اعتقلت عناصر من جهاز الاستعلامات العامة بولاية أمن القنيطرة، خلال منتصف نهار الاثنين الماضي، سبعة مشجعين للنادي القنيطري، يقطنون بأحياء مجاورة لساحة بئر أنزران. وأفاد مصدر مطلع بأن الشرطة اقتادت المعتقلين عبر سيارة إلى مقر ولاية الأمن، حيث جرى الاستماع إليهم بخصوص لافتة رفعها جمهور المدرجات المكشوفة، أثناء المقابلة التي جمعت «الكاك» بفريق الكوكب المراكشي، عشية الأحد 9 مارس الجاري، أعلنوا من خلالها تضامنهم مع أطفال غزة المحاصرة، وأحرقوا العلم الإسرائيلي تنديدا بالجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين. وأفاد المصدر ذاته بأن الشبان السبعة، المتراوحة أعمارهم ما بين 17 و26 سنة، والمعروفين بحبهم ل«الكاك»، فوجئوا حين تناهى إلى مسامعهم، صباح الإثنين الأخير، أن رجال أمن بالزي المدني يمتطون سيارة، يبحثون عن أماكن سكناهم بين دروب منطقة ديور البلدية، التابعة إداريا لنفوذ المقاطعة الحضرية الثالثة، دون أن يعلموا أسباب ودواعي السؤال عنهم، مضيفا أن أحد هؤلاء الشبان «إ ص»، هو من قدم نفسه لعناصر الاستعلامات العامة، قبل أن يلتحق به باقي زملائه (ج، م)، (أ، ع)، (ح، ن)، في محاولة منهم لاستجلاء حقيقة الأمر، خاصة وأنه لم يسبق لهم أن تلقوا أي استدعاء من أية جهة أمنية يفيد بأنهم مطلوبون في قضية من القضايا، مؤكدا أن عملية اقتيادهم من طرف العناصر الأمنية المذكورة خلفت نوعا من الهلع والخوف في نفوس أهاليهم وذويهم الذين فضل البعض منهم الانتقال مباشرة إلى مقر ولاية الأمن، للاستفسار عن مصير ابنه. ووفق المصدر نفسه، فإن الاستنطاق الذي خضع له المشجعون السبعة، الذين يشكلون إلى جانب الآلاف من الشباب القنيطري ما يعرف ب»حلالة بويز»، خضعوا لاستنطاق، بشكل منفرد، دام أزيد من ثلاث ساعات دون توقف، انصبت خلاله أسئلة المحققين حول الجهة التي كانت وراء حرق العلم الإسرائيلي ورفع لافتة التضامن مع أطفال غزة في يوم مباراة فريقهم ضد الكوكب المراكشي بالملعب البلدي بالقنيطرة، وما إذا كان المستنطقون ينتمون إلى جماعة أو تنظيم إسلامي، سواء كان محظورا أو مرخصا له، نظير حزب العدالة والتنمية، وحول «زعيمهم» الذي يقود تنظيمهم داخل الملعب ويلقنهم الشعارات، وحول مصادر الأموال التي يصرفونها في شراء وسائل التشجيع وكتابة اللافتات، خاصة، يؤكد ذات المصدر، أن مصالح الأمن انبهرت بالشكل التنظيمي لجماهير «حلالة بويز» وسرعة انتشارها وتوسع قاعدتها وموقفها المتشدد في رفض أي مساعدة أو دعم مادي من أي جهة رسمية كانت، بمن فيها حكيم دومو رئيس النادي القنيطري لكرة القدم، الذي تضايق كثيرا من وجودهم في مناسبات عديدة ولم يخف قلقه من «الميساجات» التي يرسلونها إلى مكتب الكاك، على حد تعبير نفس المصدر. وعلمت «المساء» من مصادر موثوقة أن المحققين الأمنيين عمدوا إلى أخذ بصمات الشبان المعتقلين وصور شمسية لهم، على غرار ما يفعل مع المجرمين وأصحاب السوابق، قبل أن يتم الإفراج عنهم، في حدود الساعة الرابعة من نفس اليوم، بعد أن استمعوا إليهم جميعهم، دون أن يتم توجيه أي تهمة إليهم.