[email protected] في كلمة لوزيرة الشباب والرياضة أثناء الاحتفال بالذكرى الفضية لتأسيس الجامعات الرياضية، قالت نوال المتوكل وهي تقدم خارطة طريق وزارتها، إنها ستسعى جاهدة إلى تحديث الهياكل الإدارية والتقنية ودعم القدرات التدبيرية للجامعات.. هذا كلام الوزيرة وكما يردد رواد العيطة «اللي كال كلامو يزمو بيدو» في إشارة لأهمية توثيق مخارج لسان لاعظم فيه، ولأن الوزيرة بطلة سابقة في سباقات الموانع فإننا صدقنا كلامها وأخذناه على محمل من الجد بل وراهنا على سرعتها وقدرتها على القفز فوق كل الحواجز القديمة. لكن مظاهر التيئيس في المشهد الرياضي مستمرة باستمرار المشايخ على رأس الأجهزة المسيرة، وإصرار الكائنات الصدئة على التمسك بمناصب أشبه بأصول تجارية. تحت دريعة الاستفادة من خبرات الخالدين فيها أبدا، مددت اللجنة الأولمبية الوطنية المغربية بتعاون مع وزارة الشباب والرياضة وجامعة الكرة عمر العديد من الأسماء المحصنة ضد عوامل التعرية وزحف الشيخوخة، فلا زال بن زروال ولعمراني وداكين يقتاتون من كلأ الرياضة الوطنية ضدا على خطاب وزيرة وعدتنا بأوراش لتحديث الهياكل والظاهر أن زلة لسان استبدلت كلمة تحديد بتحديث. يتجاوز فضول بن زروال حاجز 76 سنة يتحدى قوانين التقاعد ويدوس على نظم صناديق الاحتياط الاجتماعي، لإصراره على الحفاظ على منصبه كمدير للجنة الأولمبية المغربية، إلى أن يرث الله اللجنة ومن عليها، يتقاضى مبلغا مهما من تقاعده كإطار خارج السلم في وزارة الشباب والرياضة، ويجود عليه صندوق عليه صندوق اللجنة شهريا ب20 ألف درهم فقط، فضلا عن امتيازات أخرى في حركاته وسكناته. بنزروال كائن ينتعش في النكبات فقد جيء به على رأس اللجنة المؤقتة المكلفة بتسيير جامعة الكرة عقب الهزيمة المذلة للمنتخب المغربي أمام نظيره الجزائري في دجنبر 1979، وقضى سبع سنوات على كرسي المسؤولية قبل أن تتحرك جرافة عسكرية لاقتلاعه من مكتبه في إطار برنامج محاربة السكن غير اللائق في الجامعة طبعا. على نفس المنوال رسم العمراني طريقه في صمت، لأن أغلب الوزراء الذين تحملوا حقيبة الرياضة باستثناء المرحوم السملالي والمتوكل «برة عليهم من الرياضة»، واستطاع أن يظل خارج المحاسبة بالرغم من تورطه في قضايا «الحريك الرياضي»، هم العمراني الوحيد هو التوسع العمراني وإيمانه راسخ بمبدأ الحياة فرص. أما لحسن داكين فقد دك الأرض على زميله امحمد حوران، وتراقصت أمام عينيه فكرة الانقضاض على منصب مدير عام الجامعة الشاغر لوجود صاحبه في حالة نقاهة، اختمرت الفكرة ورسم الرجل مخططا للإجهاز على منصب مالي يعفيه من انتظار حوالة التقاعد في طابور المتقاعدين، كانت عين داكين على منصب مدير عام للمركز الوطني لألعاب القوى، وقلبه على كرسي المدير العام لجامعة الكرة يده على باقة ورد للمدير الذي يجتاز فترة نقاهة، وحين تلقى إشارة من أصحاب القرار شرع في حركات تسخينية على مقربة من الجامعة. تكفي بضعة دقائق للانتقال بين أصحاب القرار فالصدفة شاءت أن تعيش الوزارة والجامعة والقيادة العليا للدرك حياة الجيران، والصدفة شاءت أن يكون قرار التعيين مباشرة بعد إقالة هنري ميشل الذي أحال الناخب الوطني على قمامة التاريخ وعبأ رصيد المتقاعد بعمر جديد وكأنه ابتلع كرفاقه إكسير الحياة. أمام مقر وزارة المتوكل يعتصم عشرات المعطلين من خريجي المعاهد العليا، يرفعون شعار الحق في كسرة خبز، وغير بعيد عنهم يتحصن الخالدون في مكاتبهم بعيدا عن زحف الزمن، ينعمون بوابل من الامتيازات، إنها صورة لتفشي سياسة الريع بصيغة أخرى.