- هل يمكن أن تقدم وصفا لمصطلح «السياحة الجنسية» كما هي متعارف عليها في أوساط الشرطة الدولية؟ < مصطلح «السياحة الجنسية» تم اختراعه من طرف وسائل الإعلام، وهو يعني أن سياحا ينتقلون من بلدانهم إلى بلدان ومناطق فقيرة من أجل إقامة علاقات جنسية. - لماذا يبحث سياح البلدان الغنية عن إقامة علاقات جنسية مع أطفال من البلدان الفقيرة؟ < هناك نوعان من السياح. الشريحة الأولى هم أولئك السياح الذين يقضون عاما كاملا في توفير بعض المال من أجل أن يقيموا علاقات جنسية مع أطفال البلدان التي سيزورونها، وهناك نوع آخر من السياح من الذين يزورون عددا من البلدان، وعندما يكتشفون أن إقامة علاقات جنسية مع الأطفال صارت شيئا عاديا، فإنهم لا يترددون في ذلك. - إلى أي حد يمكن اعتبار السياحة الجنسية جريمة يعاقب عليها القانون؟ < الشرطة الدولية منشغلة بالخصوص بقضية الاستغلال الجنسي للأطفال في السياحة الجنسية. أعتقد أنه يجب سن قوانين في البلدان الأوروبية تسمح بمتابعة السياح الذين يستغلون الأطفال جنسيا في البلدان التي يسافرون إليها. - ما هي نسبة النساء السائحات في خارطة السياحة الجنسية؟ < هناك سائحات يسافرن إلى بلدان أخرى من أجل إقامة علاقات جنسية مع شباب، غير أن الأغلبية الساحقة من المتورطين في السياحة الجنسية هم رجال، وهؤلاء يستغلون النساء والأطفال على حد سواء. - هل تعتقد أن التطور التكنولوجي أصبح يسمح اليوم بالكشف عن المتورطين في السياحة الجنسية؟ < من الطبيعي أن يساعد التقدم التكنولوجي على ذلك، غير أن الطريقة الوحيدة والفعالة التي يمكن بها حاليا دفع المتورطين إلى العدالة هو عندما يتم التبليغ عنهم من طرف متضررين، وهذا شيء لا يتم إلا نادرا. المشكلة أن السياحة الجنسية تتم عبر شبكات منظمة، حيث يقوم الوسطاء بقبض المال ويسلمون بضع دولارات فقط للأطفال أو النساء المستغَلين. يجب أن نكون واقعيين ونقول إنه من المستحيل أن نعرف مثلا كم يوجد في طائرة متوجهة إلى بلد فقير من ركاب ينوون ممارسة السياحة الجنسية. إن دورنا الحالي في الشرطة الدولية ينصب بشكل أساسي على محاولة التوعية وتنبيه وكالات الأسفار والسياح في ما يخص السياحة الجنسية. من المؤسف أن سياحا كثيرين يقيمون علاقات جنسية مع أطفال فقراء ثم يعتقدون أنهم أنقذوا أولئك الأطفال من الجوع. هذه وسيلة غبية وخرقاء في التفكير. - ما هي الوسائل القانونية والشرعية التي تملكها الشرطة الدولية من أجل محاربة السياحة الجنسية؟ < لدينا فرقة خاصة من أجل محاربة الجريمة المنظمة ضد الأطفال، وهذه الفرقة تعقد اجتماعين في السنة ولها فروع في عدد من البلدان المعنية بظاهرة السياحة الجنسية. نحاول أيضا التعرف على آخر الوسائل والحيل المعتمدة في مجال الاستغلال الجنسي للأطفال، كما نعمل على كشف ممارسي هذا النوع من السياحة ونتتبع أثرهم. - ما هي النسبة المائوية للسياح من مستغلي الأطفال جنسيا؟ < من الصعب معرفة ذلك، لكنهم كثيرون. الدليل على ارتفاع نسبة هؤلاء هو عدد المواقع على شبكة الأنترنت التي تقدم خدمات جنسية، والتي تعد بالمئات. - هل يوجد أشخاص يتم استغلالهم كعبيد جنسيين؟ < في الصين مثلا توجد الكثير من النساء اللواتي يتم اختطافهن وبيعهن من أجل الاشتغال في المنازل أو منظفات، خصوصا في القرى والبوادي، لكنهن في النهاية يصبحن عبيدا في مجال الاستغلال الجنسي. وفي عدد من البلدان الفقيرة هناك عمليات بيع واسعة لأطفال ما بين الثالثة عشرة والخامسة عشرة من العمر، وهؤلاء يتم بيعهم من طرف ذويهم بمبلغ يتراوح ما بين 400 و500 دولار. هؤلاء الأطفال الذين يتم بيعهم يبدأ استغلالهم في شبكات الدعارة منذ اليوم الأول، حيث إن عضوا في شبكة إجرامية لاستغلال الأطفال يربح في اليوم الواحد ما لا يربحه في سنة كاملة من العمل العادي. - هل يعاقب الآباء الذين يبيعون أطفالهم؟ < هناك آباء يقولون إنهم لم يبيعوا أبناءهم، وإنهم أرسلوهم فقط إلى بلدان غنية لكي يعيشوا أفضل. هناك أيضا مشكلة أخرى وهي أن البنات الصغيرات السن يرفضن التقدم ببلاغات ضد آبائهن الذين باعوهن خوفا من أن يتعرضوا لأذى. المشكلة أن هناك طلبا متزايدا على الأطفال من أجل استغلالهم في شبكات الدعارة الجنسية، حيث إن مرحلة الطفولة تمر بسرعة، وهذا ما يجعل هذه الشبكات الإجرامية تبحث باستمرار عن أطفال جدد يعوضون الأطفال القدامى. - هل يوجد فارق بين السياحة الجنسية في البلدان الفقيرة وبين السياحة الجنسية في البلدان المتقدمة؟ < السياح الجنسيون الذين يقصدون البلدان المتخلفة يعرفون أن الأطفال هناك متوفرون مقابل حفنة من الدولارات. أما إذا قصدوا بلدا متقدما في أوروبا أو أمريكا فإنهم يعرفون أنه من الممكن جدا التبليغ عنهم. في البلدان الفقيرة تتورط أجهزة الشرطة في السياحة الجنسية، وفي البلدان المتقدمة القانون يخيف السياح الجنسيين.