«ماذا يفعل الأمريكيون في عين أباينو؟» بهذه العبارة استقبل سكان عين أباينو التابعة لجماعة آيت هادي بإقليم شيشاوة الوفد المكون من الرئيس التنفيذي لمؤسسة تحدي الألفية «جون دانيلوفيتش»، ومديرة الفرع بالمغرب منيرة حسين مردوخ، لتحويل ضيعاتهم الصغيرة المنتجة للحبوب والمستهلكة لكمية كبيرة من الماء إلى ضيعات مثمرة وأكثر مردودية في إطار المساعدات المالية التي يقدمها صندوق حساب «تحدي الألفية»، الذي خصص للمغرب697,5 مليون دولار، وهو أكبر مبلغ يقدم لأي دولة من صندوق الوكالة التي أسسها الكونغرس الأمريكي في يناير 2004 لدعم الدول الفقيرة بناء على 16 مؤشرا. وبينما المسؤولون المغاربة منشغلون بتقديم البيانات حول المشروع الذي من المقرر أن ينتفع منه أكثر من 15 ألف فلاح على مستوى إقليم شيشاوة، كانت بعض ألسنة الساكنة تلوك خبر تعبئة مياه عين أباينو في قارورات أي تفويتها لشركة أجنبية كما وقع لجزء من ماء عين بصميم والتي عرفت اهتماما إعلاميا واحتجاجات واسعة في صفوف الساكنة والجمعيات الحقوقية، وكانت محور نقاش بالبرلمان الفرنسي، أما عين أباينو التي يصل متوسط صبيبها السنوي إلى 500 في الثانية، مع العلم أن مصادر المياه في إقليم شيشاوة بكامله يقدر حجم صبيبها السنوي ب800 في الثانية، فخوصصتها العين تعني حرمان عدد كبير من الحقول من السقي أي الشريط الممتد من العين إلى شيشاوة بما فيها التعاونيات الفلاحية وحرمان الساكنة من الماء الصالح للشرب، وهذا يتعارض وما أدلى به عامل إقليم شيشاوة وهو يشكي للسفير جون دانيلوفيتش ندرة المياه بإقليم شيشاوة وتوابعها على التنمية في المنطقة لذلك اقترح إقامة مشاريع استثمارية، وعرضت بالتالي مؤسسة تحدي الألفية مشروع إصلاح 10 كيلومترات من السواقي وثلاثة سدود صغيرة، وهي المهمة التي فشل فيها مشروع البنك الدولي سنة 1986 على حد قول الهادي عبد العزيز، نائب رئيس جمعية تارماست 1. وستنضاف خوصصة مياه العين إلى المشاكل الأخرى التي يعاني منها السكان، خاصة البطالة وضعف الخدمات الصحية إن لم نقل انعدامها والهدر المدرسي وضعف تمدرس الفتيات واعتماد الساكنة على ما تجود به أراضيهم البورية من رمان وزيت في صيف كل سنة. موضوع إمكانية خوصصة عين أباينو تتابعه عن كثب جمعية العقد العالمي للماء المعروفة بأكمي – المغرب والتي تدعو للمحافظة على الماء وعدم خوصصته أو تسليعه وتحول الماء من خدمة عمومية إلى سلعة مدرة للأرباح، ويقول في ذلك أحد الحقوقيين: «ما نفع تشجير 1500 هكتار من الأراضي البورية بأشجار مثمرة كالزيتون والحوامض وإصلاح السواقي بالجماعات التابعة لإقليم شيشاوة من طرف الأمريكيين، إذا كانت عين أباينو وهي المصدر الرئيسي لسقي الأراضي ستتم تعبئة مياهها لبيعها في قنينات».