دعا الملك محمد السادس إلى "احترام الهوية العربية الإسلامية الأصيلة في منظومة التعليم". وقال في خطاب إلى "المنتدى العربي الخامس للتربية والتعليم" الذي بدأ أعماله أمس في الصخيرات تحت شعار "التعليم في الوطن العربي والعولمة"، إن "المؤسسات التعليمية مدعوة باستمرار إلى ملاءمة مناهجها وأساليب عملها مع ما يتطلبه تأهيل الموارد البشرية وتحسين أدائها وجودتها لخوض غمار العولمة وانفتاحها على المستجدات في تطوير أنظمة التربية والتأهيل في احترام لهويتنا العربية الإسلامية الأصيلة". وشدد على "ضرورة الانكباب على تقويم النظم التربوية وتحديد مواطن الخلل والقصور فيها ورصد كل الإكراهات والعراقيل التي يحملها اكتساح العولمة للعالم العربي"، مطالباً ب "تعميق المواطنة والممارسة الديموقراطية والارتقاء بمؤثرات التنمية". وحض على إيلاء عناية خاصة للشباب "لجعله أكثر تشبعاً بروح المبادرة والمسؤولية والانفتاح والاعتدال والتسامح". ورأى أن "دور المؤسسات التعليمية يكمن في منح الأجيال الجديدة الصاعدة أدوات الانفتاح والمنافسة والاهتمام بالقضايا العادلة والانشغالات الحقيقية للأمة". وأكد أهمية "ترسيخ التراث المشترك الذي تمثله اللغة العربية التي تستدعي جهوداً خاصة لتنميتها وتأهيلها من أجل امتلاك تكنولوجيا المعلومات وضمان حضور أكثر وزناً في قضاءات الاعلام والاتصال"، كما دعا إلى "تطوير المناهج التعليمية لاستيعاب متطلبات العولمة". من جهته، أكد رئيس "مؤسسة الفكر العربي" الأمير خالد الفيصل أن دورة المتندى «تتجاوز النطاق المحلي الى العالمية في اطار الجهود العربية الموازية التي تعاود النظر في هيكلة التعليم وإحداث الاصلاحات والتطويرات، طبقاً لمستجدات العولمة ومقتضيات الثورة التقنية المصاحبة". ودعا إلى "بلورة رؤية استراتيجية تكفل الإفادة من ايجابيات العولمة". وشدد على أن هذه الرؤية تندرج في إطار "حماية وتعزيز أشكال التنوع الثقافي وحق كل مجتمع في الحفاظ على ثقافته الخاصة وتهيئة البيئة الملائمة للصناعات الثقافية المتعددة. "" بيد أنه رأى أن التعليم في العالم العربي، وإن كان حقق ايجابيات في خفض نسبة الأمية والمساواة بين المرأة والرجل، فإنه «لا يزال على مسافة بعيدة من الانخراط في تيار المعاصرة الذي تحمله رياح العولمة في كل الاتجاهات".