لا زال أطباء المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس يواصلون تدخلاتهم الطبية من أجل استخراج 4 رصاصات كان قد أصيب بها شاب في ال28 من عمره ليلة الاثنين/ الثلاثاء في حي النخالين بالمدينة العتيقة. وتجري هذه العمليات وسط حراسة أمنية مشددة على الشاب عبد الرحيم ولد الخمار المتهم بتكوين عصابة إجرامية واختطاف امرأة واستعمال السلاح الأبيض في مقاومة رجال الأمن أثناء تدخلهم لإلقاء القبض عليه. وبمستودع الأموات في المستشفى الإقليمي الغساني يرقد أخ هذا الشاب في انتظار استكمال التشريح الطبي، وذلك بعدما أصيب في نفس الحادث بطلقة رصاص على مستوى البطن أردته قتيلا في التو. وترفض عائلة الضحية استلام جثة الشاب زهير ولد الخمار، وكان قيد حياته أصما وأبكما، وتطالب بفتح تحقيق نزيه في التدخل الأمني وإطلاق رصاصات تصفها بالطائشة في اتجاه ابنيها. ويحكي تقرير إخباري موجه إلى الوكيل العام لمحكمة الاستئناف أن تدخل رجال الأمن جاء من أجل إنقاذ امرأة كانت ضحية محاولة اختطاف من قبل ثلاثة أشخاص، قبل أن يقرر أحدهم الاستعانة بسلاحه الناري وإطلاق خمس رصاصات أصابت الأخوين المتهمين باستعمال السلاح الأبيض في مقاومة رجال الأمن. وبالرغم من أن رجال الأمن لم يتمكنوا لحد الآن من تحديد هوية الشاب الثالث الذي كان مرافقا للأخوين، فإنهم يؤكدون أن تدخلهم كان من أجل إنقاذ المرأة المختطفة من أيادي شبان كانوا في حالة سكر وتخدير، وهو التدخل الذي قال التقرير إنه نجمت عنه إصابة حارس أمن الوجه، وأصابت رصاصة أخرى طائشة أحد المارة في أسفل فخذه الأيسر. وتحدث التقرير عن استعمال الشبان الثلاثة لأسلحة بيضاء ذكروا منها الساطور والسيوف والمدية. وفي الوقت الذي يورد فيه التقرير الأمني أن الشاب توفي على متن سيارة الإسعاف أثناء نقله إلى المستشفى الجامعي، تشير عائلة الضحية ومعها مجموعة من شبان هذا الحي، إلى أن المتوفى لفظ أنفاسه الأخيرة وهو مقيد اليدين بأصفاد رجال الأمن بسبب تأخر الإسعاف وتمادي رجال الأمن في «تضييق الخناق» عليه خوفا من مقاومته أو فراره. ونفت أم الشابين أن يكون ابناها قد اختطفا أي امرأة، مؤكدة أن ملف الاختطاف أعد بإتقان من قبل رجال الأمن لإبعاد المسؤولية عنهم وإحكام التهمة على ابنيها. وقالت إنها سبق أن توجهت إلى الدائرة الأمنية التي يتبع لها هذا الحي بالمدينة العتيقة يوم الخميس الماضي لوضع شكاية ضد أحد تجار المخدرات بالمنطقة تتهمه العائلة بمحاولة الاعتداء المتكررة على ابنها، لكن مسؤول هذه الدائرة رفض الاستماع إلى شكايتها. وظلت الأزمة التي نشبت بين أحد أبنائها وتاجر المخدرات مفتوحة بسبب قطعة حشيش اشتراها من التاجر يقول إنها مغشوشة. وقد توقف النزاع بين الطرفين لحوالي أربعة أيام قبل أن تعود إلى الظهور مجددا، وتم الاعتداء من قبل أشخاص مجهولين على الشاب زهير، وأخبر رجال الأمن بحادث «انفلات» حيث عمدوا إلى التدخل واستعملوا السلاح الناري، بالرغم من عدم وجود أي مقاومة.