في تطور مفاجئ، أعادت إدارة سجن الزاكي بسلا توزيع أفراد ما بات يعرف بخلية بلعيرج المتهمين بالإرهاب على زنازين الجناح «ميم»، حيث وضعت كل فرد من المعتقلين السياسيين الستة على رأس جناح ثلاثي مشكل من ثلاثة زنازين منفردة يتقابلون في ساحة ضيقة مرة في اليوم. ووفق معطيات حصلت عليها «المساء»، فإن الغاية من هذا الإجراء هو إجهاض أي تنسيق بين المعتقلين قبل نهاية التحقيق معهم، في وقت احتفظ فيه بعبد القادر بلعيرج في زنزانته المنفردة، حيث يقضي يومه بين الاستسلام للنوم العميق وممارسة الرياضة خلال فترة الاستراحة. وحسب معطيات مؤكدة، فإن أطول فترة قضاها بلعيرج خارج زنزانته الباردة، كانت صباح أول أمس الخميس، عندما قابل نقيب المحامين بالرباط محمد زيان، إذ تمكن عندها بلعيرج من إطلاع دفاعه عن جملة من المعطيات تخص قضيته. وتبين من خلال المعطيات المتوفرة، أن بلعيرج يتجه، قبل عرضه على قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب صباح الاثنين المقبل، نحو إلقاء المسؤولية على رأس من اعتبرهم قياديين لهذا التنظيم. وإذا كانت ذات المعطيات تشير إلى أن بلعيرج اعترف عند اعتقاله قرب فندق «فيشن» بمراكش، عقب دخوله المغرب بثلاثة أيام، بتنفيذه جملة من الاغتيالات والجرائم، فإنه بالمقابل أكد أمام المحققين أنه «ضحية مخططات رجال السياسة». وتشير المعطيات نفسها إلى أن بلعيرج من غير المستبعد أن يكون قد روى لمحاميه زيان حقائق أخرى، لها صلة بمسار اختراقه للمخابرات البلجيكية والجماعات المتطرفة بكل من الجزائر والمغرب وإيران وفلسطين وتنظيم القاعدة بأفغانستان. وفي سياق متصل، كشف عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين الستة (المعتصم، المرواني، ركالة، لعبادلة، سريتي، بختي)، المحامي خالد السفياني، في تصريح ل«المساء»، عزم الهيئة المذكورة عقد ندوة صحفية حول هاته القضية صباح الاثنين المقبل بالرباط.