زف بلاغ الجامعة الملكية لكرة القدم خبر تعيين لحسن داكين في منصب المدير العام للجامعة خلفا لامحمد حوران المدير السابق الذي أنيطت به مهمة التدبير الإداري لملف تأهيل كرة القدم المغربية، وهو القرار الذي أملته الظروف الصحية لحوران. إذا تأملنا جيدا قرار الجامعة سنقف على مدى أهمية ملف التأهيل الذي أحيل على موظف في حالة نقاهة، والإشارات التي يحملها هذا التكليف الغريب الذي يحيلنا على عقلية تدبير متمسكة بمبدأ جبر الخواطر، لم يطلب حوران شافاه الله من الجامعة إعفاءه من مهامه كمدير عام بسبب الحالة الصحية الراهنة عقب إجراء عملية جراحية، ولكن نبهاء الجامعة عثروا على تخريجة لسل شعرة حوران من عجين الكرة، وقرروا إحالته على ورش بن الشيخ لترميم حال الكرة المغربية. كان لحسن داكين المدير السابق لقطاع الرياضة يقوم بعملية الإحماء على مقربة من جامعة الكرة بحثا عن منصب يؤمن له راتبا ماليا لايفوق 15 ألف درهم فقط، بعد أن أحيل على التقاعد بتعويض يوازي رواتب مصلحة بكاملها، استجابت الجامعة لملتمس داكين الذي كان مؤازرا بأشخاص نافذين وعينته مديرا عاما في إطار سياسة التشبيب التي تعرفها هياكل الجامعة. قبل أن يظفر داكين بمنصب مدير عام للجامعة قام بحركات تسخينية أمام مقر جامعة ألعاب القوى، وراهن على الانضمام إلى تشكيلة أحيزون لأنه صدق لازمة «عالم جديد يناديكم» ومنى النفس بتعبئة مضاعفة من مالية الجامعة. ليس حوران أو داكين أو العمراني هم الذين يملكون القدرة على التمرد على نظام التقاعد وعلى زحف الشيب، فالعديد من موظفي وزارة الشبيبة والرياضة أصحاب الأوزان الثقيلة يجدون نفسهم أياما بعد تعاقدهم على كراسي المسؤولية في جامعات أو مؤسسات من مشتقات الوزارة، وكأن المغرب يعيش نقصا حادا في الأطر المختصة بالتدبير الإداري. إن الواحد من هؤلاء المشايخ يبتلع في راتب شهر واحد أجور فيلق من الموظفين البسطاء الذين لازالوا يحصون درجات سلاليم الوظيفة العمومية بحثا عن ترقيات معطلة تبعث في النفس المتذمرة رغبة الاحتجاج، إنها صورة بشعة لإهدار العام في مناصب شغل وتوزيعها على أسماء مهددة بالانقراض. المدير الجديد للجامعة لحسن داكين هو الرجل المناسب للمنصب المناسب، فهو يحسن الانبطاح ويضرب تعظيم سلام كلما مر بجانبه مسؤول نافذ، يؤمن بمقولة «اللي خاف نجا» ولا يفتح فمه إلا ليأكل ساندويشا وهو في طريقه إلى الدارالبيضاء على متن القطار، بل إن الرجل يهاب رؤساء الجامعات حيث طلب قبل ثلاثة أشهر من البطل العالمي لخصم عدم الجلوس بالقرب منه خوفا من جامعة الهلاليين التي كانت تخوض حينها حربا على البطل العالمي، كان داكين يدفن رأسه بين كفيه كلما مرت الكاميرا أمامه. وفي طريقه إلى الرباط أبلغ جامعة التيكواندو ولاءه واعتبر دس بطل مغضوب عليه إلى جانبه مؤامرة تهدف إلى زعزعة استقرار أخت الجامعات. لن نحسد داكين على ما أعطاه الله وبنسليمان ولن نشكك في قدراته وهو الذي يرتبط بوجدانه وجيبه مع الرياضة المغربية ويحرص على إجراء بعض الحصص التدريبية بين الفينة والأخرى بملعب الأب جيكو، لكننا نلومه لأن تعيينه أثار زوبعة في البلاد بسبب سوء تأويل من أحد المواقع على الشبكة العنكبوتية الذي ظن صاحبه أن داكين حل بديلا للجينرال، فانتشرت إشاعة رحيل بنسليمان كالنار في الهشيم حينها أغلق داكين هاتفه ودفن رأسه في الرمال إلى حين مرور العاصفة.