أعلنت جبهة البوليساريو رسميا عزمها إقامة الاحتفالات المخلدة للذكرى ال35 لما تسميه اندلاع الكفاح المسلح بمنطقة تفاريتي. وكشف عبد القادر الطالب عمر، عضو الأمانة الوطنية والوزير الأول لدى حكومة البوليساريو ورئيس اللجنة التحضيرية المشرفة على هذه الاحتفالات، أن الرسالة التي يهدفون إلى إيصالها، من خلال هذا الحدث، هي «استنفار عزائم وهمم الشعب الصحراوي ووضعها على محك التأهب واليقظة ورفع وتيرة التجاوب مع انتفاضة الاستقلال». ويتضمن برنامج هذه الاحتفالات، حسب محمد الأمين البوهالي وزير دفاع الجبهة كما استعرضها خلال أشغال اللجنة التحضيرية التي انعقدت بداية الأسبوع الجاري، القيام باستعراضات عسكرية، حيث كشف عما تتطلبه من إعداد وتدريب. وستكون هذه الاحتفالات على مرحلتين، الأولى في منطقة تندوف، والثانية بمقر الاحتفالات الرسمية بتفاريتي. من جانبه، اعتبر علي نجاب، طيار حربي سابق قضى 25 سنة أسيرا لدى جبهة البوليساريو، إقدام هذه الأخيرة على إقامة احتفالات تخلد تلك الذكرى بالمنطقة العازلة خرقا واضحا لاتفاق وفق إطلاق النار، الذي أشرفت عليه الأممالمتحدة والذي يلزم الطرفين بعدم القيام بأي أنشطة من شأنها أن تجدد المواجهات من جديد. وأوضح نجاب، في تصريح «المساء»، أن القوات المسلحة الملكية، التي ترابط بالمنطقة، صارت ملزمة الآن بالرد على هذه التحركات، ومفروض عليها ألا تتساهل مع عناصر البوليساريو، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه سبق للقوات المغربية أن تدخلت في بداية التسعينات داخل المنطقة العازلة وفرضت على ميليشيات البوليساريو التقهقر داخل التراب الجزائري، مضيفا أن أي مواجهة محتملة سكون لامحالة مواجهة مع القوات الجزائرية التي تقف حقيقة وراء هذه التحركات. إلى ذلك، ذكرت مصادر مطلعة أن القوات المسلحة الملكية المغربية قد تم وضعها، منذ مدة، في حالة استنفار قصوى مباشرة بعد تلويح الجبهة، خلال مؤتمرها الأخير بورقة العودة إلى حمل السلاح. وتشير المعطيات الميدانية بالمنطقة العازلة إلى إمكانية وقوع حرب بين جبهة البوليساريو والمغرب، حيث أنهت القوات المسلحة الملكية مناورة عسكرية واسعة النطاق، كما تجري حاليا تحركات مكثفة للقوات وعمليات إعداد لوجستيكية هائلة في الداخلة وآوسرد والجنوب الشرقي المغربي. وكشفت المصادر ذاتها أن القوات المسلحة الملكية المغربية أعدت سيناريوهات عدة استعدادا لهذه الحرب المتوقعة، كما أعدت خططا لمواجهة كافة الاحتمالات، وأنه لهذا الغرض تم تدريب 10 آلف جندي مغربي على حرب العصابات من طرف خبراء أمريكيين، كما تم وضع جميع عناصر الجيش المغربي في حالة استنفار.