير بين غالبية سجناء السلفية الجهادية الذين نفذوا فجر بداية الأسبوع الجاري عملية فرار جماعي من السجن المركزي بالقنيطرة. فكلهم ينتمون إلى مجموعة يوسف فكري الملقب ب«أمير الدم»، بالنظر إلى جرائم القتل المتعددة التي اقترفها نهاية التسعينات والبدايات الأولى للعشرية الحالية. يوسف فكري هذا الفتى ذو الجسم النحيل المتحدر من مدينة اليوسفية اعتنق الفكر السلفي، لكنه أدخل عليه تعديلات تنحو منحى التشدد. أولى جرائم القتل التي اقترفها باسم الدفاع عن الدين كانت بمسقط رأسه باليوسفية، عندما عمد إلى قتل شاب ارتاب في كونه شاذا جنسيا. غادر فكري اليوسفية بعد هذه الجريمة ليتوجه إلى مدن الشمال وهناك سينسج علاقات أخرى. ظل يتنقل بين دور القرآن التي كانت تستقطب في تلك الفترة أتباع الفكر السلفي. ومن هناك كان يخطط لاستقطاب أتباع جدد لمنهجه الجديد القائم على السطو على ممتلكات الغير بدعوى أنهم كفار. وكان يتبنى تطبيق التعزير في حق كل من يرى أنه ارتكب مخالفة شرعية وكان يهاجم أي شاب وجده رفقة فتاة لا تربطه بها علاقة شرعية، بل كان يطالبهما بالعقد. كون فكري خلية لممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه الخلية هي التي ستتورط في قتل شاب كان في بداية مشواره في مهنة التوثيق بعد أن وجهوا إليه تهمة الخلوة مع فتاتين، فيما يقول البعض أن فكري قتل الموثق بعد أن قال الضحية إنه وكيل للملك، وهو الأمر الذي اعتبره فكري صيدا ثمينا يجوز قتله لأنه واحد من سدنة الطاغوت. نفذ فكري رفقة أعضاء مجموعته جريمتهم في حق الموثق ببرودة دم كبيرة وباعتزاز، كما أنه لم يبد أي ندم وهو يقر بتلك الجريمة بين يدي هيئة المحكمة التي أدانته بالإعدام، وكان لافتا للانتباه عندما قال إنه قتل الموثق تقربا إلى الله. تعددت جرائم يوسف فكري في كل مدينة كان يحل بها، وكان يسعى إلى توسيع شبكته واستقطاب أعضاء جدد. بقيت العديد من جرائمه طي الكتمان لأن ضحاياه كانوا يرفضون التبليغ عنه. كان يوسف فكري يعتبر أموال المخالفين للتعاليم الإسلامية مباحة له وكان يعدها نوعا من الفيء. لم يخف هذه الأمور لأنه حاول شرعنتها في رسالته التي دبجها من داخل سجن عكاشة قبل أشهر عن موعد محاكمته التي انطلقت شهرا بعد أحداث 16 ماي 2003. شكلت المحاضر التي أنجزتها الفرقة الأمنية التي أشرفت على التحقيق مع أعضاء مجموعة فكري اللبنة الرئيسية للمعلومات التي توصلت إليها مصالح الديستي حول طبيعة التيار السلفي الجهادي بالمغرب. وكانت هذه المعلومات بمثابة قاعدة البيانات للواجهة الخليفة التي استند إليها المحققون في تعقب مختلف المشتبه في تورطهم في أحداث 16 ماي، أو الأحداث التي ستعقبها. هشام العلمي: لم يكن يخفي فكرة الهروب أول اعتقال طال هشام العلمي -من مواليد 1976- المنحدر من دوار السكويلة والذي كان قبل اعتقاله يعمل اسكافيا، كان سنة 2001 حينما شنت مصالح الأمن بالمنطقة حملة تمشيطية ضد إسلاميي المنطقة ممن كانت توجه إليهم أصابع الاتهام بالقيام بأعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحلول محل السلطات المحلية في تتبع المجرمين والمنحرفين. لكنه ما لبث أن أطلق سراحه ليعاد اعتقاله أشهرا قبل أحداث 16 ماي 2003 من داخل منزل بحي الدومة بسيدي مومن الذي كان بداخله كل من محمد دمير وربيع آيت إيزو أحد الأعضاء البارزين في الجماعة الليبية المقاتلة، هذا الأخير