تعيش أزيد من 100 أسرة بالجماعة القروية سيدي يوسف بن أحمد بإقيم صفرو تحت تهديد العطش، جراء إغلاق المورد المائي الوحيد القريب من المنطقة، والمتمثل في عين طبيعية كان السكان يروون منها عطشهم. وجاء إغلاق العين بعد إقامة مشروع سكني في المنطقة في إطار برنامج محاربة دور الصفيح، مما دفع الساكنة إلى البحث عن الماء في عين الدكارات على مسافة تزيد عن كلومترين، وآخرون اضطروا إلى الهجرة إلى أماكن أخرى بحثا عن الماء. وفي زيارة لـالتجديد لعين الدكارات أفاد سكان المنطقة أن مياه العين قليلة جدا، وبعض السكان يضطرون إلى الانتظار 4 أو 5 ساعات من أجل ملء بضع قنينات من الماء الصالح للشرب. وأكد المستور إدريس رئيس الجماعة القروية سيدي يوسف بن أحمد في تصريح لـالتجديد، أن الجماعة لن تقوم بأي إجراء لحل مشكل المياه أو حتى الكهرباء للساكنة، بسبب رفض تلك الأسر قرار المجلس البلدي لصفرو، بإشراك أسرتين في سكن واحد، ضمن مشروع محاربة دور الصفيح الذي أقيم في المنطقة، والذي بسببه أغلقت العين الوحيدة القريبة من السكان. كما اعتبر المستور أن الماء الذي ينبع من عين الدكارات يكفي السكان، وأن المنطقة يجب أن تفرغ أصلا من هؤلاء، الذين يستغلون الأراضي بشكل عشوائي حسب قوله. وفي موضوع ذي صلة يهدد العطش أزيد من عشرات أسرة بجماعة أيت هادي بإقليم شيشاوة، حسب ما ورد في شكاية السكان إلى وزير الداخلية، ووزير الفلاحة والسلطات الإقليمية، ومدير وكالة الحوض المائي بمراكش، توصلت التجديد بنسخة منها. وحسب ما جاء في نص الشكاية فإن حقول وبساتين المنطقة أصبحت جافة، في الوقت الذي حفر فيه أحد البرلمانيين بئرين بعين أباينو بالجماعة، دون الحصول على أي ترخيص ودون أن تتحرك الجهات من أجل إيقافه. ولم يخف السكان المتضررون بشيشاوة تخوفهم في نص الشكاية، من أن يتم تفويت عين أباينو التي يبلغ صبيبها 500 لتر في الثانية لإحدى الشركات من أجل استغلال مياه العين في التسويق الخارجي. وتساءل السكان في نص الشكاية عن مصير منبع رأس العين الواقع بنفس الجماعة والتي جفت مياهه، بسبب حفر آبار بجانبه مما أدى إلى حرمان السكان من السقي ومياه الشرب، وإتلاف مئات من الهكتارات من الزيتون والرمان. ويذكر أن حوالي 180 عائلة بدوار أيت عتاب التابع لإقليم آزيلال تعاني من العطش منذ أزيد من سنة، وتقوم برحلة البحث عن الماء لمسافة تزيد عن الخمس أو الست كلمترت يوميا، دون أن يلفت ذلك انتباه المسؤولين.