أكد الملك محمد السادس أنه يتعين الانكباب على جعل المناهج والمضامين التربوية تستوعب متطلبات العولمة وتتكيف معها إلى جانب اضطلاعها بالتربية على المواطنة والسلوكات المدنية، وفق ما ورد في الرسالة الملكية التي تلاها الوزير الأول عباس الفاسي صباح أمس في افتتاح المنتدى العربي الخامس للتربية والتعليم المنعقد في الصخيرات تحت شعار «التعليم في الوطن العربي والعولمة». من جهة ثانية، أوضح الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسسة الفكر العربي، التي تنظم الملتقى، أن انتقال المنتدى في طرح موضوع التعليم من المستوى المحلي إلى المستوى الخارجي العام يعد انتقالا في رؤية المنتدى لمعالجة قضايا التعليم في الوطن العربي على مستوى عام بوضعه في الأفق العولمي وما يستلزم ذلك من رهانات وارتباطات على مستوى واسع بالهويات الوطنية والثقافات المحلية والمكون العربي في مجال التعليم. وهو الموقف نفسه الذي أكد عليه الدكتور عبد العزيز التويجري، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، عندما اعتبر أن انعقاد الدورة الخامسة من المنتدى العربي للتربية والتعليم يأتي في مرحلة عصيبة يجتازها العالم العربي، تنعكس سلبا على التربية والتعليم في جميع مستوياته، داعيا إلى تجاوز الأمية بشقيها التقليدي والرقمي وتطوير البحث العلمي والرفع من مستوى الإنفاق عليه من أجل الانخراط في عالم التقانة. ووجدت هذه الأفكار تعبيراتها في كلمات الدكتور علي عبد الخالق القرني، المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، وفي كلمة عبد المنعم عثمان، مدير مكتب «اليونسكو» الإقليمي للتربية في الدول العربية، ومحمد القبيسي، الأمين العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو). ويدور المنتدى في خمس جلسات عامة و12 جلسة نقاشية، ويختتم غدا الجمعة بإصدار بيان ختامي يتضمن التوصيات التي سيسفر عنها المنتدى. وكان أحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، قد افتتح الجلسة العامة الأولى صباح أمس، والتي انتظمت في موضوع «أثر العولمة على التعليم في الوطن العربي» بمشاركة مجموعة من الوزراء والعمداء والمسؤولين عن التعليم في البلاد العربية. وقال اخشيشن في كلمته إن واقع التعليم في المنطقة العربية يدعو إلى مساءلة السياسات التعليمية واللغوية في الوطن العربي، وإلى استحضار المقوم اللغوي المشترك وإيجاد المعادلات الممكنة في مجال التربية والتكوين، وأشار إلى أنه لا بد أن يفكر العرب بصوت مسموع في المعضلات التي تتهدد التعليم في أوطانهم وإلى تلمس الإجابات الجماعية الممكنة، وتعميق النقاش في ظل العولمة الكاسحة. على مستوى آخر، لوحظ حضور عربي كبير في المنتدى، وبالأخص الحضور الخليجي من السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وسلطنة عمان، وهي الدول التي انخرطت مبكرا في في ملاءمة الجامعة مع محيطها الاقتصادي، مما أنتج الكثير من التناقضات المتصلة بموضوع هوية الوطنية، وهو الأمر الذي عبر عنه الدكتور علي محمد فخرو الذي رسم صورة قاتمة لوضع التعليم في المجتمع الخليجي، حينما قال إننا نعيش تعليما تهيمن فيه الوسائل مكان الغايات وتحكمه قيم السوق.