على غير العادة قرر الجنرال حسني بنسليمان رئيس جامعة كرة القدم أن يجتمع بودادية المدربين المغاربة، لاستشارة الأخيرة في قرار اختيار مدرب جديد للمنتخب الوطني خلفا للفرنسي هنري ميشيل المقال من مهامه. جاء اجتماع أول أمس الذي احتضنه مقر القيادة العامة للدرك الملكي، ليرمي بكرة اختيار المدرب الجديد في ملعب الودادية حتى تتحمل بدورها جزءا من المسؤولية، وحتى يعتقد الرأي العام أن اختيار المدرب الجديد قد أشركت فيه جميع الأطراف، وأن المدربين المغاربة هم الآخرون كانت لهم كلمتهم، فلايبقى هناك مبرر للانتقاد، بحسب مايعتقد صقور الجامعة. لذلك لم يكن غريبا أن يطلب الجنرال من ودادية المدربين أن تضع معايير اختيار المدرب الجديد، وأن يؤكد نائبه امحمد أوزال أن الودادية طرف أساسي في اختيار مدرب المنتخب، وأنها هي من ستضع المعايير، قبل أن يدخل النقاشات متاهات أخرى من قبيل ضرورة دعم الجامعة للودادية والمساهمة في التكوين وغيرها من النقاط، التي بقدر ماترسم علامات استفهام حول الغاية من الاجتماع، فإنها في الوقت نفسه تثير الكثير من الجدل، مادام أن موضوع الساعة حاليا هو اختيار مدرب المنتخب. قال بنلسيمان في الاجتماع نفسه، كما لو كان يرمي ببالون اختبار للحضور» أعرف أنكم عندما ستضعون المعايير فإنكم لن تقتصروا فقط على المدربين الوطنيين، وإنما سيشمل ذلك الجميع، وأعرف أن مصلحة المنتخب الوطني تهمكم»، لكن ما لم يقله الجنرال هو أنه يسعى بكل السبل لتوضع المعايير على مقاس مدرب أجنبي، وليس وطنيا، مثلما يطالب كثيرون، لذلك فإن عددا من المتتبعين تساءلوا، عن المعايير التي اختار بها ماندوزا المدربين الذي حضروا هذا الاجتماع، ولماذا غابت بعض الأسماء كعبد الرحمان السليماني مثلا. هل لأنه اختلف مع ماندوزا في الاجتماع الذي عقدته ودادية المدربين بعد نهاية كأس إفريقيا، أم لأن للرجل مواقفه الواضحة، في مسألة اختيار المدرب الوطني. لذلك قال كثيرون إن اجتماع أول أمس لم يكن إلا ذرا للرماد في العيون، ومحاولة لتوجيه الأنذار عن صلب القضية وهو ضرورة رحيل الجامعة، فالماسكون بخيوط اللعبة لازالوا يواصلون مناوراتهم دون استحياء رافعين رشاشاتهم في وجه الأطر الوطنية، وباحثين بكل السبل عن التعاقد مع مدرب فرنسي. جالست ودادية المدربين الجنرال، لكن هل أدرك ماندوزا أنه كمن يمشي فوق حقل ألغام، فالجامعة تريد أن تأكل بفم الودادية ماعجزت عن أن تواجه به الرأي العام، وأن تنسب لها مسألة اختيار مدرب للمنتخب.