رفضت أسرة الشاب بلال أرجاز، الذي قتل يوم الاثنين الماضي برصاص عناصر الحرس المدني بالجزيرة الخضراء، استلام الجثة قبل إجراء تشريح مضاد لكشف ملابسات عملية إطلاق الرصاص التي حرمت هذه الأسرة من ابنها. ففي الوقت الذي رفض فيه أربعة أطباء شرعيين بالجزيرة الخضراء الامتثال لطلب دفاع العائلة إعادة تشريح الجثة لمرة ثانية لأسباب وصفتها عائلة الضحية «بالضغوطات» من قبل جهاز الحرس المدني الإسباني، يقوم القنصل المغربي بالجزيرة الخضراء بمكالمة العائلة ملحا على نقل القتيل ودفنه على وجه السرعة بمسقط رأسه بالفنيدق، «إن القنصل المغربي عوض الوقوف بجانبنا والتنديد بمقتل ابننا يلح علينا لدفنه دون إعادة تشريحه»، يقول إسماعيل أخو الضحية في لقاء مع «المساء». واستغربت مصادر مقربة من عائلة بلال، التي عاينت الجثة بالجزيرة الخضراء، ما تعرضت له من تشويه من خلال إحداث فتحة عمودية على مستوى البطن، والعمود الفقري وأخرى بالرأس، مما اضطرت معه إلى انتداب المحامي «رامون» لتتبع أطوار ملف القضية، الذي طلب إيفاد طبيب شرعي من مدينة إشبيلية. كما استغرب إسماعيل موقف القنصل العام للمملكة المغربية، الذي زعم أن الرصاصة التي قتلت أخاه بلال، أتت من خلف السيارة، « لو كانت فعلا من الخلف لقتلت صديق أخي الذي كان راكبا في الخلف عوض قتلها لبلال»، يقول إسماعيل. وأشارت عائلة الضحية استنادا إلى عبد الإله، وهو صديق الضحية الذي نجا من الموت داخل السيارة لحظة إطلاق الرصاص عليهم رفقة كل من بلال وصديق ثالث أنهم فوجئوا بسيارة بزجاج أسود غير كاشف تتبع سيارة بلال، حيث نزل منها شخص بلباس مدني وهو يصوب مسدسا باتجاهه، ويطلب منه إيقاف السيارة، ما جعل الأخير يعتقد بداية أن الأمر يتعلق ربما بعملية اعتداء، فحاول اللجوء إلى مقر الحرس المدني، لكنه فوجئ بأحد عناصره يطلق باتجاهه أكثر من ست طلقات نارية». ونفت الأسرة أن يكون ابنها بلال حاول «اختراق حاجز أمني» كما زعمت السلطات الإسبانية، أو كونه في وضعية غير قانونية وذا سوابق قضائية، «لا نعرف من أين تأتي السلطات الإسبانية بهذه المعلومات، بلال كان في وضع سليم وسجله القضائي ناصع البياض»، تقول أسرته. لا أحد يعرف، إلى حد الآن، دواعي إطلاق النار على راكبي السيارة، كما أن رجال الحرس المدني والخبراء لم يجدوا أية قطعة سلاح معهم، بالإضافة إلى أن أحد ركاب السيارة الثلاثة يتوفر على جنسية إسبانية، ويشتغل بنفس الميناء، وهو شخص معروف من طرف العناصر الأمنية. «ماذا تفعلون؟!»، تلك كانت أخر جملة صرخها بلال لحظة تلقي جسده لطلقات رصاص الحرس المدني التي أردته قتيلا ثلاثة أيام قبل موعد عقد قرانه.