قال محمد بوكرين، شيخ المعتقلين السياسيين بالمغرب، إنه صدم عندما سمع قرار العفو، رغم أن الأصداء كانت تصله بأنهم يدرسون قرار العفو. وأوضح بوكرين، في حوار ل«المساء»، أنه كان يراهن على المحاكمة في الاستئناف للدفاع عن نفسه لتحصيل البراءة، مستدركا أن هناك جهات كانت تريد التخلص من هذا الملف فجاء العفو في هذا السياق. وأكد أن أعضاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف أخبروه بوجود اتصالات مع المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، لمناقشة الصيغ الممكنة لحل المشكلة، «لكنهم عندما اتصلوا بي قلت لهم إنني لا أقبل العفو، لأنني قمت بالتضامن مع شباب كانوا يطالبون بحقهم في الشغل، وفي الوقت الذي كان ينبغي أن يوفروا لهم الشغل اعتقلوهم بعد قمعهم، وسجنوهم، وهذا بالنسبة إلي حكم جائر وظالم، فبالتالي هذا هو منطقي في عدم قبول العفو». وأضاف «أنا أرفض العفو فأنا لست مجرما»، مؤكدا «لو ترك الأمر بيدي لما خرجت، لكنهم سيخرجونني رغما عني من السجن»،. وكشف بوكرين أنه سيطالب بحقه، وسيؤسس «هيئة العار»، لتكون وصمة على جبين الدولة المغربية. كما طعن في المصالحة واعتبرها مصالحة ملغومة ودون معنى، «فالمصالحة ليست شراء ذممنا بالأموال، ولكن المصالحة هي رد الاعتبار إلى شهدائنا بنهج الخط والمسار الديمقراطي الذي من أجله مات الشهداء، لا أن نتنكر لهم بتغييب الديمقراطية في البلاد، إذا غابت الديمقراطية في المغرب فلا وجود للمصالحة، وإذا لم تتقدم الدولة باعتذار فلا وجود للمصالحة، وإذا لم يتم رد اعتبار إلى الشهداء، ولو على الأقل بإقامة نصب تذكاري لهم وإطلاق أسمائهم على الشوارع والمرافق العمومية، فلا وجود للمصالحة، في غياب كل ما سبق أعتبر المصالحة ملغومة ومغشوشة». وشدد بوكرين على أن المسألة تتعلق باستقلال القضاء وبمعنى الديمقراطية الحقيقية، وليس الديمقراطية التي تتعايش مع وجود المقدسات، وقال «نحن نعرف جميعا أن القضاء المغربي ليس مستقلا بل قضاء يتلقى التعليمات». آنظر الحوار كاملا في صفحة حوار