- لماذا غاب برنامج مساء الفن طوال عام وثمانية أشهر عن شاشة القناة الأولى قبل أن تتقرر اليوم عودته؟ < توقف البرنامج صيف 2006 لأسباب شخصية، إذ كنت آنذاك في الشهر الأخير من الحمل واضطررت إلى طلب عطلة ولادة. بعد عطلة ثلاثة أشهر، التحقت بالعمل من جديد، قدمت اقتراحات تتعلق بثلاثة برامج جديدة من باب التغيير، غير أنها لم تلق القبول من قبل الإدارة التي تمسكت بالمجلة الفنية «مساء الفن»، وعللت ذلك بأنه برنامج ناجح بشهادة الناس الذين شملتهم استطلاعات الرأي، كما عللت ذلك أيضا بأن البرنامج أصبح علامة مميزة راسخة في ذهن الجمهور سيكون الحفاظ عليها أفضل من بداية جديدة من الصفر مع برنامج جديد.. كان هذا هو الاتفاق الذي حصل بيننا في النهاية. بدأنا الاستعدادات لاستئناف البرنامج من جديد، غير أنه كانت لدي شروط يجب توفرها من أجل استئناف العمل، وهذه الشروط لم تلق القبول، وكان أيضا لدى مسؤولي الإنتاج داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية شروط لم تناسبني ولم أكن قادرة على العمل في ظلها. - ماهي الشروط التي كنت تتوخين توفرها من أجل استئناف مساء الفن؟ < طلبت أن يكون للبرنامج مخرج، فالبرنامج منذ انطلاقته تقريبا وهو بدون مخرج، طلبت طاقما صحفيا لمساعدتي في الإعداد، على الأقل صحفي أو اثنان من أجل إغناء البرنامج، ولم لا يشاركني هؤلاء الصحفيون في تقديم فقرة من فقرات البرنامج إذا اقتضى الأمر، لكنني كنت دائما أسمع أعذارا تتعلق بضعف الميزانية، تحول دون الاستجابة إلى مطالبي، وكان يقال لي «من الأفضل أن تستعيني بأبناء الدار»، لكن ماذا عساي أفعل إن كان أبناء الدار لا يريدون العمل في برنامج «مساء الفن»، لقد سبق أن أعلنت في 2005 وفي 2006 داخل قسم الإنتاج أن «مساء الفن» يرحب بكل صحفي أو منتج يرغب في الانضمام إلى أسرة البرنامج، لكن لا أحد تجاوب مع ذلك الإعلان. - ما هو السبب في عدم إبداء أي أحد من «أبناء الدار» لأية رغبة في العمل ضمن برنامج «مساء الفن»، هل يخشون التعامل معك شخصيا أم إنهم هم أيضا يخشون من ظروف لا نعرفها؟ < ليست لدي أية مشاكل مع أحد بالعكس تماما، علاقتي طيبة مع الجميع، لكن السبب، للأسف، هو، كما أعتقد، أن روح العمل الجماعي مفقودة داخل الدار، فالكل يريد أن يكون هو معد ومقدم البرنامج، أنا مثلا مستعدة للتعامل مع أي برنامج آخر يقدمه شخص آخر إذا كنت أرى أن لدي إضافة سأغني بها ذلك البرنامج، لكن للأسف لازال بعض الزملاء داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية غير قادرين على تجاوز هذا الجانب النفسي، ألا وهو غياب روح الفريق. هذا جعلني أفضل التعامل مع شبان متحمسين يشعرون بالانتماء إلى البرنامج وإلى القناة الأولى وإلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، والدليل على ذلك هو أن هناك عددا من الطاقات الشابة التي استعنت بها في «مساء الفن» في السابق مثل أمينة كميلي وزكية بلقاس وغيتة القاديري وفاطمة جوكاي. حاليا، تمت الاستجابة لطلبي وتم الاتفاق مع المخرج سعيد آزر، وهو من أبناء دار البريهي، وأثق في كفاءته، وأتمنى، في إطار السياسة الإنتاجية الجديدة مع العلمي الخلوقي ورغبته في عودة «مساء الفن» إلى شبكة البرامج من أجل تواصل الفنانين المغاربة مع جمهورهم، أن نكون عند حسن ظن جمهورنا وفنانينا المغاربة. - هل هي صدفة بريئة أن تتزامن عودة المجلة الفنية «مساء الفن» مع التغيير الحاصل في إدارة الإنتاج؟ < أنا شخصيا لا أشعر بأنني كنت عرضة لأي إقصاء، لكن لما كنا ننتقل لمرحلة التنفيذ كان يحدث التماطل والتأخير. من المسؤول عن ذلك؟ لست أدري، لا أتهم أحدا ولا أعرف ماذا يقع في الكواليس، الحقيقة الوحيدة الملموسة والتي أؤكدها بصراحة هي أنني لم أنتج ولو دقيقة تلفزيونية واحدة في عهد المسؤول السابق (باستثناء مشاركتي في قناة مهرجان الفيلم الدولي بمراكش). ربما كان الموضوع صدفة فقط، لكني أتساءل، سؤالا بريئا ولا يحمل أي اتهام لأحد: لماذا يمنح كل الدعم والإمكانيات لبرامج أخرى تجلب لها طاقات من خارج الدار بتكلفة أكبر ولا تحقق النجاح في الوقت الذي يمكن فيه لأبناء الدار الذين يتلقون أجورهم شهريا من الشركة أن يقوموا بذلك بكفاءة عالية؟ ولماذا تحال كفاءات الدار على المغادرة الإجبارية ويحصر دورهم في التفرج على هذا المشهد العبثي. إن الرغبة في إرجاع «مساء الفن» إلى خارطة البرامج ليست إنصافا لي بالأساس بقدر ما هي تصحيح لوضع غير منطقي كان يتجلى في هدر الطاقات البشرية للشركة وعدم الاستفادة من تجربتها وإمكانياتها وهدر المال العام مع بعض المنتجين الخارجيين الذين لا يمتلكون أية كفاءة وفي برامج خارجية لا تقدم أية إضافة إلى شاشة الأولى. - ماهي الإضافة التي سيأتي بها «مساء الفن» للقناة الأولى في ظل وجود مجموعة من البرامج الفنية، مثل مراكش إكسبريس ونغموتاي؟ < كان «مساء الفن» موجودا حتى مع وجود مراكش إكسبريس ونغموتاي، إلا أن مساء الفن مجلة فنية تلفزية أهدافها الإخبار والتثقيف. وإجابة عن سؤالك، أقول إن البرنامج ستكون له إضافة حتى بالمقارنة مع نفسه في السابق فبالأحرى بمقارنته مع برامج أخرى، سيكون هناك عمق أكبر في المعالجة وسيكون هناك تغيير في الشكل وغيره حتى نكون عند حسن ظن المشاهدين، فالاحتضان الذي شعرت به من قبل الصحافة والفنانين وسؤالهم عني عند غيابي يشعرني بالرهبة من لحظة العودة. - هل هناك أفكار أو فقرات جديدة؟ < لقد قدمت اقتراحات ويبقى علينا أن نناقشها في وجود المخرج سعيد آزر، سيعرف «مساء الفن» تحسينات تقنية وشكلية، لكن روح البرنامج ستبقى ثابتة، سيبقى «مساء الفن» نافذة الفنان المغربي في التلفزيون التي يطل منها على جمهوره. التلفزيون يجب أن يساير النشاط الفني بالمغرب وأن يعرف بالفنان المغربي، نريد في «مساء الفن» أن يكون الخبر مجرد ذريعة لفتح نقاش حول واقعنا الفني، وأن يكون له تأثير على أصحاب القرار وعلى الجمهور وأن يثير قضايا فنية للنقاش. سنحاول أيضا المساهمة في تلميع نجومية الفنان المغربي، فهذا واجب التلفزيون نحو فنانينا أبناء هذا البلد. من بين الفقرات التي اقترحتها فقرة «صدى الفن في الصحافة المكتوبة»، وهي فقرة ترصد كيفية تغطية حدث ما من قبل الإعلام المكتوب، وتبين إلى أي حد تلعب الصحافة المكتوبة دورا في صناعة المجال الفني في المغرب. كما سيستمر «مساء الفن» في تشجيع الوجوه الفنية الشابة فالكثير من الفنانين المعروفين اليوم يذكرون أن أول ظهور تلفزيوني لهم كان في برنامج «مساء الفن»، وعلى مدى السنين التي شكلت عمر البرنامج من عام 2000 إلى 2006 بل وحتى قبل ذلك وخلال المجلة الفنية، لم نميز أبدا بين الفنانين المبتدئين الشباب وبين الفنانين الكبار المعروفين. - هل اقترحت فكرة برنامج جديد مغاير خلال فترة غياب «مساء الفن»؟ < اقترحت برنامجا فنيا يوميا لشهر رمضان الكريم، لكنه لم يحظ بالقبول لدى المسؤولين، كان هذا البرنامج سيفتح عددا من النقاشات داخل الوسط الفني وكان سيجلب بذلك نسبة مشاهدة كبيرة، ولم يكن من الممكن إلا أن يكون يوميا، لكنني لم أتلق أي رد، سواء بالرفض أو بالقبول، غير أنني لن أيأس وسأقدم نفس الاقتراح في رمضان المقبل. - اليوم سيكون سعيد آزر هو مخرج برنامج «مساء الفن»، لماذا ظل البرنامج كل هذه الفترة الطويلة منذ 2000 إلى 2006 بدون مخرج؟ < أثناء تلك الفترة ربما كنا نحن طاقم البرنامج كله نتقاسم دور المخرج، وهنا أشكر جميع أفراد طاقم «مساء الفن»، سواء المصورين أو الموضبين الذين كانوا يمنحون البرنامج من أوقات عطلهم لكي يخرج إلى المشاهدين في أحسن صورة ممكنة.