انفردت القناة الثانية في نشراتها الرئيسية، مساء أول أمس الأربعاء، ببث أول صور حية لعبد القادر بلعيرج المتهم بتكوين وتزعم شبكة إرهابية تستهدف زعزعة أمن المغرب، أيضا بارتكاب ست جرائم قتل ببلجيكا خلال عامي 1988 و1989. الصور التي بثتها دوزيم تم تصويرها في العاصمة البلجيكية بروكسيل قبل ستة أشهر، وبالضبط في 14 شتنبر 2007، بكاميرا حسن البوهروتي، مراسل القناة الثانية بالعاصمة البلجيكية. في الروبورتاج الذي بثته القناة الثانية، ظهر عبد القادر بلعيرج وهو جالس إلى مائدة الإفطار خلال شهر رمضان الماضي مع بعض أفراد الجالية المغربية في أحد مطاعم بروكسيل. وفي التصريح الذي أعطاه لمراسل القناة الثانية قال بلعيرج: «الأجواء الرمضانية في بلدان المهجر تختلف طبعا عن أجواء رمضان في البلدان الإسلامية، غير أننا نحاول أن نخلق أجواء الشهر الكريم من خلال تناول وجبة الإفطار مع المسلمين في المطعم». كان بلعيرج يضع قبعة رياضية «كاسكيط» ويبتسم أثناء حديثه، ولم تبد عليه أي علامة تشي بأنه ذلك «الإرهابي» أو «المجرم» الذي سيتحدث عنه وزير الداخلية المغربي لاحقا والذي قتل ستة أشخاص قبل حوالي عشرين عاما. ولدى اتصالنا بحسن البوهروتي، مراسل دوزيم ببلجيكا، وسؤاله عن ظروف إنجاز ذلك الروبورتاج قال: «كنت، كما هي العادة كل سنة، أنجز روبورتاجا مصورا عن الأجواء التي يقضي فيها المهاجرون المغاربة في بلجيكا الشهر الكريم، فوقع اختياري بالصدفة على مطعم في أحد الأحياء الشعبية قرب محطة ميني ببروكسيل، وأخذت انطباعات بلعيرج، الذي لم أكن أعلم بهويته، فقط بصفته مهاجرا مغربيا في بلجيكا»، وأضاف البوهروتي: «عندما نشرت وكالة المغرب العربي للأنباء صورة بلعيرج عرفت أنني رأيت هذا الرجل من قبل في مكان ما في بلجيكا، بل إنني صورته في أحد الروبورتاجات لكنني لم أكن أتذكر بالضبط أين ومتى، طفقت أبحث عن صوره في أرشيفي الخاص، ولم أعثر على الكاسيط الذي يحمل ذلك الروبورتاج، إلا بعد مضي عشرة أيام من البحث المتواصل». عثر حسن البوهروتي على صور عبد القادر بلعيرج في أرشيفه يوم الأحد الماضي، غير أنه انتظر إلى حين إنجاز روبورتاج حديث ضمنه آخر تطورات قضية بلعيرج على الساحة البلجيكية.