الذي قضى نحبه خلال المواجهة مع قوات الأمن، ليتم اقتياد العلمي إلى السجن مع أعضاء مجموعة يوسف فكري، لكنه عند المحاكمة تم تقديمه مع المتابعين في أحداث 16 ماي حيث سيدان بالمؤبد. يعرف عنه داخل السجن أنه خفيف الظل وكثير الفضول كما لا يستقر على حال. لكنه لم يكن يتبنى مبادئ الفكر السلفي الجهادي، منذ أن وطئت قدماه السجن المركزي بالقنيطرة وهو لا يخفي نيته في مغادرة أسواره العالية ومعانقة الحرية. فهو بخلاف باقي رفاقه في الدرب لم يكن يؤمن بما يمكن أن يحققه الضغط الحقوقي والوهج الإعلامي لقضيتهم. لهذا امتنع كما فعل آخرون عن ديباجة أي بيان يعرف بملفه أو يدافع فيه عن نفسه. لم يكن من ضمن العناصر التي كانت موضوعة تحت الأضواء الكاشفة، بسبب زهده في إجراء اتصالات بالعالم الخارجي. ظلت فكرة الهروب راسخة في ذهنه. نسق لها بشكل جيد مع العناصر الثمانية التي كانت تشاطره نفس الفكرة إلى أن حان موعد تنفيذها بنجاح. طيلة مقامه داخل السجن احتفظ بحركيته المعتادة خارج السجن، فهو بحسب العديد من رفاقه «كيدخل راسو في كل شيء» و«خفيف أكثر من اللازم». أما فكرة الهروب فلم تكن خافية على المقربين منه، كما لم يكن يلقي بالا، لانعكاسات ما سيقدم عليه في حق باقي رفاقه. محمد الشطبي: المعجب بحكم طالبان كان محمد الشطبي، عندما سافر إلى أفغانستان قبل ضربة ال11 من شتنبر 2001، يعتقد أن مقامه سيطول أكثر في بلاد يحكمها نظام طالبان. ولهذا قرر أن يصطحب معه شقيقه كمال بعد أن أوهمه في البداية أنهما سيتوجهان إلى بريطانيا، غير أن محمد اضطر بعد الهجوم الأمريكي على أفغانستان إلى العودة إلى إسبانيا التي يحمل أوراق الإقامة بها كما هو الشأن بالنسبة إلى شقيقه كمال. كان محمد الشطبي ضيفا على معتقل تمارة وقضى به قرابة شهرين قبل أن يحال على المحكمة بتهمة تكوين عصابة إجرامية في ملف يوسف فكري ويدان ب20 سنة سجنا نافذا. في معتقل تمارة سيصاب محمد بخلل عقلي لأنه لم يتقبل أن يسمع صراخ شقيقه الصغير كمال تحت التعذيب في زنزانة مجاورة. ولا زال محمد، إلى حد الآن، يتناول بعض الأدوية الخاصة بالأمراض العقلية. ويحكي مصدر مقرب من محمد الشطبي أن الأخير عندما رحل إلى أفغانستان لم يكن ينوي الإقامة الدائمة بها، وإنما كان يرغب في رحلة استكشافية لأنه كان معجبا بحكم نظام طالبان. «ولو كان الأمر عكس ذلك، يقول مصدرنا، لاصطحب معه زوجته وأبناءه». محمد الشاذلي: الفتى الذي يفكر بهدوء لا يجمعه بعبد الكريم الشاذلي، أحد أقطاب الفكر السفلي الجهادي، سوى التشابه في الاسم. تم اعتقاله سنة 2003 على خلفية أحداث 16 ماي. ينحدر من مدينة سلا، يبلغ من العمر حوالي 34 سنة. ورد اسمه ضمن المحاضر التي أنجزتها الضابطة القضائية لمجموعة يوسف فكري المتكونة، عند تقديمها أمام استنئنافية البيضاء، من 32 عنصرا. تم تقديمه للمحاكمة بتهمة المشاركة في قتل دركي تابع لثكنة عين حرودة. وظل مقتل الدركي لغزا محيرا لرجال الأمن لأشهر عديدة قبل أن تضع مصالح الأمن أيديها على خيوط الجرائم التي كانت ترتكب في صمت بمسوغات دينية وبقيت طي الكتمان إلى أن اهتدوا إلى مدبرها الرئيسي يوسف فكري. قبل ترحيله إلى السجن المركزي بالقنيطرة حيث كان يقضي هناك حكما بالسجن مدته 20 سنة، قضى أشهرا بسجن عين البرجة. وطلية مكوثه داخل أسوار السجن، لم تكن تبدو عليه أي علامات تشير إلى أنه كان يخطط لعميلة الفرار من