حلت صباح أول أمس السبت فرقة تابعة للشرطة العلمية بمدينة الراشدية لكشف طبيعة المادة التي أدت إلى تسمم 28 تلميذا وأستاذتهم بثانوية سجلماسة وإصابتهم بحساسية مفرطة رافقتها حالات إغماء وغثيان، نقل الجميع على إثرها إلى المستشفى. وذكرت بعض المصادر أن الأبحاث لا تزال جارية لكشف طبيعة المادة الحمراء التي تسببت في هذا الحادث، والجهة التي ثبتتها على السبورة بإحدى القاعات بثانوية سجلماسة. وكان 28 تلميذا نقلوا الجمعة الماضي على وجه الاستعجال إلى مستشفى مولاي علي الشريف بالراشدية بعد أن ظهرت عليهم أعراض حساسية مفرطة صاحبها ضيق في التنفس وحالات إغماء لدى بعض التلاميذ، الذين لم تسلم أستاذتهم أيضا من آثار المادة الحمراء التي كانت مثبتة على سبورة القسم. ويحكي أحد التلاميذ أن أستاذة مادة اللغة الفرنسية طلبت من أحد التلاميذ مسح السبورة لإنجاز تمرين معين، وهو ما جعل التلميذ المذكور يصاب بحساسية مفرطة، حيث انتشرت رائحة كريهة وسط القسم وأحس جميع التلاميذ بضيق في التنفس، مما اضطرهم إلى فتح جميع النوافذ والخروج مهرولين إلى ساحة الثانوية. ويضيف تلميذ آخر أن بقعا حمراء كانت على السبورة هي التي تسببت، عند محاولة التلميذ مسحها، في تناثر غبار نتج عنه الحادث. وأشارت مصادر «المساء» إلى أن رجال الوقاية المدنية حاولوا عند حضورهم إلى مكان الحادث اكتشاف طبيعة المادة التي تسببت في اختناق التلاميذ، غير أن اثنين منهم أصيبوا بنفس الأعراض وتم نقلهما إلى المستشفى. إلى ذلك، أكدت مصادر طبية أن تلاميذ الثانوية وأستاذتهم، بالإضافة إلى عنصري الوقاية المدنية، غادروا مساء السبت الماضي المستشفى. وأشارت المصادر ذاتها إلى أنهم تلقوا العلاجات الضرورية، مؤكدة أن حالتهم مستقرة الآن ولا تبعث على القلق. وقد أثار حادث تسمم تلاميذ ثانوية سجلماسة حالة من الهلع والخوف في صفوف عائلاتهم وسكان المنطقة، حيث هرعت أعداد غفيرة من العائلات والمواطنين إلى مقر الثانوية والمستشفى بحثا عن تفسير لما وقع. ولم يهدأ روع عائلات التلاميذ إلا بعد خروجهم من المستشفى، في انتظار كشف مصالح الشرطة العلمية عن طبيعة المادة الحمراء التي تسببت في الحادث.