أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس عفوا على محمد بوكرين، السجين السياسي الأكبر سنا في تاريخ المغرب، وجاء هذا العفو يومه الجمعة خلال زيارته إلى محافظة بني ملال في الوسط المغربي. وكان السجين معتقلا بسجن بني ملال. وقد استفاد من العفو 16 شخصا آخر من معتقلي تظاهرة فاتح مايو أيار 2007 بمناسبة عيد الشغل، وكان ثمانية من هؤلاء المعفى عنهم رهن الاعتقال فيما كان يتابع تسعة آخرون في حالة سراح مؤقت. "" وكانت منظمات حقوقية نظمت الثلاثاء الماضي بالدار البيضاء وقفة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي ما أصبح يعرف بالمغرب بمعتقلي فاتح مايو، وطالب هؤلاء، على الخصوص، بإطلاق سراح محمد بوكرين (73 سنة) خاصة بعد تدهور حالته الصحية، وكان بوكرين حوكم بتهمة إهانة المقدسات، بعد مشاركته في وقفة تضامنية ببني ملال، حيث حوكم ابتدائيا بسنة حبسا نافذة، ثم تضاعف استئنافيا إلى ثلاث سنوات. وكان محمد بوكرين يوم رابع نونبر تشرين الثاني 1935 ولد بقرية تاكزيرت بمحافظات بني ملال، التحق في بداية شبابه، بمنظمة "اليد السوداء" التي كان يقودها المقاوم محمد الزرقطوني عام 1953، وكان بوكرين مشاركا في انتفاضة مسلحة مع الجيش المغربي عام 1960، وقد حوكم على عهد جد محمد السادس الملك محمد الخامس. وقد اعتقل في أحداث مولاي بوعزة 1973 وهي تمرد مسلح ضد الملك الراحل الحسن الثاني بقيادة لفقيه البصري، وعاد ليعتقل ويحاكم في العام 1983 بعد انشقاق حصل في حزب "الاتحاد الاشتراكي"، وقد اتهم بالهجوم على أملاك الغير، في إشارة إلى مقر حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، وخروج جناحه الراديكالي وإنشاء حزب "الطليعة"، ويوم سادس يونيو حزيران 2007 اعتقل بتهمة المس بالمقدسات. ظل هذا القيادي في اليسار المغربي الراديكالي لا يؤمن بالمشاركة في الحياة السياسية، كان غير راض على مشاركة رفاقه حزب الطليعة في الانتخابات التشريعية المغربية الأخيرة، وبرر ذلك، حسب موقف الحزب المذكور، بكون الشروط لم تنضج بعد من أجل المشاركة، لكنه وحسب نفس المصدر نفسه، لم يكن ليعارض قرار رفاقه بالحزب، وكان يقول هذا جيل جديد ومن حقه أن يتحمل مسؤوليته. بوكرين كان ومازال يحضر الوفقات الاحتجاجية والمسيرات التنديدية بغلاء الأسعار أو بالخروقات المسجلة في حقوق الإنسان أو بقضايا تهم العالمين العربي والإسلامي.ربما ستكون هذه المرة الأخيرة في مسيرة معتقل الملوك الثلاث، لكنه، وبالنظر إلى ما قام به، لن يتوانى عن الاستمرار في النشاط مع الجمعيات الحقوقية وينشط في الحزب السياسي الذي اختاره.