شارك ما يزيد على مائتي شخص من مستخدمي القناة الثانية، من صحفيين وتقنيين ومخرجين وغيرهم، في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها نقابة مستخدمي دوزيم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل يوم أمس الأربعاء من الساعة العاشرة والنصف إلى الحادية عشرة والنصف صباحا وذلك في ساحة مبنى القناة الثانية بعين السبع. المشاركون في الوقفة رددوا شعارات مثل «علاش جينا واحتجينا على السالير اللي بغينا» و«إنا اتخذنا القسم أن لا نخون بعضنا» ولأول مرة يرددون «مونية التازي سيري بحالك، دوزيم ماشي ديالك» في إشارة إلى مديرة التواصل والتسويق داخل القناة التي قال عنها المستخدمون في القناة أثناء هذه الوقفة» أصبح لمونية التازي سلطةالحدود داخل القناة الثانية، ولا يعقل أن يخضع تسيير قناة بها 750 مستخدما لمجرد نزوة». وفي تصريح أدلى به العكراوي، كاتب عام نقابة مستخدمي دوزيم ل«المساء»، قال: «لقد قدمنا طلبا بلقاء المدير العام مصطفى بنعلي، ولم يوافق بعد على لقائنا، لذلك عقدنا جمعنا العام يوم الجمعة الماضية والذي قررنا خلاله عقد هذه الوقفة التي يحمل المشاركون فيها الشارة طوال أربعة وعشرين ساعة، أما غير المشاركين فكثير منهم يوجدون خارج المؤسسة في مهمة مهنية». وعند محاولتنا الاتصال بالمدير العام للتعبير عن وجهة نظره في الأمر والرد على ما جاء في الوقفة، أحالتنا كاتبته الخاصة على من يطلق عليه « الناطق الرسمي الجديد باسم إدارة دوزيم»، البوعبادي، والذي أكد بعد اتصالها به أنه يوجد خارج الدارالبيضاء في اجتماع ويتعذر الاتصال به. ومن المطالب المذكورة في بلاغ نقابة مستخدمي دوزيم - الذي توصلت «المساء» بنسخة منه- والتي تم ترديدها أثناء الوقفة من خلال الشعارات ومن خلال كلمة الكاتب العام للنقابة ذاتها، وضع حد لطريقة التسيير «الفردانية والشمولية» التي ينتهجها المدير «حيث يغلق على نفسه الأبواب في الطابق الرابع» ولا يأخذ رأي العاملين بالقناة بعين الاعتبار، مما يؤدي إلى «إحباطهم» ويشعرهم بالاستياء العميق. نفس الاستياء عبر عنه المشاركون في الوقفة تجاه مسألة غياب هيكلة تنظيمية للقناة الثانية مثل ما هو معمول به في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، واستنكروا كون القناة ككل، بعد أن كانت تتوفر في السابق على ست إلى ثماني مديريات سواء في عهد بلعربي أو في عهد الصايل، لا تتضمن الآن سوى مديريتين. وقال أحد الظرفاء المشاركين في الوقفة: «كل شيء ممركز في يد بنعلي «حتى ستيلو إلا بغيناه، يجب أن يوقع على قرار صرفه بنعلي». ومن الوجوه المألوفة لدى المشاهدين والتي شاركت في هذه الوقفة وحملت الشارة الحمراء: حسن فاتح وعماد النتيفي وصامد غيلان وسناء القدميري ورشيد زكي وغيرهم. وعلمت «المساء» بأن القطرة التي أفاضت الكأس كانت اعتماد إدارة القناة الثانية ابتداء من يناير 2008 نظام «البوانتاج» أو الدخول إلى مقر القناة بعد الإدلاء ببصمة الإصبع عند البوابة، والذي بموجبه يتم إرسال استفسار للمستخدمين الذين يتأخرون في الدخول بوقت معين. وعند سؤالنا لعينة من المستخدمين المشاركين في الوقفة عن مدى صحة هذا الأمر، بلغنا أنهم يعتبرون نظام «البوانتاج» غير عادل لأنه لا يمكن للصحفيين، مثلا، أن يخضعوا لتوقيت قار للدخول والخروج، فمنهم من يسهر في العمل ليلا داخل المكتب ومنهم من يعمل أيام الأسبت والآحاد، مثلما حدث مؤخرا مع صحفية رياضية تلقت استفسارا لأنها لم تحضر يوم الثلاثاء في حين كانت قد عملت يومي السبت والأحد السابقين. وخلال الوقفة ذاتها، أخبر العكراوي، الكاتب العام للنقابة، جميع الحاضرين بأن مقدمي الأخبار على القناة الثانية سيظهرون أيضا وهم يحملون الشارة في جميع نشرات يوم الأربعاء (أمس) إذا لم يتم منعهم من ذلك، في حين أكدت مصادرنا أن سميرة سيتايل، مديرة قسم الأخبار، أعطت موافقتها على الأمر، وأنها بدورها قامت بوضع الشارة الحمراء. وفي معرض حديثه، قرأ الكاتب العام لنقابة مستخدمي القناة الثانية رسالة المكتب النقابي الموحد لمستخدمي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية يعبر فيها الأخير عن تضامنه مع نقابة العاملين بدوزيم. وردد أكثر من شخص خلال الوقفة: «هذه القناة نحن من بناها وليس الأجانب الذين يأتون بهم من فرنسا أو غيرها بدعوى أنه لا توجد لدينا كفاءات مغربية داخل القناة». وعبر مصدر من داخل القناة، لم يرغب في ذكر اسمه وصفته، قائلا: «منذ وصل المدير الحالي إلى القناة الثانية في شتنبر 2003 برزت ظاهرة الاستعانة بالمكاتب الاستشارية الأجنبية التي كنا نعتقد أنها في مهمة محددة مدة أسابيع وستذهب إلى حال سبيلها، لكن منها من لازال يتعامل مع القناة الثانية إلى الآن ويتقاضى أموالا بالعملة الصعبة دون أن نكون في حاجة حقيقية إلى خدمات هذه المكاتب». ومن المنتظر أن يعقد جمع عام آخر، يوم غد الجمعة على الساعة السادسة والنصف مساء، لتدارس ما وصلت إليه الأمور بعد الوقفة.