اعتبر مدير (المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية) في روما الأب أتيين رونو، أن الحوار الثيولوجي الصدامي بين الإسلام والمسيحية يقود إلى مأزق، وقال إن الرسالة التي وجهتها 138 شخصية إسلامية إلى البابا بندكتس السادس عشر مبادرة نادرة من نوعها. وعلق رونو على اللقاء المزمع عقده بين البابا والشخصيات الإسلامية على أساس هذه الرسالة، قائلا «إن هذه الرسالة نادرة من نوعها في الحوار المسيحي الإسلامي، وأتت بمبادرة من المسلمين»، وأضاف «لقد عقدت لقاءات في السابق بمبادرة منهم (المسلمين) ولكنها قادت إلى نتائج مخيبة للآمال». وذكر بهذا الشأن بالحوار مع ليبيا عام 1976 الذي «انزلق إلى الحيز السياسي»، وفق تعبيره، وأشار أيضا إلى اللقاءات التي تمت في الثمانينات من القرن الماضي بمبادرة من تونس، وكانت «لقاءات مثيرة للاهتمام»، على حد وصفه. ونوه رونو أخيرا بمبادرة إيران للحوار ولكنها كانت «لإخراج إيران من العزلة السياسية» وفق تحليله. وتعرض رونو في حديث لصحيفة (لاكروا) الفرنسية الكاثوليكية إلى المبادرة التي أطلقها الأردن مؤخرا عبر مؤسسة (آل البيت)، ووصفها ب»الديناميكية»، وقال «هذه المرة لا يتعلق الأمر ببلد بل بممثلي عدة دول إسلامية ومن عدة تيارات إسلامية»، وذكر أن الشيعة ممثلون بهذه المبادرة، وصرح «يتعلق الأمر بنوع من الإجماع»، مشيرا إلى «الدلالة الخاصة» لكلمة إجماع في التفكير الإسلامي. وسئل مدير المعهد البابوي عن الحذر لدى الكاثوليك إزاء الاستجابة لطلب الموقعين على رسالة ال138 شخصية بشأن الحوار حول المواضيع الثيولوجية، فقال «لا يمكن لحوار ثيولوجي صدامي الذهاب بعيدا بين الإسلام والمسيحية، فهو يقود إلى مأزق»، وأضاف «لدينا من جانب دين توحيدي آحادي ومن الجانب الآخر دين توحيدي ثلاثي، فمن المؤكد أن المسلمين يعترفون بالمسيح كنبي ويسمونه عيسى ولكن القرآن يتضمن إنكارا رسميا وليس فقط لألوهية المسيح بل لموته على الصليب». وتابع «إذا الأسرار المسيحية الثلاثة، (التجسد، الثالوث، الفداء)، منكرة بشكل واضح»، ولخص رونو «الخلاف العميق» بين المسلمين والمسيحيين بما اعتبره «صيغة جوهرية بعض الشيء» تقول «لدى المسلمين الله يعطي ولدى المسيحيين الله يعطي نفسه». وأوضح رونو أن الحوار بين الإسلام والمسيحية ممكن بشرط عدم السعي لجمع ما لا يمكن جمعه، منوها بوجود «الكثير من المواضيع التي تبقى ثيولوجية، والتي يمكن التحدث بها معا بشكل مثمر»، على حد قوله. وتواصلت في العاصمة الإيطالية لقاءات بين قيادات دينية إسلامية وأخرى من الفاتيكان في مباحثات للتمهيد بمحادثات إسلامية – مسيحية. وشارك في المحادثات التمهيدية، خمس شخصيات من كل دين لوضع الترتيبات لاجتماع موسع يحضره بابا الكنيسة الكاثوليكية بندكتس السادس عشر. وجاءت هذه المباحثات على خلفية دعوة وجهتها 138 شخصية إسلامية من أجل عقد حوار بين العقيدتين المسيحية والإسلامية عقب خطاب لبابا الفاتيكان العام الماضي في جامعة ألمانية، أثار جدلا وفسره مسلمون بأنه حاول الربط بين الدين الإسلامي والعنف.