كشف فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال أن "معتقل الملوك الثلاثة" محمد بوكرين" يحتضر في صمت بالسجن المدني لبني ملال ، جاء ذلك بعد زيارة قام بها رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان ببني ملال ومنسق لجنة الخروقات بالفرع للوقوف على الحالة الصحية لمحمد بوكرين. وذكر محمد بوكرين (73 سنة) شيخ المعتقلين السياسيين بالمغرب أثناء اللقاء به أن حالته الصحية مرت بتدهور خطير امتدت ل 14 يوما عانى فيها من الحمى فضلا عن الضغط الدموي الذي يعاني منه ، ووصف بوكرين رغم معنوياته العالية وضعه الصحي بحالة "احتضار" . إلى ذلك كان تدخل إدارة السجن في الأيام الأولى محصورا في تقديم مسكنات دون أن الاستجابة لمطالب محمد بوكرين في عرضه على أخصائيين لإجراء فحوصات شاملة , وتم عرض "معتقل الملوك الثلاثة" على طبيبة السجن التي زودته بوصفة من الأدوية ، من جهة أخرى نوه محمد بوكرين بحالة التعاطف التي لقيها من نزلاء الزنزانة التي يحتجز فيها ، وكذلك بمعاملة وتصرف الحراس المتسم بالتوازن واللباقة . ومحمد بوكرين الذي اعتقل وحوكم بتهمة "إهانة المقدسات" بعد حضوره وقفة تضامنية ببني ملال مع معتقلي فاتح ماي الماضي حيث حكم عليه ابتدائيا بسنة سجنا نافذة قبل أن تضاعف محكمة الاستئناف المدة المحكوم عليه بها إلى ثلاثة سنوات سجنا نافذة، كان قد مر في الشهور الماضية من ظروف جد صعبة بالسجن المحلي ببني ملال ، حيث هدد بخوض إضراب عن الطعام لتوفير أدنى الشروط الصحية والإنسانية بالسجن المذكور ، خاصة وأنه بالإضافة لعامل السن مازال يعاني من مضاعفات النزيف الدموي الحاد في الدماغ الذي تعرض له قبل سنوات. ويعاني محمد بوكرين أيضا من مشاكل على مستوى الجهاز التنفسي إذ بسبب كثرة المعتقلات وسنوات الاعتقال التي جاوزت 16 سنة(60/67 – 73/76 – 81/82 – 82/83 – 83/1986)في المعتقلات السرية ( درب مولاي الشريف – لايا – مازيلا...) ومختلف السجون المغربية ، أصيب على إثرها بتعفن في الرئة كلفه العيش بنصف رئة . وفي علاقة بالموضوع أكد لبيب بوكرين أحد أبناء بوكرين الستة ،في تصريحات سابقة ل" هسبريس " أن عائلة بوكرين تعرضت طوال السنوات الماضية "للانتقام الذي يتجسد في تعذيب الأب ،وفي الوضعية التي عشناها ونعيشها حيث أصبح لبعضنا عقدا نفسية سواء من المجتمع أو من كثرة المضايقات التي تعرضنا لها بسبب اختطافات الوالد واعتقالاته الكثيرة" .وفي جواب عن سؤال يتعلق بمطالبة أعلى سلطة بالبلاد بالاعتذار أكد لبيب أن " اعتذار الملك هو المطلوب لأن اعتذاره سيكون بمثابة ضمانات أن لا يتكرر ما حصل ويحصل اليوم ". وحول مقاضاة العائلة للدولة المغربية، أكد لبيب أن عائلة بوكرين لها الحق أن تقاضي "الدولة على التشريد وعلى الوضعية المالية المتعلقة بالطرد من العمل وعلى الحرمان من الوالد ،خاصة مع استمرار وضع اعتقال الوالد ومحاكمته الملغومة " . وأضاف لبيب بوكرين في تصريحه ل" هسبريس " أن "عائلة بوكرين ترفض كما يرفض الوالد التقدم بطلب عفو لأن طلب العفو معناه أن بوكرين فعلا أخطأ ،لكن حقيقة الأمر أنه لم يخطئ إذ تهمة "إهانة المقدسات " كلها ملغومة وليست واضحة ،فوالدي يؤكد دوما على احترام الثوابت الدينية والوطنية ، كما أكد في تصريحاته أمام القضاء أنه يحترم الملك كشخص بصفته رئيس دولة فأين هي إهانة المقدسات."