لم يحدد قاضي التحقيق عبد القادر الشنتوف بعد تاريخ بدء التحقيق مع أعضاء خلية بلعيرج التي يوجد أفرادها قيد الاعتقال بسجن سلا، وقال المحامي عبد الرحيم الجامعي الذي يدافع عن المعتقلين الستة الذين بينهم محمد المرواني ومحمد معتصم، إن قاضي التحقيق لم يوجه الدعوة للمحامين لمؤازرة موكليهم أثناء التحقيق التفصيلي، وأضاف: «المشكل أننا كدفاع لازلنا لم نتوصل إلى حد الآن بمحاضر التحقيق، ولا نتصور أن يعمد القاضي إلى الشروع في التحقيق دون تمكين المحامين من الاطلاع على المحاضر»، وأشار الجامعي إلى أن هيئة الدفاع لازالت تبذل مساعي لدى السلطات القضائية لتمكينها من المحاضر. وأكد الجامعي أن المحامين تمكنوا من زيارة المعتقلين الستة أول أمس في سجن الزاكي، حيث التقوهم جماعة في قاعة الزيارة بالسجن. وحول رأيهم في الاتهامات الموجهة لهم قال الجامعي إنهم «يرفضونها»، وأضاف: «الغريب أنهم عرفوا بالاتهامات الموجهة لهم من خلال تصريحات وزير الداخلية ووزير الاتصال، قبل أن تقرأ عليهم النيابة التهم الموجهة لهم»، والتي تتعلق بالمس بأمن الدولة الداخلي. من جهة أخرى كشفت زوجة حميد نجيبي، عضو الاشتراكي الموحد المعتقل على ذمة خلية عبد القادر بلعيرج، أنه ظل، طيلة مدة الحراسة النظرية بمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، معصب العينين، كما تعرض من طرف المحققين للشتم والضرب وأنواع من الضغط النفسي. وحسب هذه المصادر، فإن أسئلة المحققين معه انصبت حول طبيعة انتمائه السياسي ورموز وقادة الحزب الاشتراكي الموحد، والأنشطة التي يقوم بها، كما طرحوا عليه مسألة التيارات التي تخترق هذا الحزب ذي الطبيعة اليسارية، وماهية الإيديولوجيا التي يقوم عليها. كما تناولت أسئلة المحققين جوانب من الأنشطة التي يقوم بها الحزب. وتضيف المصادر ذاتها أنه كان لافتا للانتباه أن استفسارات المحققين تناولت أيضا حتى الأنشطة التي قام بها الحزب قبيل اعتقاله بأسبوع. إلى ذلك، أكدت زوجة نجيبي، التي سمح لها بزيارته أول أمس الثلاثاء بالسجن المحلي بسلا، أنها وجدته في صحة جيدة ومعنوياته مرتفعة ومقتنع ببراءته، مشيرة، في تصريح ل»المساء»، إلى أنه أكد لها أنه تعرض للضرب والشتم من قبل المحققين، وظل معصب العينين طيلة مدة الحراسة النظرية بمقر الفرقة الوطنية بالمعاريف، وأضافت، في السياق ذاته، أن أسئلة المحققين له لم تتناول معرفته بعبد القادر بلعيرج زعيم هذه الخلية، وإنما تم الاقتصار على ظروف وملابسات انتمائه إلى منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، التي كان يترأسها بنسعيد آيت إيدر، قبل أن تدخل في وحدة اندماجية مع عدة مكونات يسارية أخرى وتحمل اسم الاشتراكي الموحد فيما بعد، وتم استفساره أيضا عن علاقته بجميع رموز هذا الحزب، بدءا من بنسعيد آيت إيدر ومحمد مجاهد أمين عام الحزب الحالي والساسي وآخرين. كما كشف نجيبي لزوجته أنه تناوب على التحقيق معه عدد من المسؤولين الأمنيين، وأن الأسئلة كانت تتكرر، كما كان يطلب منه أن يتحدث عن كل شيء يتعلق بالحزب. تجدر الإشارة إلى أن هيئة دفاع المعتقلين الستة نفوا في وقت سابق أن يكونوا قد تعرضوا للتعذيب، وأكدوا بالمقابل عقب الزيارة التي قاموا بها لمقر الفرقة الوطنية للمعاريف الأسبوع الماضي، أنهم وجدوهم في صحة جيدة ومعنوياتهم مرتفعة. يذكر أن نجيبي من مواليد 1969، يعمل أستاذا لمادة التكنولوجيا، وقد التحق بالعمل السياسي منذ سنة 1990 مع منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، وهو عضو باللجنة المركزية لحركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية التابعة للاشتراكي الموحد، كما كان مسؤولا عن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بواد زم حيث يقطن حاليا. من جهة أخرى، ذكرت مصادر مطلعة أنه تم وضع قياديي البديل الحضاري، المصطفى المعتصم والركالة، وأمين عام حزب الأمة المرواني وعضو حزب العدالة والتنمية العبادلة ومراسل المنار السريتي إلى جانب نجيبي في زنازين انفرادية داخل جناح الأحداث بسجن الزاكي، في حين تم عزل باقي أعضاء المجموعة الأخرى، البالع عددهم 32 شخصا، عن باقي معتقلي السلفية الجهادية، ولم يعد يسمح لهم بالاختلاط بهم، كما تم تشديد الحراسة والمراقبة على طول المسالك المؤدية إلى الجناح الذي يوجدون فيه.