نقل شهود عيان أن الحملة الأمنية لرجال الدرك بمنطقة سيدي علي بن حمدوش لم تمنع الشواذ، الذين يتمسكون بالتبرك بشجرة للاعيشة، من الوصول إلى الفضاء الذي يحتضن هذا الموسم. المصادر أشارت إلى أن هؤلاء يفضلون قطع الطريق من مكناس إلى هذه المنطقة مشيا على الأقدام وعبر الجبال والأحراش، وذلك لكي لا تلتقطهم أعين السلطات التي شنت عليهم حربا استباقية. وهكذا، فإن هؤلاء الشواذ يضطرون أمام هذا الوضع الأمني المشدد، إلى قطع حوالي 25 كيلومترا مشيا على الأقدام. لكن المصادر نفسها، أوردت أن السلطات تنبهت إلى هذه «الحيلة» وبدأت تعمد إلى «تفتيش» كل من شكت فيهم من الشبان الذين يتجولون في فضاءات الموسم. ويعمد رجال الدرك عادة إلى إلقاء القبض على كل شاب وشمت يداه بالحناء، وهي عادة يحرص الشواذ على التمسك بها في كل دورة جديدة لهذا الموسم. وفي السياق ذاته، علم بأن أحد المقاولين الشباب المنحدرين من مدينة تازة هو الذي رست عليه صفقة تدبير شؤون هذا الموسم بمبلغ مالي وصل إلى 168 مليون سنتيم، وهو أعلى مبلغ يسجله تفويت الموسم عبر تاريخه. ويتخوف هذا المقاول من أن تؤدي هذه الحملة الأمنية على الشواذ إلى إفلاسه، خصوصا وأن زياراتهم وطقوسهم في الموسم تشكل الجزء الأكبر من سر نجاح هذا الموسم. وكان الموسم قد فوت في السنة الماضية بمبلغ 114 مليون سنتيم. وتدر هذه الصفقات مبالغ كبيرة، نظرا إلى كون المقاول المشرف هو الذي يستفيد لوحده من عائدات ما يجود به الزوار على الأضرحة بالمنطقة من هدايا، تتجلى في الإبل والأبقار والخرفان وغيرها. وعادة ما تعرف أثمنة اللحوم البيضاء والحمراء بهذا الموسم انخفاضا كبيرا يستغله بعض التجار والسماسرة لإخراجها منه وإعادة تسويقها في المناطق المجاورة. هذا بالرغم من أن المصالح البيطرية تقول إنها تشدد المراقبة على مثل هذه الممارسات. وينتظر أن يشهد اليوم الجمعة أوج الاحتفالات بهذا الموسم. كما سيشهد احتفالات في المكان العام. وستُحيى ليلة الجمعة/السبت من قبل الزوار. وعادة ما تستغل هذه الليلة للقيام بأعمال الشعوذة والسحر من قبل مرتادي هذا المكان، خصوصا من قبل الشواذ ومن قبل عوانس يأتين للتبرك بغرض الزواج.