من آخر تحف وكالة المغرب العربي للأنباء «الرسمية جدا»، نشرها ظهر أول أمس خبرا يتعلق ب«مراسيم تشييع جنازة الشاب المغربي بلال أرجاز الذي لقي مصرعه في بداية الأسبوع الماضي، إثر تعرضه لطلقات نارية من قبل عناصر الحرس المدني الإسباني بالجزيرة الخضراء»، وهو الخبر الذي لا أساس له من الصحة ويدخل في مسلسل نشرها لأخبار «تسابق» بها الزمن كعادتها كلما تعلق الأمر بأحكام قضائية ضد صحافيين مغاربة، حيث تعمد إلى نشر منطوق الأحكام قبل صدورها أصلا. لقد عودتنا الوكالة «الرسمية» للأنباء، أن تعطينا دروسا في أخلاقيات المهنة كل مرة وحين، بينما لم تكلف نفسها عناء «أخذ سماعة الهاتف»، كما هي عادتها دائما، للتحقق من خبر جنازة الضحية أرجاز، الذي استنكرت عائلته نشر خبر من وحي الخيال صادر من طرف وكالة أخبار رسمية تصدر بلاغاتها باللغة الصينية والكورية تحت شعار «الخبر مقدس». وفي إطار «تعليقنا الحر» على عمل هذه الوكالة، لا يسعنا سوى أن نستغرب طريقة عملها والهدف من نشرها لخبر لا مصداقية له حول تشييع جنازة ضحية مغربي مازالت جثته المثخنة بجراح طلقات رصاص الحرس المدني الإسباني تنتظر إعادة تشريحها في مستودع الأموات بمدينة الجزيرة الخضراء، وفق طلب العائلة، لمعرفة ملابسات الحادث. مثل هذه الأخبار «البعيدة عن أخلاقيات المهنة»، حسب قول صحفي إسباني، لا تزيد سوى في تشكيك وسائل الإعلام الدولية في بلاغات الوكالة التي تبين لمحكمة الاستئناف بمدريد يوم 21 يناير الماضي، إثر حكمها لفائدة الصحافي علي المرابط ضد أحد مراسلي الوكالة، أن هذه الأخيرة «تربطها علاقة بالمخابرات العسكرية المغربية (لادجيد) ووزارة الداخلية أكثر من وزارة الاتصال».