دق مجموعة من المقاولين الشباب بأكادير ناقوس خطر الإفلاس الذي يتهدد مشاريعهم الخاصة، وذلك بفعل تعقيدات المساطير الإدارية خصوصا منها المالية في جوانبها المتعلقة بالسلف أو رد القروض، مؤكدين أن برنامج مقاولتي يعرف العديد من العراقيل التقنية والمالية التي تساهم في وجود فارق شاسع بين المشاريع المقترحة من طرف الشباب، وتلك التي تعتزم البنوك تمويلها في إطار ما يسمى ببرنامج التشغيل الذاتي. واعتبر مقاولون شباب استطلعت «المساء» آراءهم، «أن إغراق المقاولة بالديون دفع العديد من الشباب أواخر السنة الماضية وبداية السنة الحالية، إلى حافة الإفلاس، مشيرين إلى أن الدولة تدفع بهم في البداية لأخذ قروض ثم تتركهم يدخلون بعد ذلك متاهات خطيرة في ظل عدم اهتمام الدولة بتتبع وتدبير الموارد البشرية وتوفيرالتكوين» وهو ما يحتم على المشرفين على هذا البرنامج إعادة النظر في بعض المساطر التنفيذية التي تحول دون نجاح المشاريع الحاصلة على تأشيرة التمويل على حد تعبيرهم . وقال ربيع أختاد أحد المقاولين الشباب الذين استفادوا من برنامج مقاولتي « لقد لاحظنا أن هناك ثغرة خطيرة حدثت مع مجيء مدونة التجارة، والتي تتمثل في الباب المتعلق بصعوبة المقاولة بمدونة التجارة، والذي يبدأ من المادة 545، وينتهي بآخر مادة في هذا الباب وهي المادة732 « وأضاف ربيع، الحاصل على الإجازة في اللغة الفرنسية من جامعة ابن زهر قائلا: «الكل يعرف كيف يتم إغلاق العديد من المقاولات على الصعيد الوطني، وكيف يتم تشريد عمالها وكيف تضرب حقوق الجميع بعد إغراق أصحاب هذه المقاولات بالديون بطرق تدفع إلى حافة الإفلاس ولنا أمثلة كثيرة في هذا الشأن، إذ إن عدد المقاولات التي يتم إغلاقها أكثر بكثير من المقاولات التي يتم إنقاذها « وحسب ربيع فإن «كل ما يتم الآن من عمل حول الاستثمار وحول خلق مقاولات جديدة سوف لن تكون له أية جدوى إذا لم يتم العمل بسرعة لإغلاق هذه الثغرة الخطيرة «. عبد الهادي بلهتات شاب مقاول ينحدر من أسفي، حاصل على الإجازة في الفيزياء سنة 95، فشل في مشروعه الأول الخاص بتربية الدواجن بالعالم القروي فزاول التجارة كبائع متجول قبل أن ينتقل إلى أكادير لخلق مقاولة جديدة، يقول بلهتات «واجب الدفاع عن المقاولة في الظرف الراهن مسؤولية تقع على عاتق الدولة، وأعتقد أن أصعب مهمة تواجهنا، التي تتمثل قي قدرتنا على الحفاظ على الموجود والرفع من مستواه، وهو ما يتطلب أن يكون إنتاجنا في مستوى جيد وقادر على المنافسة، ولن يتأتى لنا ذلك إلا إذا قمنا بتطوير طرق العمل وتطوير وسائل الإنتاج التي تتغير بشكل سريع، وعلى الدولة أن تقوم بواجبها في هذا المضمار». حصل بلهتات على قرض وصل إلى 500 ألف درهم فأنشأ مشروعا للتجارة في السمك بأكادير شغل معه مجموعة من الشباب، يقول « حصلت على القرض بعد لأي ونتيجة الصعوبات الإدارية فشلت في المشروع الأول، لكنني اليوم غير مستعد تماما للفشل مرة أخرى رغم جميع المضايقات الإدارية التي أتعرض لها والتي وصلت إلى حد الحجز، لكنني سأرفع دعوة قضائية لأسترد حقي خصوصا وأنا أتحمل مسؤولية عائلتي ومسؤولية الشباب الذي أصبح رزقه مع هذه المقاولة». عبد المجيد مقاول من نوع آخر، لم يستطع هذا الشاب الصمود أمام مشاكل التدبير المقاولاتي، فأفلس مشروعه العام المنصرم بفعل عدم قدرته على السداد في الوقت المحدد، رفض الحديث عن أسباب تعثر مشروعه السياحي، الذي كان عبارة عن مطعم بجانب البحر لأن ذلك يِؤلمه على حد تعبيره، واكتفى بالقول «هناك مقاولات كانت لها مكانة مهمة في أكادير وكانت تتوفر على سوق في المجال الذي تعمل فيه، بعضها تراجع بفضل هذه العراقيل وبعضها انتهى به الأمر إلى التوقف النهائي، ومع الأسف الشديد كنت حالة من تلك الحالات..».