وجه المسرحي الكندي جيرار لوباج كلمة دالة إلى كل مسرحيي العالم، واختار أن يركز على أهمية الإضاءة في العمل المسرحي منذ سوفوكل إلى الآن. يجر جيرار لوباج هذا المتخرج من معهد الفنون الدرامية في كيبيك وراءه تاريخا من الممارسة المسرحية الجريئة التي انتقلت إليه من عدوى المسرح الفرنسي، هو الذي تلقى تدريبه المسرحي على يد المسرحي الفرنسي آلان كناب في باريس، وسوف نجد هذا التأثير في العديد من الأعمال المسرحية التي قدمها هذا المخرج على خشبة المسرح الكيبيكي. من أهم الأعمال التي أخرجها إلى المسرح يمكن أن نذكر مسرحية «العاصفة» لويليام شكسبير ومسرحية «سليستينا» لفريناندو دوروجاس و»حب ليلة صيف» لشكسبير أيضا، كما أخرج أيضا مسرحية «ماكبث»، وحول مسرحية «زيارة السيدة العجوز» للكاتب المسرحي فريديك دورينمات أيضا إلى خشبة المسرحية، وتعامل كذلك مع مسرح بيرتولد بريشت عندما أخرج له مسرحية «الأم شجاعة وأبناؤها» ومسرحية «حياة جاليلي». كما كتب إلى المسرح مسرحية «فينشي» والتي قام بإخراجها أيضا ولعب فيها الدور الرئيسي. واخرج مسرحية جيرار بيبو «حكايات خارجة من الدرج». لم يكن جيرار لوباج مجرد مؤلف وكاتب ومخرج مسرحي وممثل بل امتد مجال اهتمامه إلى السينما، ومن الأعمال التي أخرجها يمكن ذكر فيلم «البوليغراف» وفيلم «لا» وفيلم «عالم ممكن» وفيلم «الواجهة الخفية من القمر»، كما أخرج عددا من العروض الأوبيرالية، وفي حوزته رزمة كبيرة من الجوائز من بينها جائزة أوروبا للمسرح وجائزة حلقة النقاد في العاصمة وجائزة أحسن راوي مستقبلي وجائزة الجمهور في مهرجان فارسوفيا المسرحي وجائزة الأقنعة في تورنتو وجائزة أحسن إنجاز في مهرجان «نيون» في سويسرا. إنه أحد الوجود المسرحية القليلة اليوم التي تجاور في اهتمامها بين الكتابة والسينما والأداء، جاعلا من العمل الإبداعي مجالا للبحث العلمي وللتأمل في حال فنون الفرجة، وما الكلمة التي كتبها في اليوم العالمي للمسرح إلا دليلا على الفهم الخاص للمسرح ودوره في الحياة وبالأخص تركيزه على لعبة الإبهار وعلى الأهمية البارزة التي تحتلها الإضاءة في العمل الفني، سواء كان سينما أو مسرحا، لأن الضوء في نظره بمثابة الكاشف للمشاعر والأحاسيس البشرية، والمرآة التي تعكس الجهد الإبداعي في العمل الفني. اشتغل لوباج في بداية حياته الفنية على الأقنعة، فالقناع لا يخفي وإنما هو بمثابة آلة عميقة كاشفة لجحافل الأحاسيس والمشاعر، وحين يتحدث القناع تسقط كل الوجوه، ويصبح القناع هو الوجه الحقيقي.