[email protected] اختار فؤاد عالي الهمة التوقف في محطة «الحركة» في طريقه للسير نحو «الحزب». هذا الاستنتاج مبني على تصريح الهمة ذاته الذي لم يغلق نهائيا الباب حول احتمال تأسيسه لحزب سياسي مستقبلا مشروع الهمة أخذ في المرحلة الراهنة شكل حركة سياسية لها أفكار ومشاريع وفريق برلماني وبرنامج ميداني وصديق للملك يتمتع بنفوذ سياسي ومالي كبيرين، هذا عكس ما ذهب إليه عباس الفاسي الوزير الأول من أن حركة الهمة ناد للتأمل والتفكير... توقف قطار الهمة في محطة حركة لكل الديمقراطيين، قرار ذكي سياسيا وإعلاميا، بعد الضجة التي خلقها وزير الداخلية السابق منذ مغادرته لمنصبه، حيث بدا على الأحزاب السياسية في اليمين واليسار خوف شديد من الوافد الجديد، كما أطلقت عليه بيانات الاتحاد الاشتراكي. إذن، التوقف في محطة «الحركة» جاء، من جهة، لطمأنة الأحزاب السياسية، بأن «حزب القصر» لن يجرف الكثير من الأحزاب الموجودة في الساحة والتي تعاني ترهلا سياسيا وتنظيميا كبيرا. ومن جهة أخرى، اختار أصدقاء الهمة الحركة كصيغة انتقالية نحو الحزب من أجل إزالة تهمة «الفديك»، وإعطاء الدليل على أن الحزب الموعود كان مسبوقا بجدال فكري وسياسي وبرنامجي وبعمل ميداني في الحركة، وبالتالي فإن حزب الهمة لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، وأن هذه الولادة الجديدة لا تمت بصلة لولادات سابقة لأحزاب «لقحت اصطناعيا» داخل القصر، مثل جبهة رضا اكديرة وحزب الأحرار والاتحاد الدستوري... تنظيميا، الحزب سيبنى على ظهر حركة سياسية تتمتع بالقرب من أقطاب السلطة والحكومة، مدعومة بشخصيات لها نفوذ واسع في قطاع المال والأعمال والإدارة، أما باقي الوجوه اليسارية والأمازيغية والحقوقية والإعلامية، فهي موجودة لإكمال الديكور ولتسويق مشروع الحركة، عفوا ما هو مشروع هذه الحركة؟ الحركة، كما أعلنت عن نفسها، جاءت، من جهة، لدعم المشروع الحداثي الديمقراطي للملك محمد السادس، لأن باقي الأحزاب مترددة ولم تقدم على إصلاحات هيكلية جذرية لتتمكن من مسايرة سرعة ملك البلاد. ومن جهة أخرى، الحركة جاءت من أجل خوض الصراع مع الإسلاميين بكل أطيافهم، وعدم ترك الكرسي فارغا لهم في الساحة... الهدفان معا مشروعان، وباستثناء الالتباس الذي يخلقه موقع الهمة القريب جدا من الملك، فإن المجتمعين تحت سقف الحركة من أجل كل الديمقراطيين، لهم الحق في تأسيس حركة أو حزب أو مقاولة أو بنك أو مشروع استثماري أو كل هذه الأشياء مجتمعة، بشرط واحد، ألا يوظفوا نفوذ الدولة وصورة الملك وأطر الإدارة وشبكة العلاقات التي خلقها المسؤولون السابقون... في عملهم وطموحهم وأحلامهم السياسية وأن يقرؤوا جيدا التاريخ، وأن يتوقفوا عند حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي أن المشاريع الكبرى التي تغير مسار الأمم والشعوب تنبع من تحت وليس من فوق، تنبت في الأرض ولا تكبر في مزهرية مزخرفة معلقة على الحائط.. تخرج من رحم تفاعلات اجتماعية وفكرية وثقافية وسياسية معقدة، ولا تلقح اصطناعيا في مختبرات معدة سلفا لذلك...