تبعا للمقال السابق حول عرض مجموعة من الأشخاص في مدينة سبتة لقطع من الأسلحة لعسكري مغربي سابق، اتصل هذا الأخير ب«المساء» من أجل تسليط مزيد من الضوء حول هذا الملف الغامض. «أعتقد أنهم يخططون لعمل إرهابي بإسبانيا أو يستهدفون إحدى الشخصيات الدبلوماسية هناك»، يجزم العسكري السابق (ح) ل«المساء». أطوار هذا الملف اللغز بدأت منذ عشرة أيام تقريبا، ففي أحد الأيام وبينما كان (ح) في مدينة سبتة، سمع ثلاثة أشخاص ينادونه باسمه، «اعتقدت للوهلة الأولى أنه ربما كانت لي علاقة صداقة عابرة بأحدهم»، يقول العسكري المغربي السابق. تعرف (ح) على أحدهم بحكم أنه سبقت له رؤيته في مدينة الفنيدق، «لا أعرف اسمه، لكنه يبلغ ما بين 25 و30 سنة من العمر»، يقول، بعدها قام الثلاثة بدعوة العسكري السابق إلى ركوب سيارة «غولف»، حينها، يقول (ح)، «رأيت قطعة سلاح كلاش (كلاشينكوف) وقذيفة مورتير (هاون) وكمية من مسحوق (بارود) مخزنة في كيس داخل مقعد السيارة»، قام الثلاثة بعد ذلك بعرض أكثر من عشرة ملايين سنتيم على (ح) مع تهريبه إلى إسبانيا على متن دراجة بحرية، «أوضحوا لي أنهم سيقومون بتهريبي عبر جيت سكي إلى إسبانيا، لكوني لا أتوفر على تأشيرة عبور قانونية». يتكلم العسكري المغربي السابق بسرعة مفرطة وكأنه يود أن يتخلص من تداعيات هذا اللقاء الذي جمعه بأشخاص لا تربطه بهم أية معرفة سابقة، حسب قوله. «بالتأكيد، إنهم يتوفرون على الجنسية الأوربية وبالتحديد الإسبانية، فقد رأيت جوازات سفرهم الحمراء» يضيف (ح). وعندما استفسرته «المساء» عن أسباب وقوع اختيار الشبكة بالتحديد عليه لتنفيذ عملية ما في إسبانيا، لم يجد تفسيرا لذلك، «لقد كانوا يعرفون كل التفاصيل عني، وعن عملي السابق في الجيش المغربي»، يجيب (ح). سبق لمسؤولين في مديرية المحافظة على التراب الوطني (الديستي)، ومديرية الدراسات والمستندات (لادجيد) أن انتقلوا منذ أيام إلى مدينة سبتة للقيام بتحريات مكثفة بتنسيق مع نظرائهم الإسبان بشأن هذه الملف الذي جرت وقائعه بشارع غارسيا ألدافي بمدينة سبتة، «أنا بنفسي من قام بإخبار الشرطة الإسبانية والمغربية بالأمر»، يقول (ح). وفي رده على سؤال «المساء» حول جرأة الأشخاص وعرض الأسلحة عليه مع مقدار مالي كبير دون سابق معرفة به، يجيب (ح) أن الأجهزة الأمنية الإسبانية والمغربية طرحت عليه نفس السؤال مرارا، لكن حسب قوله ربما يعود ذلك «إلى كونهم مهتمين بشخص لديه اطلاع بالأسلحة وكيفية استعمالها» يقول العسكري المغربي السابق والبالغ من العمر 27 سنة. فإلى حدود اللحظة، لم تتمكن الأجهزة الأمنية سواء المغربية أو الإسبانية من التعرف على الأشخاص ولا على مخططهم أو الجهة التي تقف وراءهم. يوم أول أمس كان (ح) كعادته في مدينة سبتة التي «يشتغل» فيها منذ مدة، «قدمت استقالتي من صفوف القوات المسلحة الملكية لكوني أستحق رتبة عسكرية أكبر من التي منحوها لي»، يقول ل«المساء»، موضحا أن مستواه الجامعي يؤهله لرتبة عسكرية أفضل من التي خصصت له حينها. وبصرف النظر عن تحديد هوية أصحاب هذه الأسلحة، فإن ما يهم الأجهزة الاستخباراتية المغربية والإسبانية بالأساس هو تحديد مصدر هذه الأسلحة ومن يقف وراءها وما علاقة المغاربة بها والهدف منها، «توصلت بمكالمة هاتفية من الأشخاص الثلاثة، لقد وصلوا مدينة مدريد. ربما يخططون لعمل إرهابي بإسبانيا أو لاغتيال مسؤول دبلوماسي»، يؤكد (ح)، مضيفا أنه اعتذر لهم بحجة أنه متزوج وزوجته تتلقى العلاج.