السجن. وحسب بعض رفاقه الذين عاشروه سواء داخل سجن عين البرجة أو ممن لازالوا داخل السجن المركزي بالقنيطرة فإن الشاذلي كان شخصا بسيطا، وكان ذا طبع هادئ، وذا حس اجتماعي كبير، إذ كان يقتسم مع السجناء كل ما تأتي به إليه عائلته من مأكولات. لم يشارك محطات الإضراب عن الطعام التي خاضها المعتقلون، كما لم يكن فاعلا سواء في التعبئة لهذه المعارك أو حتى الدفاع عنها. وربما يكون هذا أحد العوامل التي ساهمت في تسهيل مأمورية التخطيط لحفر الممر الأرضي دون إثارة انتباه الحراس الذين كانت أعينهم وحواسهم تشتغل فقط مع من كانت تقارير الاستخبارات تعدهم ضمن قائمة الخطر كيوسف فكري ودمير وغيرهما. محمد مهيم: خاب أمله في العفو عند اعتقاله سنة 2003، على خلفية أحداث 16 ماي، كان محمد مهيم يبلغ من العمر 24 سنة. يقول عن نفسه، في رسالة خطها عقب إدانته بالمؤبد من قبل استئنافية الدارالبيضاء، إنه زج به في هذا الملف بتهم ملفقة لمجرد أنه يقطن بدوار السكويلة بالدارالبيضاء، الذي يتحدر منه الانتحاريون الذين نفذوا تلك الاعتداءات. قضى، حسب أقواله، داخل مقر الفرقة الوطنية بالمعاريف 24 يوما معصب العينين، وهناك تعرض لصنوف من التعذيب من شيفون وطيارة والضرب المبرح من أجل حمله على الإقرار بكونه كان مشاركا في أحداث 16 ماي. وعندما عجز المحققون عن انتزاع اعترافات منه، حملوه إلى المعتقل السري تمارة وتوج ذلك بإجباره على توقيع محضر دون قراءته، وهو المحضر الذي استندت إليه هيئة المحكمة لتدين المتهم بالسجن مدى الحياة. عند نقله رفقة أعضاء مجموعته للسجن المركزي بالقنيطرة لم يتوان لحظة في خوض الإضرابات عن الطعام التي كان يدخل فيها هؤلاء المعتقلون بين الفينة والأخرى. كان دائم الاستغاثة بالجمعيات الحقوقية من أجل العمل على إطلاق سراحه. لم يعرف عنه داخل السجن، حسب العديد من رفاقه، أي جنوح نحو العنف أو التطرف. لم يسجل عنه أنه كان يدخل في معارك جانبية مع حراس السجن حتى لا يشتبه في أمره، وربما هذا ما جعل عملية حفر الممر الأرضي تتم دون أن تثير فضول أولئك الحراس، وبحسب مصادر مقربة من عائلته فإن إقدامه على الهروب هو ناتج بالأساس عن حالة اليأس التي وصل إليها معظم المعتقلين، بعد أن أصبحت فرص استفادتهم من العفو الملكي بالمناسبات الدينية والوطنية في خبر كان. كمال الشطبي : ضحية شقيقه محمد لم يكن كمال الشطبي يتجاوز ربيعه ال20 عندما اقترح عليه شقيقه الأكبر، محمد قبل بضعة أشهر من هجمات ال11 من شتنبر 2001، فكرة الرحيل إلى بريطانيا. استحسن كمال فكرة شقيقه وحزم حقائبه استعدادا للرحيل، غير أنه فوجئ بأن شقيقه أخفى عليه الحقيقة، لأن وجهة السفر لم تكن هي بريطانيا وإنما أفغانستان. وفي الطريق إلى أفغانستان انطلاقا من إسبانيا سيلتقي كمال رفقة شقيقه في نفس الطائرة عائلة كريم المجاطي التي قررت بدورها هجر المغرب للإقامة في بلاد الملا عمر. اضطر كمال إلى العودة إلى إسبانيا، التي يحمل أوراق الإقامة بها، بعد الهجوم الأمريكي على أفغانستان. لم يطل مقامه طويلا بإسبانيا، ليقرر الدخول إلى المغرب لزيارة عائلته بسلا، لكن رحلة العودة توقفت في منتصف الطريق، إذ سيتم اعتقاله في ال11 من شتنبر 2002 عند نقطة الحدود بباب سبتة. ويحكي كمال، في رسالة وجهها من داخل السجن، أنه فوجئ بحادث اعتقاله دون أن يعرف التهمة المنسوبة إليه، قبل أن يوضع في سيارة مدنية معصب العينين ومقيد اليدين ويتم الاتجاه به صوب المعتقل السري بتمارة. ويؤكد كمال أنه قضى بهذا المعتقل مدة شهرين تعرض خلال للتعذيب، وفي هذا السياق يقول: «وعدوني بإطلاق سراحي من المعتقل الرهيب الذي فقدت فيه طعم النوم. الصراخ بالليل والنهار حيث لا تتوقف استغاثات المعذبين وبينها أصوات النساء، كان قلبي يكاد يتوقف من شدة الرعب... إنها أصعب لحظات عمري. ما هو ذنبي؟ ولم اختطفوني؟ وإن كنت ارتكبت جرما أستحق عليه العقاب فلم لم يقدموني لمحاكمة عادلة»، بعد أحداث 16 ماي ستوجه إلى كمال تهمة تكوين عصابة إجرامية رفقة 30 من المتهمين في قضية يوسف فكري انتهت بأحكام كان نصيب كمال منها 20 سنة، قضى منها أكثر من 5 سنوات في السجن المركزي بالقنيطرة قبل حادث الفرار، أول أمس الاثنين المنصرم عبر حفر نفق تحت الأرض. عبد الهادي الذهبي: الهارب برغبة الانتقام عندما اعتقل رجال الأمن عبد الهادي الذهبي سنة 2002، على خلفية تورطه في مقتل أحد رجال الشرطة بمدينة الدارالبيضاء، لم يكن يدور في أذهانهم أنهم وضعوا أيديهم على أولى خيوط الجرائم التي كانت ترتكب تحت يافطة التطرف الديني. عبد الهادي صرح أمام هيئة المحكمة بأنه يعاني من اضطرابات نفسية، ولهذا أقدم على قتل الشرطي، وهكذا أدنته المحكمة ب«الإعدام» ليخلف وراءه أسرة متكونة من طفلين وزوجة ستطالب فيما بعد بالطلاق منه غيابيا، ويحكي مقربون منه أن طلب زوجته الطلاق كان له وقع كبير عليه وهو داخل السجن. وحسب وقائع القضية التي أدين فيها، فإن عبد الهادي الذي كان يقطن بحي سيدي معروف بالدارالبيضاء كان يعاني من مشاكل عائلية عديدة نتيجة الخلاف الذي كان بين أمه المريضة نفسيا وبين أبيه لتتغير حياته رأسا على عقب بعد أن أقدمت أمه على محاولة قتل زوجة شقيقه عن طريق صب «ماء النار» عليها ليزج بها في السجن قبل أن تقرر هيئة المحكمة إحالتها على مستشفى الأمراض العقلية. كانت هذه الأحداث كافية ليصبح عبد الهادي ميالا إلى العزلة والنفور من المجتمع، وللخروج من هذه العزلة، قرر عبد الهادي التوجه إلى المدارس العتيقة بمدن الشمال وهناك سيتعرف على مبادئ الفكر السلفي الجهادي الذي كان في تلك اللحظة في طور التشكل. لم تحمل اعترافاته للشرطة، بخصوص مقتل شرطي بوسكورة، إجابات واضحة حول خلفيات إقدامه على هذه الجريمة، رغم أنه قدم تفاصيل مدققة حول تخطيطه لتنفيذ جريمة القتل بواسطة بندقية صيد استولى عليها، قبل أن يتوجه عبر سيارة، هي بدروها مسروقة، إلى مفترق الطرق ببوسكورة، حيث كان الشرطي سعيد المتحدر من حي سيدي عثمان لوحده ينظم حركة السير. فاجأ عبد الهادي الشرطي وأرداه قتيلا ووضع جثته في الصندوق الخلفي للسيارة المسروقة قبل التخلص من الجثة برميها في بئر بإحدى الغابات الموجودة في بوسكورة. وكانت الاعترافات التي أدلى بها عبد الهادي للمحققين حول جريمة قتل الشرطي وراء سقوط عدة أسماء من معارفه وأصدقائه في قبضة الأجهزة الأمنية، غير أنه عاد ليقول فيما بعد إن هذه الاعترافات حول جريمة قتل الشرطي أخذت منه تحت التعذيب والإكراه. بعد الحكم عليه بالإعدام وإيداعه أولا بسجن عكاشة قبل ترحيله إلى السجن المركزي بالقنيطرة، انقطعت أخبار عبد الهادي كما أنه لم تكن له أية مواقف فيما بعد تكشف عن ميولاته الفكرية. آخر هزة تعرض لها داخل سجنه قبل إقدامه على الفرار هو نص الحكم الذي توصل به والقاضي بطلاق زوجته منه غيابيا.