دعا المدير التقني التونسي والمحلل الفني بقناة أوربيت الإيطالية عبد المجيد الشتالي الجامعة المغربية لكرة القدم للالتفات نحو القارة الإفريقية، وتقوية الحضور بين الأفارقة بدل التركيز على التظاهرات العالمية، وقال في حوار مع «المساء» خلال تواجده بالدار البيضاء خلال نهاية الأسبوع إن الزاكي هو القادر على إعادة الكرة المغربية إلى ريادتها القارية. - ماهي قراءتك للإقصاء المبكر للمنتخب المغربي من دورة غانا 2008؟ < المغرب لا يولي اهتماما كبيرا للكرة بالقارة الإفريقية فهو يركز على تصفيات كأس العالم ويسعى إلى الظهور بمظهر جيد في نهائيات هذه التظاهرة إذا تأهل إليها، وهذا في نظري خطأ استراتيجي لأن المغرب يجب أن يكون رائدا على المستوى القاري أولا، في غانا تأكد أن المنتخب المغربي ينهزم بأخطاء بدائية جدا سواء في غانا أو مصر أو تونس الأخطاء تتكرر والكرة المغربية تتراجع لأسباب تافهة. - ما هي هذه الأخطاء؟ < أكبر الأخطاء هي أن يتلقى المنتخب المغربي هدفا من ضربة خطأ في مباراته أمام غينيا بطريقة غريبة جدا، لا يعقل أن يسجل الغينيون الهدف الأول عن طريق ضربة خطأ يمكن أن يتصدى لها حارس مبتدئ، اللاعب الذي سدد ضربة الخطأ يقذف عادة باليمنى، لكن الحارس فوهامي اجتهد واعتقد أن اللاعب سيمرر الكرة نحو المعترك، وكان الهدف القاتل الذي منح للخصم فرصة لتجاوز الضغط النفسي. - ليس الحارس وحده هو من ساهم في إقصاء المنتخب المغربي؟ < المغرب يعيش فعلا أزمة حراس مرمى لقد انتهى زمن الحراس الكبار كعلال والهزاز والزاكي، في تونس خسر المغرب من هفوة حارسه في مباراة نهائية أمام المنتخب التونسي، في الوقت الذي كان فيه المغاربة يمسكون بزمام الأمور منح فوهامي هدفا كان بالإمكان تفاديه لأن الكرة لم تكن بالخطورة التي تتطلب تلك الارتماءة العديمة الجدوى. - لكن كل حراس المرمى يرتكبون هفوات؟ < لكن الحارس الدولي لا يرتكب هفوة يؤدي المنتخب تبعاتها، لنعد قليلا إلى الوراء وبالتحديد لآخر مباراة برسم تصفيات نهائيات كأس العالم، والتي جمعت في رادس المنتخبين المغربي والتونسي، المغاربة تلقوا هدفين من أخطاء بدائية لا يرتكبها اللاعبون المبتدئون، ظلال القرقوري ضرب لاعبا لم يكن يتجه بالكرة نحو مرمى لمياغري، والهدف الثاني سجل في لحظة لم يكن فيها أي لاعب تونسي في مرمى المغاربة مما جعل لمياغري والقرقوري ينوبان عن الهجوم التونسي ويساهمان في إقصاء المغرب، طبعا هذا لا يقلل من قيمة المنتخب التونسي الذي استغل الهفوات المرتكبة من المغاربة وتأهل لنهائيات كأس العالم وقلت حينها إن المنتخب المغربي هو الذي يستحق تأشيرة المرور إلى ألمانيا. - في نهائيات مصر لم يرتكب الحراس أي هفوة ولم نتأهل ما قولك؟ < في مصر حصلت كارثة فعلا لأول مرة المنتخب المغربي يغادر النهائيات دون أن يسجل ولو هدفا، منتهى العقم الهجومي، رغم أن المنتخب المغربي كان يتوفر على العديد من النجوم أغلبهم جاور الزاكي في دورة تونس 2004 كحجي والشماخ ووادو وغيرهم من نجوم تونس، إن ناقوس الخطر قد دق في مصر قبل غانا. - أقيل هنري ميشيل ووضع ستة مدربين مغاربة على خط السباق من ترشح لتدريب المنتخب الوطني؟ < أنا مع المدرب بادو الزاكي رغم أنني سمعت عن خلافاته مع اللاعبين من نجوم المنتخب الوطني، لأنه المدرب الوحيد الذي رافق منتخبا إلى تونس لا أحد منحه ولو 10 في المائة من الحظوظ، قبل نهائيات تونس كانت كل التوقعات تتحاشى المغرب وحده الزاكي كان مؤمنا بحظوظ المجموعة الشابة التي كان يراهن عليها، رغم أنه طعمها بعناصر التجربة كالنيبت وطلال والسفري، شخصيا أنا مع تعيين الزاكي مع كل تقديري لبقية الكفاءات المغربية التي يجب أن تدعم هذا التوجه. - كيف السبيل لإعادة المنتخب إلى الواجهة الإفريقية؟ < هذا من صميم اهتمامات الدوائر المسؤولة المغرب هو البلد الإفريقي الذي لا يقدم ترشيحا لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا، رغم أهمية هذا الحدث القاري، بل إن المناسبة الوحيدة التي نظم فيها المغرب النهائيات سنة 1988 لم تكن برغبة من المغرب ذاته بل فقط لأن كينيا تراجعت عن التزاماتها، بل إن المنتخب الوطني المغربي في عز قوته سنته 1998 خرج صاغرا من نهائيات كأس إفريقيا في بوركينا فاصو. - قررت في لحظة غضب مقاطعة الصحافة المكتوبة ما السبب؟ < نعم لقد اتخذت هذا القرار وكنت غاضبا فعلا من الزملاء الصحفيين المصريين، فقط لأن البعض اعتبر قولي إن الأهلي المصري لم يعد ذلك العملاق الذي لا يقهر، وأكدت أن نجم الساحل له القدرة على حيازة كأس عصبة الأبطال الإفريقية من قلب القاهرة، وهو ما حصل لكن البعض تصدى لي وقال إن الشتالي بلغ به الكبر حد التخريف فقررت مقاطعة الصحافة في تلك الفترة.