عندما واجه الرجاء البيضاوي فريق أسيك أبيدجان الإيفواري سنة 1998 في إطار منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، أثار الأرجنتيني أوسكار فولوني الذي كان يقود الفريق الإيفواري الانتباه بطريقته في إدارة المباراة، والكيفية التي كان يحفز بها لاعبيه. وعندما انتهت المباراة تحدث بإعجاب عن فريق الرجاء، وهو ما اعتبره كثيرون وقتها إشارة منه لرغبته في قيادة الفريق. ولم يمض كثير من الوقت حتى وجد أوسكار نفسه مدربا لفريق الرجاء، ونجح في ظرف زمني قصير في أن يحظى بود اللاعبين والجمهور، فقد كان يظهر حبا كبيرا للفريق، وكان يدفع لاعبيه للعطاء بسخاء. في سنة 1999 سيكتب أوسكار فصلا لافتا للانتباه في مسيرته مع الفريق، عندما قاده لنهائي عصبة الأبطال أمام الترجي، توقع كثيرون أن يحسم الفريق التونسي النهائي لصالحه، سيما بعد التعادل السلبي الذي عاد به من مدينة الدارالبيضاء، غير أن اوسكار لم يتردد في القول، إن لاشيء حسم وأن اللقب سيكون رجاويا. في مباراة الإياب وجد اوسكار نفسه محروما من خدمات عدد من لاعبيه، لكنه اختار لغة المجازفة، ودفع بلاعبين شباب. ورغم ظلم التحكيم وإصرار اللاعبين على الصيام، فإن فريق الرجاء سيتمكن من العودة بلقب تاريخي بعد فوزه بالضربات الترجيحية، بل وضمن تأهله إلى نهائيات كأس العالم للأندية التي أقيمت لأول مرة بالبرازيل في سنة 1999. لم تقف إنجازات أوسكار مع الرجاء عند هذا الحد، فقد حاز معه على لقب كأس السوبر الإفريقية والكأس الأسيوية الممتازة فضلا عن البطولة الوطنية وكأس العرش، ليصل المجموع إلى خمسة ألقاب. عندما تحول أوسكار نحو الغريم التقليدي الوداد، نجح مرة أخرى في العزف على وتر المتعة، وهو يقود الفريق للفوز بلقب كأس الكؤوس الإفريقية أمام اشانتي كوتوكو الغاني. اليوم عاد اوسكار مجددا للوداد، وهو يعرف القيمة الكبيرة لمباريات الديربي، وأنها تعادل الفوز بلقب البطولة، فقبل موسمين تسببت هزيمة للرجاء أمام الوداد في رحيله عن الفريق، لذيك فإنه سيضع يده على قلبه وهو يقود الوداد في مباراة يعتبرها ردا للاعتبار بالنسبة له. لأوسكار قدرة غريبة على تحفيز اللاعبين، وفي الحديث معهم، لذلك لا يتردد كثيرون في وصفه بالفيلسوف، وهو أيضا ثاني أكثر مدرب تتويجا بالألقاب في العالم بعد الاسكتلندي اليكس فيرغسون. أوسكار أشبه بالرحالة، فهذا الرجل جاب عددا من البلدان وقاد مجموعة من الفرق، وفي كثير من الأحيان كان التوفيق يحالفه.