حرم مدير السجن المدني ببني ملال المعتقل السابق بوكوس من زيارة رفيقه الشيخ محمد بوكرين ، المدان استئنافيا بثلاث سنوات حبسا نافذا بتهمة إهانة المقدسات . وكان الزائر حضر من مدينة القصر الكبير إلى بني ملال وقطع مسافة طويلة على متن الحافلة للاطمئنان على صحة بوكرين ، وتذكر سنوات الاعتقال التي قضياها معا في السجن. واصطدم بوكوس عضو المكتب الوطني لمنتدى الحقيقة والإنصاف، وكذا عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرفض القاطع لمدير السجن الذي يضيق الخناق على زوار محمد بوكرين ، وفق إفادة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع بني ملال . هذا الأخير يعيش ظروفا صحية مزرية بسبب مرض ارتفاع ضغط الدم، وتأثره بدخان السجائر الذي ينفثه نزلاء الحق العام الذين يتقاسمون معه غرفة الاعتقال ما أثر على وضعه الصحي ، سيما أنه يتنفس بنصف رئة بعدما أجريت له عملية جراحية سابقة كان من نتائجها بتر النصف الآخر. كما حرم محمد فاضل عضو مؤسس للجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف من زيارة رفيقه الأسبوع الماضي بدعوى مغادرة مدير السجن مكتبه. من جانبها ذكرت مصادر من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، أنه منذ صدور حوار صحفي لمحمد بوكرين في إحدى الجرائد الأسبوعية الوطنية ، تملصت الإدارة من كل التزاماتها ، وسارعت إلى منع زياراته باستثناء بعض أفراد أسرته ومحاميه ، فصار المدير يؤكد لكل من يحاوره في شأن تخفيف الخناق عن بوكرين أنه ليس سوى منفذ للأوامر ، و ليس بإمكانه فعل أي شيء إلا بعد تلقيه الضوء الأخضر في الموضوع. و نفى مدير السجن المحلي أن يكون بوكرين معتقلا للرأي ، لأنه لم يتوصل لحد الآن بوثيقة تثبت أنه سجين رأي . ويعتمد في قراره على قانون السجن الذي وقعه الوزير الأول السابق محمد اليوسفي الذي ينفي وجود معتقلي الرأي في السجون المغربية بعد سنة 1998 . لذا ، يحشر مدير السجن محمد بوكرين، يقول عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال مع سجناء الحق العام لمضاعفة معاناته وآلامه الجسدية التي تردت بشكل فضيع بعد حلول موسم البرد القاري . و أضاف المصدر ذاته ، أن ما يحدث للشيخ بوكرين مس بحقوقه ، وتراجع خطير في مجال الحريات العامة التي تقلص هامشها ، مقارنة مع ما سمي بسنوات الرصاص التي كان فيها السياسيون والنقابيون والجمعويون لا يحرمون من زيارة معتقلي الرأي ، في حين أن شيخا يناهز الثمانين من عمره يحرم من التواصل مع رفاقه الذين يأتون لمؤانسة وحشته في السجن الرهيب . واقترح مدير السجن المحلي بعد إلحاح أعضاء الجمعية بإيجاد حل لوضعية محمد بوكرين ، أن تتم زيارة المعتقل بوكرين خلال أسبوعين من طرف أربعة أشخاص فقط ، لكن محمد بوكرين رفض الاقتراح ، واعتبر ما يحدث في السجن المحلي ببني ملال مصادرة لحقوق المعتقل وتراجعا خطيرا عن مكتسبات تحققت بفضل نضال مرير . وأكد محمد بوكرين الذي كان يسعل بقوة لأعضاء الفرع الذين جالسوه 20 دقيقة بالزنزانة ، أن وضعية السجن ببني ملال مزرية على جميع المستويات ( الاكتظاظ، النظافة ، المراقبة الصحية ...) و أشار لمحاوريه أنه لم يستحم منذ أربعة أسابيع ما عرض جسده لتراكم الأوساخ وأثر على حالته الصحية والنفسية. وما يزيد من معاناته، أن السجن الذي يقض فيه مدة العقوبة يتعرض للرطوبة لوجوده في منطقة جبلية تتعرض للبرودة الدائمة، إضافة إلى أكوام دخان السجائر المتصاعدة من كل مكان ما يعرض حياته للخطر. ومازال محمد بوكرين يدرس إمكانية خوض إضراب لا محدود عن الطعام ، تقول الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع بني ملال ،احتجاجا على أوضاعه المزرية بالسجن المدني ، وتضييق الخناق عليه بمنع الزيارات عنه ، وكذا مطالبته إدارة السجن باعتباره معتقلا للرأي. و قال بوكرين لزواره من أعضاء الجمعية أنه بصدد إقناع أفراد أسرته لقبول قرار الإضراب عن الطعام الذي سينفذه إلى أن يرفع عنه الحيف ويتمتع بحقوقه كسجين للرأي. و تعتزم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع بني ملال بتنسيق مع المكتب المركزي وباقي الهيئات الحقوقية محليا ووطنيا ، تنظيم برنامج نضالي للدفاع عن حقوق السجين وبالخصوص سجناء الرأي، ومنهم محمد بوكرين الذي يكابد مرارة الاعتقال لأنه عبر عن رأي. ""