يرى المقربون من الوداد بأن الفريق خرج مائلا من الدارالبيضاء، فكان من الطبيعي أن يسقط في مراكش وتنتهي الحكاية بإقالة كفالي المدرب الأكثر إثارة للجدل في صفوف محبي النادي. أجرى اللاعبون حصة تدريبية مساء السبت بمركب الوداد قبيل السفر إلى مراكش، بعض اللاعبين اعتبر إجراء تدريب يوم السبت عشية مغامرة غير محمودة العواقب، لكن المدرب بدا غاضبا من أشياء أخرى، فقد أصر الرئيس على أن يسافر الشبان في نفس الحافلة مع الكبار بالرغم من اعتراض كفالي، لكن يبدو أن ترشيد النفقات وخلق انسجام بين الشبان والكبار وتذويب الفوارق كان وراء هذا الاختيار. لم تتوقف المشاكل فقد تاهت الحافلة في دروب مراكش ولم تعثر على عنوان الفندق إلا بمشقة النفس بعد أن ساهم بعض المراكشيين في حالة التيه كلما استفسرهم الوداديون عن الطريق المؤدي للإقامة الغارقة في صمتها، على الساعة العاشرة وصلت حافلة الوداد إلى الفندق، وبعد فترة ترتيب للغرف تناول اللاعبون وجبة العشاء، التي ظل كفالي يصر على أن تكون من اقتراح الطاقم الطبي، لكن يبدو أن خلافات المدرب مع الطاقم وسعت الهوة بين الطرفين. لم ينم اللاعبون إلا في ساعة متأخرة من الليل باعتراف أحد اللاعبين الذين يعانون من رطوبة كرسي البدلاء، وهو ما زرع في أجواء الإقامة شعورا بالتذمر والاستياء، بل إن المدرب ظل يضرب كفا بكف ويحمل المسؤولية للقائمين على الرحلة التي لا تقل عناء عن الرحلة المريرة التي قادت الفريق إلى مدينة حماة السورية. قبل أن يستسلم اللاعبون للنوم حل أعضاء من المكتب المسير بالفندق وعرضوا حوافز على اللاعبين، بل إن الرئيس اقترح منحة قيمتها سبعة آلاف درهم لكل لاعب في حالة الفوز على الكوكب. أبرز مفاجآت الصبح وضع كل من فوزي لبرازي وساديو سو على دكة الاحتياطيين، والظاهر أن المدرب ومن خلال وصفته التكتيكية كان يراهن على التعادل، والاحتفاظ ببعض اللاعبين لمباراة طلائع الجيش المصري مادام الرهان العربي من ضمن أولويات الوداد هذا الموسم. كان اللاعبون يلهثون خلف الكرة بلا روح وكأنهم غير معنيين بنتيجة المباراة، ولأن المصيبة لا تأتي منفردة فإن اللاعب السعيدي قد أصيب في ضلعه بعد أن استنفذ المدرب تغييراته، ليقضي الفريق 20 دقيقة معاق الخطوط. انتهت المباراة وأمام مستودع الملابس اعتصم مجموعة من المشجعين في وقفة احتجاجية تطالب برأس المدرب كفالي، طالب الغاضبون بإقالة فورية للمدرب في مراكش قبل الوصول للدار البيضاء، وأصر أحد المحبين على تذكير جان ميشيل بتاريخ الوداد وارتباطه بالمقاومة معلنا استعداده للجهاد والقتال إلى حين تحقيق الاستقلال بإجلاء كفالي، وقال منخرط وهو في قمة الغضب ليرحل ميشيل الوداد كما رحل ميشيل المنتخب، لتتناسل المطالب التي تختلف في مسبباتها لكنها تلتقي في غاياتها والغاية كانت في أمسية الغضب الساطع تبرر الوسيلة. حل الرئيس مصحوبا ببعض المسيرين وطلب من رشيد الداودي عدم مرافقة الفريق في رحلة العودة لغرض هام، خرج الداودي من مستودع الملابس وفي الطريق إلى السيارة قال الرئيس للمتحلقين حوله إن كفالي قد رحل فتعالت التصفيقات. في مستودع الملابس ساد الصمت وجلس كفالي يحصي خسائره وهو يرسل زفيرا مسموعا، لم يتحدث مع اللاعبين عن المباراة واكتفى بالقول لقد ضمنوا الوصول للمربع الذهبي في دوري أبطال العرب لذا فلا مانع من إبعادي. لم تتوقف الحافلة وهي في طريقها إلى الدارالبيضاء في محطة بنكرير كما جرت العادة أو في إحدى باحات الاستراحة لأن السيارات التي كانت تتجاوز حافلة الوداد لا تتردد في شتم اللاعبين والمدرب بأفظع ما في قاموس الشتائم.