كممثل لا مشكل لدي في الكشف عن هويتي كمحب للوداد البيضاوي، وأظن أن تشجيع الفنانين لفرقهم المفضلة سواء الرجاء أو الوداد أو الجيش أو المغرب الفاسي.. لن يقف حاجزا بينهم وبين تشجيع الجمهور المغربي لهم لأن الحكم سيكون على أعمالهم بمعيار فني وليس كروي، وهنا أبوح بفكرة تراودني منذ مدة وهي تأسيس جمعية للفنانين الوداديين، وأتمنى أن أقنع زملائي الفنانين الرجاويين بالقيام بنفس العمل، نفس الشيء بالنسبة لبقية الفرق، وهذا يدخل في إطار الإئتلاف الوطني للثقافة والفنون الذي يمكنه مثلا أن يبرمج مباريات في رفع الستار تجمع أهل الفن، وبهذا يمكن للفنان أن يساهم في تلطيف الأجواء وجلب الاحتفالية وبالتالي محاربة الشغب. كرة القدم لا يمكن أن تخرج عن إطارها الاحتفالي فهي بالنسبة لي فن قائم الذات، فعندما نتحدث عن بودربالة أو ظلمي أو بصير أو بنعبيشة أو أيت العريف أو العلودي واللائحة طويلة فإننا نتحدث عن فنانين يوزعون الفرجة على المتفرجين. وكما لا يخفى على أحد فإن هناك لاعبين غيروا أقمصتهم من الأحمر إلى الأخضر أو العكس دون أن يؤثر ذلك على وفائهم لفريقهم الأصلي فالحب للحبيب الأول. أكيد أنني أريد أن يفوز فريقي لكن هذا لا يمنع من تهنئة الخصم إذا انتصر، لأن المنتصر الأول في الكرة هي الروح الرياضية، وعلى الرغم من كوني ودادي القلب فإنني لا أتردد في تشجيع الرجاء أو الجيش في مبارياتها ضد الفرق الأجنبية، لكنني لن أكون بدهاء عادل إمام وأقول إنني زمهلكاوي، أظن أنه من المستحيل أن تكون وداديا ورجاويا في نفس الوقت. أتأسف لخروج الرجاء من دوري أبطال العرب وكنت أود أن نعيش نهاية مغربية صرفة، لكنني على يقين بأن الرجاء سيتجاوز هذه العثرة ليس على حساب الوداد طبعا، ولأنني منخرط فإنني لا ألمس في نفسي الكفاءة اللازمة للمساهمة في تسيير نادي من حجم الوداد. أذكر أنه قبل 20 سنة تابعت مباراة مسائية بمركب محمد الخامس وفي النهاية لم أجد وسيلة نقل، قكنت مضطرا لقطع المسافة الفاصلة بين الملعب ومنزلي على الأقدام بالرغم من طولها، ولما وصلت البيت متأخرا كان العتاب القوي والتلويح بالعصا، لكنني تحملت العقوبة لأنني أحب الوداد وعاشق للرياضة حيث لعبت ثلاث سنوات لفريق الفتوة بقميص أخضر، لأن المدرب العزيز فكري كان رجاويا. * فنان